بأي ذنب قتلوكما؟؟؟!!!

تاريخ النشر: 17/04/11 | 11:53

بقلم الشاعر البروفيسور فاروق مواسي : ” إلى جوليانو ابن صديقي صليبا، وإلى فتيريو أوراغوني صديقي الذي لا أعرفه” .

لن يطفئ أخلاقَ الدينِ الحقِ

غلمانُ ظلامْ

لن تطفئَ زمرة أوغادٍ أصداءَ النورْ

هل تطفئُ نورَ اللهِ

أفواهُ الحقدِ الموتور؟؟!!

(أعلم ما قيل:

إن الدينَ نصيحة،

والدينَ معاملةٌ، وسلام:

للنفس، وللقلب، سلام!)

لكن وا أسفا!!

وابتلت عيناي من الحزن،

ومن الغيظِ المقهور

إذ يأتي ذاك المجهولُ الموتورْ

مع لحيته بالأجر المأجور

يسفكُ دمْ

دم ! دم !

مأجورٌ بالجنةِ- بالحور العين،

يا عيني!!!

عيناءٌ تلو العيناء!

حوراءٌ تلو الحوراء!

أمثالُ البِيض المكنون،

لتسَير الحوراءُ بصدرٍ مغرٍ نافر

وبلونِ صفاءٍ وبهاءٍ

ورواءٍ ناضرْ

يُفتنُ حتى يشعرَ “صاحبُنا؟!”

بعروقٍ تتمطّى،

في شبقٍ ماطرْ

أسأل إذ أسأل:

من وكّل هذا الغادر

أن يقتل جوليانو الجائلِ والصائلِ للحقِّ

بعذوبتِه في الخَلق وفي الخُلق؟؟!!

جوليانو المفعمَ في حبِّ الأطفالْ

المفعمَ في حب فلسطين

يمضي في الخطرِ المُحدقْ

من حيفا نحو جنينْ

ليعلِّــــمَ محمودًا ورنينْ

ليعرّف أن نواح الغائبِ في المنفى لن يبقى

أن النَورتبدّى بنهاية

نفقٍ، أتراه يبين؟؟!!

لكن قرينَ الموتِ الميتْ

وافانا ليزف مذابحْ

يُطلقها لقرين

شيطانُ الشر

(مفهوم الشيطان أراه بقرن وغضب،

وبسخرية مرة)

يُطلقها معنًى لخطايا

مع شَعر متدلٍّ وعريض

حتى تصبحَ هذي الأرضُ يبابًا أكثر

وشظايا الحزنِ الأسودِ دارتْ

طافت مع كل ملائكة وبلائكةٍ نسمع عنها

ننتظرُ

ننتُظرُ

حتى يأتيَ من يفتح صفًا للتحفيظْ

يجعلُها ببغاواتٍ من غير بصيرة

من غير يقينْ

وعلى كل فؤادٍ قُفل من هذيانٍ يُعقبُــه هذيانٌ كالسيلْ

ونظل “مكانك عدْ”!

نفتي باسم الله، ونحكم باسم الله، ونفعل ما نفعل باسم الله

نقتلُ حتى باسم اللهِ،

والجثةُ في النعشِ،

من يرفلُ في رؤيتِهِ رؤيتِها؟

الويلَ الويلْ!

يا أريغوني!

أرييييييغووووونييييي!

قتلوك، وقالوا: “القتلُ حلالْ”!

ها هم أبطال ورجال؟؟!!!!

(أي بطولة؟ أي رجولة؟)

قتلوك، وأنت

تحلم أن يُنصرَ شعبٌ يبحثُ عن حرية

فلماذا تحلُمُ أن يُنصــر؟!

ذنبُــك أن تحلم!

إذ كيف وفدت

من بلد الطليان

لتساعدَ أو لتؤيدَ أو لتعاضد ..

أسمعتَ بجدٍ يُدعى (هاشم) ؟

أرأيت كيف تلوّى في قبره

ها هم في غزة هاشم

منهم من حرقوا أرصدةَ الشهداء

من سرقوا كلَّ سبائكِ حبٍّ، كلَّ نقاءْ

منعوا عنا كلَّ هوًى وهواءْ

فشرايينُ الوطنِ الغنّاءْ

أضحت لغطًا فوضى وخواءْ،

والنايات تغني

في صوت مذبوحْ

لكن يا جوليانو

يا أريغوني

الدم على أيديهم لن يمسح

غسلوا أيديهم عشراتِ المرات،

ولن يمسح،

فصهاريجُ الماءِ أسًى وعويلْ

والدمُ على الأيدي رتَّــلَ سورة

تلوَ السورة

هيهات وهيهات!

أن يغفرَ ربُّ الكونِ فصولَ المأساةْ

يتحدثُ من أجرمَ مع زوجه

ويؤملُ غفرانَ الله

في النوم وفي الأحلام

يقول: أنا أعدمتُ الأعداءْ

زوجته تسأل: هل حقًا هم أعداء؟

والطفلة تسأل: هل حقًا هم أعداء؟

والزهرة تسأل: هل حقًا هم أعداءْ؟

يسألهم من يسأل: هل حقًا هم أعداء؟؟!!

هم في غمرة سعيٍ أو ضربٍ لجنانْ

يطلع جوليانو

يطلع فيتريو

وأرى أرتالاً تطلع

تكفرُ بالبهتـــان!

تؤمن بالإنسان!

* * *

أحتاج لغفوة

أو صحوة

فيها أسمع ألحان جنازة

فيها أصغي لبكاء الآيات

وأنادي والدمعات:

جوليانوووووو!

فيتريووووووووو!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة