صياد ياباني يحول كائنات بحرية ميته الى أعمال فنية

اشتهر الفراعنة المصريين القدامى بتقنية تحنيط أجساد البشر بشكل مذهل ومدهش والتي ميزها سر دقة عمله وتأثيره الطويل على البشر الميتين أو المحنطين بعد موتهم، والذي يمكن أن نسميه فن أو تقنية تم الاستخدام بها الكثير من المواد الكيميائية المعقدة التي لم يتوصل إليها حتى الان العلماء بشكل جيد.. ما سنعرضه عليكم اليوم هو أشبه بالتحنيط لكنه ليس على البشر بل على الكائنات بحرية.

لم يقم فنانا اليوم بطبخ الكائنات البحرية وعرضها بطريقة مغرية ومثيرة للأكل. بل أنه حولها من كائنات ميتة الى أعمال فنية مدهشة والتي قد لا تصدقها حينما تشاهدها للوهلة الأولى، أو حتى انك تقد قول بأنها قد صممت على برنامج الفوتوشوب كالعادة.
ما سنعرضه اليوم هو فن حقيقي ربما لم ترى مثله من قبل. والذي قام به الفنان أو الصياد الياباني يوري توميتا الذي يبلغ من العمر 28 عام، والذي قام بإبتكار فن جديد بسلسلة أعماله هذه التي سماها بإسم “عالم جديد بعينات شفافة”.

إستخدم يوري في إعماله تقنيات علمية للحفاظ على الكائنات البحرية بشكل جيد لتساعده على تحويل الكائنات البحير الميته إلى كائنات زاهية اللون ومتوهجة تلفت الانتباه بشكل كبير.

قد تتساءل عن كيفية تغير لون الكائنات أو حتى عن سبب توهجها؟ صحيح، السبب هو إستخدام يوري في عمله أكثر من 10 مواد كيميائية مختلفة لكل عينة يقوم بالعمل عليها، وتقوم هذه المواد الكيميائية بتحليل أو اذابة البروتينات التي توجد في عضلات الكائنات البحرية بشكل يجعلها شفافة ليتم بالنهاية الكشف عن هيكلها العظمي. ومن ثم يستخدم مجموعة من الأصباغ الحمراء والزرقاء لإبراز وتسليط الضوء على العديد من المناطق التي تظهر شكل الكائنات بشكل متقن وواضح.
ربما قد تعتقد بأنها عملية سهلة جداً بعد أن عرفت كل ذلك، لكن في الحقيقة كل ما ذكرته الان بعدة أسطر قد استغرق ثماني مراحل عملية مجهدة، والتي تستغرق بالاصل من ثلاثة أشهر إلى سنة كاملة من الوقت حتى نراها على هذا الأشكال المدهشة، وبالطبع يعتمد كل ذلك على حجم الكائن الذي يقوم بالعمل عليه.

يوري كان قد بدأ أعماله المدهشة هذه منذ عام 2005، والتي إستغرقت منه وقتً كثيراً من العمل والمحاولات وقد كانت معظم محاولاته الاولى تفشل في الكثير من الاحيان، الأ أنه بعد سبعة سنوات من العمل والممارسات المكثفة لأعماله أصبح يتحسن شيء فشيئاً ، حتى أصبحت نسبة نجاح محاولاته الان هي 9 من أصل 10 محاولات ناجحة متوهجة. وكما أن يوري لم يعمل على الكائنات البحرية فقط بل عمل على تطوير فنه أيضاً على كائنات أخرى منها الطيور والسحالي والكثير من الحيوانات أو الكائنات الاخرى التي سوف تشاهدونها في الصور.
ويأمل يوري بأن يتم عرض وتوسيع أعماله ونشرها في خارج اليابان ليستمتع الناس بمشاهدتها كونها فن جديد قد تم إبتكاره.