اريحا .. اطلالة سياحية وتجارب لا تنسى

تاريخ النشر: 03/02/13 | 7:29

يسألني الكثيرون : كيف تسكن اريحا ؟ وكيف تطيق جوها المتقلب شتاء والحار صيفا ؟؟ ، ولا اخفيكم فقد كنت اسأل نفسي وغيري السؤال ذاته فيما مضى ، الى ان اكتشفت روعة اريحا وجمالها ، ومناظرها الخلابة والتي لا يعرفها حتى عدد لا بأس به من اهلها وساكنيها .

اريحا مدينة تحتاج حتى تتذوقها وتعيش اجمل لحظات حياتك فيها ،وان تنعم بالهدوء والسكينة والأمن ، الى امرين اثنين لا ثالث لهما ، اولا يجب ان تستسلم لها عند زيارتها ، وان تظهر لها التواضع والاحترام ، وبمعنى اشمل يجب ان تستحق اريحا كي تزورها وتجرب يوما أو اكثر لن تنساه مهما طال الزمان بك أو قصر.

أما ثاني الأمرين ، فإنك مطالب ببذل الجهد ، وان تكون صبورا وتعرف بالضبط ما جئت للبحث عنه واكتشافه ، وذلك لأن اريحا ليست متنزهات ومقاهي تملؤها الجدران الحديثة والممرات الفارهة والخدمة المميزة فحسب ، بل هي أكثر من ذلك بكثير ، فهي التاريخ الضارب في العمق لأكثر من عشرة آلاف عام من المدنية و الازدهار ، وهي تلك الآثار الماثلة امامكم لأقوام مروا منها او سكنوا اكنافها ، وهي الحضارة لكل من بحث عنها ، وهي الصحراء الجميلة الممزوجة بخضرة متنوعة وجميلة ، وبالتأكيد فإنها الدفء و الحب العامر بقلوب اهلها ، ولا ننسى مياهها العذبة التي لاتمل تشرب منها وهي تنساب من ينابيع توزعت هنا وهناك .

اريحا رائجة على مستوى السياحة الاجنبية ، ولكن السياحة الداخلية ما زالت دون المستوى المطلوب ، وتكاد تكون اريحا هي المفضلة للمولعين بها ، والذين وقعوا اسرى سحرها العجيب ، ولكنهم كما شاهدتهم خلال ثمانية عشر عاما مكثتها هنا ، ليسوا إلا زوارا وسياحا من جميع دول العالم بشرقه وغربه وشماله و جنوبه ، يأتون في كل الاوقات ، ولا يحول بينهم وبين تاريخ المدينة ومقدساتها اي حائل .

ان اريحا تشبه الفراغ و الصمت ، فهي لا تقدم نفسها لعشاق عابرين ، قضوا ساعات أو دقائق ثم مضوا في طريقهم ، دون ان يسألوا ويتغلغلوا في تقاليدها وعاداتها وأماكنها و آثارها وكل تفاصيلها ، و صحيح أن من يمر بها على عجلة من امره لن يعرف عنها اي شيء ، وسيسأل الاسئلة نفسها والتي يطرحها الكثيرون ، كيف وكيف ؟ .

وهي مليئة بالمنشآت السياحية والمطاعم الراقية والشعبية ، وفيها من الفنادق ما هو فخم وما دون ذلك ، ولا تجد في اريحا من يسألك من اين انت او لماذا جئت ، فأهلها يرحبون بالجميع ، وهم يشكلون فلسطين الصغيرة بتنوع اماكن قدومهم اليها من كل ارجاء فلسطين التاريخية ، ومن عديد الدول العربية والأجنبية والذين قدموا لزيارة القدس قبل عشرات السنين ومروا بها واستكان لهم العيش فيها فمكثوا .

بقلم النقيب اياد دراغمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة