دعِ الخلق للخالق !

تاريخ النشر: 02/05/10 | 15:20

بقلم :ام المثيب

إنتقل رجل مع زوجته إلى منزل جديد، وفي صبيحة اليوم الاول، جلسا حول طاولة الإفطار في غرفة الطعام التي تطل على حديقة المنزل المشتركه، قالت الزوجه مُشيرة من خلف زُجاج النافذة حينما رأت جارتها لاول مره: أنظر يا عزيزي هذه جارتنا …يا الهي!! أنظر، غسيل جارتنا ليس نظيفاً، لا بد أنها تشتري مسحوقاً رخيصاً، علي أن انصحها شراء مسحوق أفضل ،ودأبت الزوجةُ على إلقاء نفس التعليق في كل مره ترى جارتها تنشُر الغسيل وبعد شهر، إستيقظت الزوجة ووجدت زوجها جالساً في غرفة الطعام , وكعادتها وجهت نظرها إلى الشباك لتتفقد غسيل الجارة وكانت المفاجأة، فغسيل جارتها بات نظيفا، فقالت لزوجها والدهشة تعتريها : أنظر لقد تعلمت أخيراً كيف تغسل . فأجاب الزوج: عزيزتي لقد نهضت اليوم مبكراً هذا الصباح ونظفتُ زُجاج النافذة التي تنظرين منها.

صورة تجسد واقعنا الاليم.. معظم الناس مشغولين بعيوب الاخرين، غير مدركين لعيوبهم، “فالجمل لا يرى عوجة رقبته”، ترى المرأة تنتقد لبس زوجة أخيها وتحشر أنفها بينهم، وتحاول جاهدة إقناع أخيها بتغيير لبس زوجتة، ليس غيرة على دينها الاسلامي..والدليل على ذلك إبنتها التي تتعلم في الجامعه لا تميزها بين الاجنبيات من لبسها ولا من لهجتها..” البنت بعدها صغيره وبدها تتعلم وتا تتجوز بفرجها الله..بتلبس” وليس لجهل بالدين فوالله قد تكون هذه المرأه قارئه مجتهده ملتزمه ..لكنها لم تُربي إبنتها على أصول الدين واللباس والصلاة وكل الأمور والواجبات الدينيه “خليها تعيش حياتها” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا يدخل الجنة ديوث“(الديوث:هو الذي لا يغار على اهله).

تماماً تهرب من عيوبها، من فشلها، وترمي اللوم على غيرها!! وتنشعل بعيوبِهِم.

وإمرأه أخرى ليست مُتحجبه، وتقلد الأجنبيات بلبسها الجريء، تنتقد أختها، او بالأحرى تنتقد جلبابها وتدعي انه مُغري! وهذا ليس جلباب المرأه المسلمه..سبحان الله الجلباب مع خمار الوقار أصبح مُغري أكثر من اللبس الفاضح معقول! إبتسامه عريـــــــضة إرتسمت على شفاه أختها الوقوره شفقةً عليها.

لا يمكن أن تجد إنساناً ذا خِصال إيجابية تخلو من السلبيات! تماماً ولا يمكن ايضاً أن تجد إنسان كله سلبيات فقط، الكمال لله وحده، هذه الشخصيه نادرة الوجود، علماً بأن كل إنسان له عيوبه ونقاط ضعفه ولا يخلو من الايجابيات, هذا لا يعني أن نعامل الناس بسلبياتهم، ونرقص على جروحهم …حتماً نتيجة هذه المعامله، ستكون خلافات ، ومضايقات، بينما لو إنشغلت بعيوبك عن عيوب الاخرين ما وجدت سبب لانتقاد غيرك وتفقد عيوبه..

دعِ الخلق للخالق وكفانا نظر وتتبع الناس في الذهابِ والاياب…

إبحث أيها الطيب، عن الجانب الطيب والايجابي في نفوس الناس، قبل أن تضعهم بأخطائهم تحت مجهر الإنتقادات، لأنك متى فعلت ذلك وحاولت أن تهب غيرك شيئا من العطف رغم أخطائهم ، وحماقاتهم وشيئا من الوُد الحقيقي لهم, والكثير من العناية غير المتصنعه بإهتماماتهم وهموهم، سينكشِفُ لك نبع الخير في نفوسهم حيث يمنحنوك حُبهم وثِقتهم متى قابلتهم بالصدق والصفاء ، والإخلاص.

إن الشر ليس عميقاً في النفس الانسانيه إلى الحد الذي تتصوره أحياناً، هم يختبئون بين ثنايا قِشرة صلبة ما إن تشعرهم بالأمان والإطمئنان حتى يخلعوا قشرتهم لتظهر الصورة الحقيقية، ثمرة حلوة شهيه. بدلاً من أن تنشغل بعيوبِهِم تنتج عنها مشادات وخلافات طويله إختصر الطريق وعاملهم بالحسنى ليس دعماً لاخطائهم، لكن لأنك أنت أيضاً لا تخلو من العيوب بالمعامله الحسنه والستر على العيوب طريق لإصلاحها بصورة غير مباشره ،إ هتمامك بهم تخلق روح المثابره والابداع والتفاؤل لدى الاخرين بحيث يتقدمون نحو الافضل ويحاولون إصلاح ذاتهم.

قال الشافعي:

ُإذا شئت أن تحيا سليماً من الأذى ودينك موفور وعرضك صيّن

لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلّـك عورات وللناس ألسـن

وعينك إن أبدت إليك معايباً فدعها وقل : يا عين للناس أعينُ

وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى وفارق ولكن بالتي هي أحسن

ليت كل شخص يحاول أن يبحث بداخله ويعترف بعيوبه، وينشغل بها ويحاول إصلاح ما يُمكن إصلاحه.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن المسلم من سلِم المُسلمون من لسانه ويده”

‫19 تعليقات

  1. حقا هذا الواقع في مجتمعنا اليوم هذه هي حياتنا كل منا ينظر الى عيوب غيره ولا ينظر الى عيوبه يتكلم عن غيره ولا يتكلم عن نفسه من يريد ان يصلح المجتمع فليبدأ ببيته

  2. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته سلمت اناملك اختي في الله وكما قيل “لسانك لا تذكر به عوره امرء فكلك عورات وللناس اعين” بارك الله فيك وجعل الله لك بكل حرف خطوه تقربك للجنه

  3. موضوع اكثر من رائع ومميز ويروي احداث واقع نعيشه كل يوم..
    جزاك الله كل خير يا ام مثيب

  4. ما شاء الله ابدع قلمك يا ام المثيب، كتاباتك رائعه اتحفينا بالمزيد

  5. الموضوع ممتاز ويستحق النشر
    بارك الله فيك يا اختي وجعلك الله من دعاة الخير

  6. سلام الله عليكِ حبيبه …
    بوركتِ وبوركت اناملك على ما خطته من ابداع هكذا عودتنا على كل ما هو مميز متميز اسأل الله العلي القدير ان يرفعك بالدنيا والآخره وان يزيدك علماً ونوراً وفلاحاً.
    مقال في قمة الروعه … يطرح موضوع في غاية الاهمية والتي تعد آفة باتت تهلك البشرية ……….
    حماكِ الله رعاكِ الله اواك الله ووفقكِ الله لما يحبه ويرضاه
    دمتِ برضى من الرحمن
    جُزيت الجنان بصحبة الحبيب العدنان

  7. يسلم فمك يا اخت أم المثيب, فبأسلوبك الشيق تطرقت بكل ثقة الى موضوع اجتماعي نعاني منه ألا وهو انتقاد ألغير بسلبية دون ألانتباه لسلبياتنا أو ألأصح التغاضي عن السلبيات والنواقص التي فينا…وقد صدق من قال من راقب الناس مات هما, فما بال كل فرد يدقق النظر في عيوب وأخطاء ألآخرين وينسى نفسه!! يحسب نفسه كامل ألخصال ألايجابية مع أن ألكمال لله وحده. قد يخطىء أحدنا ويزل ولكن هذا لا يعطينا ألحق بأن ندوسه ونمزق لحمه بأي طريقة جارحة وقاسية, فلكل منا هفوة فمن واجبنا ان نوجه له النصيحة بمودة وبنية صادقة ونرشده الى طريق الصواب فبهذا كقولك يا أختاه يكسب مودته واحترامه وينكشف لنا نبع الخير في نفوسهم ومن ثم على يدك وبلسانك يا أخي ألطيب يكون ألاصلاح وهذا ليس بمستحيل…

  8. ممتازة ومبدعة جدا يا صحفية ..أحبك كثيراً يا احلى واغلى ام في الدنيا..

  9. بارك اللة فيكي يا ام المثيب..والله يعطيكي افكار اكثر واكثر عشان تتحفينها بهيك اشي …حلوة القصة وبالتوفيق…

  10. فعلا وجميل ما تقولين لكن…..
    اعتقد انك خلطت بين موضوعين : موضوع انتقاد الغير وموضوع اللباس والتقليد الغربي وشتان ما بين الاثنين!!!
    موضوع الانتقاد واسع ولا يسعه مقال لوحده لاهميته وتاثيره على رقي المجتمع ، ولشموليته.
    ولا كان عليك خلطه بموضوع اللباس الذي ايضا لايقل اهمية
    لكن………
    لا يعني اني اقلد الغرب اذا لم البس الخمار والجلباب..
    لكل رايه . وهذه عنصرية واضحة لرايك
    اسفة سيدتي………فالخمار والجلباب لا يحشمنني انما لباسي المحتشم والمقبول

  11. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
    بارك الله بكل من اهداني من وقته الثمين وقرأ مقالي الهادف..جوزيتم الفردوس الاعلى
    الى اختي في الله رقم 13 (هنيه داوود) اولا اشكرك مره اخرى لاهتمامك بموضوعي..ثانيا اخيتي اعتقد انك لم تفهمي وجهتي نظري كما طرحتها وها انا اعيدها عليكِ تارةً أُخرى””في الحقيقه نحن نعيش في عالم الرقابه لعيوب الاخرين وكأننا نترصد لاي خطأ صغير كان كي نظهره على الملاء مبررين لعيوبنا ، بينما عند نجاحهِ وتميزه بشيء يكاد لا يذكر، والجلباب والخمار اخيتي تاج الوقار لكل فتاة تؤمن بالله ورسوله،وكان هذا نموذج واقعي ، هل يعقل بان ترتدي الفتاة لباس عادي الا وهو من تصميم اعداء الاسلام ، وتنتقد الاخت المحتشمه بجلبابها والله ِ انها تثير الشفقه ليس الا”

    قال الله تعالى:{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}

    مع احترامي لكِ وتقديري لكِ اخيتي ..اي لباس محتشم غير الجلباب والخمار؟؟؟!!!
    وهل يرضي الله ورسوله؟!!
    اسال الله لي ولكِ الهدايه على طريق الحق.

  12. اختي العزيزة , لقد لمست نقطة مهمة جدا في واقعنا اليوم
    لا تنه عن خلق وتاتي بمثله عار عليك اذا فعلت عظيم
    للاسف اكثرية الناس اليوم ينتقدون وينهون متجاهلين انفسهم وبصراحة لا يخلو احد من هذا العيب ولو بدرجة بسيطة وانا ايضا لا أبرأ نفسي ولكن يجب العمل على ان نبدأ الاصلاح بانفسنا , فاذا كل انسان ابتدأ بنفسه فانه بالتأكيد مشاكل المجتمع سوف تحل !! ولكن … هل من مجيب!!!

  13. اختي ,
    هل نسيتي ان الحجاب هو فرض من عند الله مثلما الصلاة والصوم فرض , ام ان الحجاب لا يتلائم مع اهوائك الشخصية؟!
    اقترح لك ان تقراي سورة النور وسورة الاحزاب , عندها لا يمكنك ان تعترضي او ان تتهمي كاتبة المقال بالعنصرية فهذا ليس رايها الشخصي بل هو من عند الله
    اسال الله ان يهديك الى السبيل الصحيح اينما كان
    ودمت سالمة

  14. اعجبني التعقيب يا اخت هنيه داوود رقم 13 ولكن لم توضحي شيئين مهمين وهما ما هو اللباس المحتشم اولا ,والاخر المقبول مقبول لمن وما هو المقبول

  15. لا يا اخت رقم 13 فاختنا ام المثيب صدقت في كل كلمة قالتها فهناك من لسانه لا يكف عن الكلام بالمغيبة والنقد الهدام لمجرد الكلام, فخير له حفظ لسانه ليجزى خيراً من عند الله , فنبينا صلى الله عليه وسلم قال “من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه… ” ولكن فرض ديني واخلاقي علينا ان ننهى عن المنكر واعطاء النصح والمعوظة لمن اخطأ وحاد عن طريق الصواب في حياته في التصرف والسلوكيات, وفي اللباس, قال الله تعالى:”يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً”.

  16. رقم 13 حقيقة لقد دعمتي المقال وأثبتي للجميع صدق كاتبه المقال كونك تدعين بلباس محتشم غير الجلباب !! صراحة انا لا البس الجلباب لكني ليس عندي شك في كونه اللباس الصحيح وهذه فرصة مني لتحقيق هذا سارتديه بالعاجل القريب ولمن لا تردتيه اطلب الهدايه ولا داعي للتعنت باراء تخالف شرع الله ورسوله.
    ام المثيب اشكرك واحترمك وجزاك الله خيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة