جحا والأزعر

تاريخ النشر: 27/08/15 | 9:56

كان يا ما كان
في قديم الزمان
شخص درويش ومحترم
اسمه جحا
وجحا كان عنده أرض وفيها بيت صغير ومزرعة
ومرت الأيام
وجحا مبسوط وعايش حياته بأمان واطمئنان
وذات يوم
عاد جحا إلى بيته
فوجد أنه أزعر البلد استولى على أكثر أرضه وعلى بيته وعلى مزرعته
وما تركله غير قسم صغير من الأرض
ما ظل معه وقت يحيطه بجدار..
جحا كما قلنا درويش
وما باليد حيلة
لكنه شعر بالظلم
بدأ يتذمّر
في كل يوم كان يذهب إلى أرضه المغتصبة
ويطالب الأزعر بإعادتها
والأزعر لا يلتفت إليه
جحا قرر أن “الدروشة” لم تعد تنفع
بدأ يبحث ويسأل ويفهم ما الذي يدور حوله في البلد
بدأ يحدث أبناءه عن هذا الأزعر
بدأ يربيهم على أن إعادة أرضهم وبيتهم ومزرعتهم واجب
بدأ يتعرف على كل المظلومين ويكوّن معهم علاقات
الأزعر انتبه للتغير في تصرفات جحا..
فهم الخطر المحدق به..
جحا الغضبان غير جحا الدرويش..
فكر وفكر..
ذهب الأزعر إلى جحا..
اسمع يا جحا..
أنا متفهم إحساسك..
طبعا لا أتفق معك..
أصلا الأرض إلي بس أنت ما بتعرف..
لكن ما بيهون عليّ زعلك..
عشان هيك لقيت حلّ..
شوف يا جحا يا حبيبي..
تعال نحل المشكلة بالتفاهم..
شوف..
أنا صنعت حجر النرد هذا..
مكعب عليه أرقام، من ١ إلى ٦
كل يوم أنت ترمي الحجر
إذا حصلت على رقم أكبر من ٦
برجعلك أرضك..
إذا حصلت على ٦ أو أقل..
بتعطيني باقي الأرض..
جحا مش أهبل..
شو يا حبيبي بتضحك عليّي؟
كيف بدي أحصل على رقم أكبر من ٦!
هات الحجر بدي أغيّر قسم من الأرقام..
الأزعر ما قبل
هذا الموجود..
بدك تلعب أهلا وسهلا..
ما بدك ما تلوم إلا نفسك..
برمي المكعب أنا وبقرر لحالي كيف أتصرف
جحا خاف..
مصيبة إذا الأزعر هو الي بيرمي حجر النرد..
ما بقدر أتركله الساحة..
خلص يا عمي الأزعر موافق موافق..
جحا نسي أن الأزعر اخترع اللعبة أصلا لأنه بده يحتويه ويتفادى شره
نسي أن اللعبة أوجدها الأزعر عشان مصلحته هو مش عشان مصلحة جحا..
ما انتبه أنه لو رفض يلعب كان أحبط خطة الأزعر..
نسي أنه بغض النظر مين بيرمي حجر النرد..
أكبر من رقم ٦ مش راح يكون..
لأنه هذه قوانين اللعبة..
قررها الأزعر!

منقول

i

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة