الى متى تزهق ألأرواح وتحصد ألنفوس؟

تاريخ النشر: 10/05/10 | 23:27

في كل وسائل الاعلام نسمع أخباراً مرعبة ومؤسفة, ونرى صوراً تقشعر لها ألأبدان. سيارات مهشمة, جثث ملقاة على ألرصيف, جرحى وبقع دماء هنا وهناك. كل هذه ألصور المروعة نتيجة ماذا؟! ليست ألحرب فحسب, انما حرب من نوع أخر, حرب ألشوارع. حرب ألمركبات بكل أنواعها. فكم من أرواح أزهقت! كم من نفوس حصدت قبل أوانها! كم من جروح لم تندمل وندبات لم يزل أثرها شاهداً على مدى قساوة هذه الحرب! كم من قلوب يملؤها الحزن واللوعة على فقدان أعز ألأقرباء والأصدقاء. والسؤال الذي يطرح من ألسبب؟ كثيرة هي ألمسببات والعوامل للحوادث. قد تكون مرتبطة بالسائق نفسه. فماذا نتوقع من سائق يدوس على دواسة ألبنزين ويطير بسرعة ألصاروخ, ظاناً أن ألشارع ملكه ألخاص. يجوب الشارع, بدون ألتقيد باشارات وقوانين ألمرور, عرضاً وطولاً بطيش يمرح كأنه يلهو بلعبة, وفجآة أمامه مركبة أخرى, يضغط على ألفرامل للتوقف لكن هيهات لهذه ألآلة ألصماء أن تستجيب, فيفقد ألسائق ألسيطرة وتحدث المصيبة ألكبرى ضحايا أخرى لا ذنب لهم تضاف الى سجل ألموتى…والقائمة ما زالت تسجل في سطورها مآسي أخرى. والمسبب قاتل طائش, مستهتر, كان قبل لحظات في حفلة مبتهجاً, شرب حتى ألثمالة, وفي منتصف الليل أعتلى مركبته, وساق بلا وعي…عائداً الى بيته ولكنه لم يعد..وما بالك بذلك الذي ما ان سمع رنات الهاتف ألنقال, البيلفون, حتى ترك مقود سيارت وامسكه بيد واحدة, وباليد ألأخرى أمسك ألهاتف ليرد كأن هناك أمراً هاماً لا يقبل التأجيل. والنتيجة فقدان ألسيطرة والضياع. ضياع حياته وحياة غيره لأتفه ألأسباب… قد تقولون بأن السائق أحياناً لا ذنب له في حوادث الطرق. فعلاً هذا صحيح. هنالك عوامل أخرى والتي لها علاقة بالطبيعة، طبيعة الأرض والطريق، فالحوادث التي تقع في طرق المناطق الوعرة أكثر من حوادث الطرق في المناطق السهلية، والحوادث التي تقع في أجواء الأمطار والثلوج والضباب والغبار أكثر عدداً من الحوادث التي تقع في الأجواء الاعتيادية. وفي بعض الأحيان قد يكون خلل ميكانيكي في المركبة, أو قد تكون ألبنية التحتية السيئة للشوارع, اهمال أو بسبب نقص أو عدم وجود الاشارات المرورية في الطرق من ألمسببات ألرئسية لحوادث ألطرق. ان نسبة حوادث الطرق وكوارثها تزداد يوماً بعد يوم, لكن بالامكان الحد منها أو تجنبها أو التخلص منها. فلو كل واحد منا قاد سيارته بمسؤولية, بحذر, بانضباط حسب تعليمات وقوانين المرور, لو أن ألمسؤولين اهتموا أكثر بصلاحية الشوارع, لمنعنا وقوع كوارث في ألأرواح ألبشرية, ومنعنا المعاناة النفسانية وحافظنا على الممتلكات ألمادية. يا أخي ألانسان, أيها ألسائق, أيها ألمسافر, ألله وهبنا العقول, أعطانا نعمة ألحياة لنعشها بصحة وعافية, بهدوء وراحة بال..ولا يحق لنا بأي حال أن نضع حدا لها لقوله تعالى " ولا تقتلن ألنفس ألتي حرم ألله الا بالحق". فالله يعطي وألله يأخذ…ولنا بقول دعاء ألسفر, وترتيل ألآية ألكريمة دائماً: " سبحان ألذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين, وانا الى ربنا لمنقلبون" لتطمئن القلوب وتحفظ النفوس.

‫7 تعليقات

  1. المشكلة تبدا حسب رايي بالتربية للسياقة الصحيحة . فكثير ما نرى التهور من وراء المقود من الشباب واحيانا العجلة والتسرع من البعض واحيانا اخرى عدم حسن التصرف او السياقة الخاطئة من البعض الاخر والتي كلها ممكن ان تؤدي لعواقب سيئة. فيا ليت كل سائق وسائقة يولو امر وطريقة سياقتهم بعض الاهتمام . وامنياتي بالسلامة للجميع.

  2. نحن عرب اسرائيل نبلغ 20% من سكان الدولة , لكن مشاكلنا تبلغ 90% من مشاكل الدولة !!
    أغلب العنف المستفحل وحوادث الطرق والقتل والضرب وسفك الدماء والسرقات كلها موجودة عندنا -نحن العرب ! لماذا ؟؟!!؟؟ أليست هكذا تريد الدولة منا ؟ ان نقتل بعضنا البعض لترتاح من العرب أجمع؟

  3. يا أخي رقم 2 وما دخل الدولة في حوادث الطرق المتزايدة يوم بعد يوم؟! غريب هذا فالمشكلة هنا فينا نحن…فلما لا نتأنى في سياقتنا؟! لما لا ندع همومنا ومشاغلنا جانباً ونحن نقود السيارة؟! اليس من ألأفضل ان نحافظ على حياتنا بدل الانتحار بهذه ألطريقة…!!!

  4. أليست همومنا ومشاكلنا أغلبها العنصرية المستفحلة بالدولة ؟ أليست حوادث الطرق سببها عدم وجود اشارات مرور واشارات ضوئية في المناطق والبلدان العربية؟

  5. نعم صدقت يا اخي شاب 25 عام اللوم على الدولة وأيضاً على المجالس والبلديات فالميزانيات المخصصة لتحسين وتطوير الشوارع ولأقامة الأرصفة ولوضع اللافتات واشارات المرور قليلة…فكل يوم ضحية تدفع الثمن, ثمن العنصرية والإهمال…وهكذا دواليك وليس هناك من يرى أو يسمع…!!

  6. كلماتك تعبر عن الماّسي التي تحدث كل يوم في الشوارع اخترت الموضوع الصحيح للتكلم عنه من أجل ايقاف اي متشرد لا يوجد بقلبه الرحمة…. موضوع جميل والنهاية اعجبتني لاحتوائها على ايات قرأنية التي تحفزنا على فعل ذلك

  7. كلماتك تعبر عن الماّسي التي تحدث كل يوم في الشوارع اخترت الموضوع الصحيح للتكلم عنه من أجل ايقاف اي متشرد لا يوجد بقلبه الرحمة…. موضوع جميل والنهاية اعجبتني لاحتوائها على ايات قرأنية التي تحفزنا على فعل ذلك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة