إطلالة

تاريخ النشر: 29/05/15 | 15:25

لمّا أُطِلُّ عبرَ عينَيك أخي،
أُمّي أراها في عراءٍ،
تغسلُ الجرحَ عزاءً،
في شراك جرحِنا الحيِّ العميق.
لا طريقٌ يا أخي للجرح،
مهما ذلَّلَتها بالدماء نائبات لا طريق.
غَصَّةٌ قد عاودتني،
عَجَّزَت قلباً يُلاطفُ بالأمل،
حتى انسدل عند المدى ضوء ُالبريق.
أشكو للريح جراحي كي تزيح،
غيمةً ًقد أظلمت سوداء ناخت فوقنا،
لا فجر نألفهُ ولا شمس الشروق.
إنَّني الصبرُ المُعَثَّر، والمُزنَّر
بالشريط الشائك،
المغروس في خصري عميق.
حين اراك يا أخي خلف تعاريج الجدار،
يصهَلُ الطغيانُ فيَّا،
عبر آلام اختراقات العيار،
قد تأوَّه واستجارَ،
صَبرِيَ الجبَّار من نار الحنين.
واحتواني يا ألهي يتلوّى ،
مُعصِب العينين أفعى،
دون قلب او يدين ،
اغسل الوجه بأيدي من هناك
وارى للام ابنا من هنا يبغي هناك.
ثدي أُمٍّ من هنا،
يمتصُّه طفلٌ تَضَوّر من هناك.
والشوق يزحف لاهثاً،
خلف عيونٍ تستميت،
كي تجد فوّهةً منها يراك.
حين ارى امي تقاسي في الزحام،
بين طابورٍ من الغرباء،
يأتون جياعاً كل عام.
يقتص من اضلاعها ما ترتضيه
ذمّة ُالحاخام.
اضحت بلا صدرٍ يقاوم للحياة،
وبدا القلب ضعيفاً يستغيث بالممات.
ينتحر فيَّ الشقاءُ ،
يدفقُ الشريانُ عزماً وأمل،
والحلمُ يُبرق نجمة ًبين ذراعي هلال،
لا تختفي إلا اذا اكتمل القمر.
__________________
بقلم : احمد طه

3dlat.com_13899063314

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة