مطالبة بوقف الإعتداءات الإسرائيلية بحق الصحفيين

تاريخ النشر: 03/05/15 | 14:57

طالب مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس” المؤسسات الدولية بضرورة التحرك الفوري لوقف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة بحق الصحفيين،حيث واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلية انتهاكاتها ضد الصحفيين من خلال العديد من الإجراءات التي تمثلت بالاغتيال والجرح والاعتقال والاحتجاز والاعتداء والمنع من السفر والتنقل، ومصادرة معاداتهم الخاصة وتخريبها واقتحام المؤسسات الإعلامية ومصادرة الأجهزة، وإغلاق بعضها، ومنع وتوزيع بعض الصحف، وقال المركز أن العام 2014 هو الأكثر دموية والأسوأ بالنسبة للصحفيين الفلسطينيين، فقد استشهاد 17 صحفياً في فلسطينياً وأصيب 77 آخرين وأعتقل 32 صحفي، وما زال 13 صحفياً فلسطينياً معتقلين في سجون الاحتلال، وتعرض 16 مقراً ومكتباً إعلامياً للقصف في العدوان على غزة، وقصف 16 منزلاً لصحفيين في العدوان ذاته، وكما اعتدت قوات على الاحتلال على 73 صحفي وصحفية بالضرب أو بالاستهداف المباشر بالغاز أو بالرصاص، كما تعرضت 6 مؤسسات صحفية للاقتحام والعبث ومصادرة محتوياتها، كما منعت قوات الاحتلال 4 صحفيين من السفر عبر جسر الكرامة. جاء ذلك عبر بيان صحفي صادر عن المركز بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة. الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة،في الثالث من أيار، بموجب قرارها 48/432 المؤرخ 20 كانون الأول/ديسمبر 1993.
وشدد مركز “شمس” على أهمية وجود إعلام فلسطيني تعددي موضوعي يلتزم الحياد دون تحيز ويسهم في تعميق المسار الديمقراطي وخدمة المصلحة العامة للشعب والوطن ويسعى إلى نقل الرأي والرأي الآخر ويسهم في كشف ما هو سلبي. إن مستقبل الصحافة والإعلام لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل نظام حكم ديمقراطي تعددي يسوده القانون وحرية المواطن والفكر والعقيدة وتتحقق فيه العدالة ويصان الدستور والقانون الذي يتعين أن يكرس حرية التعبير وحق المواطن في الإعلام ويستجيب لمقتضيات التطور الحاصل في المجتمع، على ضوء ثورة الإعلام والاتصال الجديدة وبما يعزز حرية الصحافة ضمن المعايير المهنية وحاجة المجتمع إلى إعلام يؤمن له الحق في المعرفة والتواصل.

ودعا المركز وسائل الإعلام على اختلافها لتعزيز دورها في المساءلة والرقابة، فمؤسسات المجتمع المدني تعول على وسائل الإعلام، فهي تريد إعلاماً تعددياً ديمقراطياً ناقل للخبر ومحللاً له، تريد حريات إعلامية لا حدود لها، ولا تريد قوانين مكبلة ولا رقابة ولا مقص رقيب،بمعنى أنها تريد إعلاماً فاعلاً وليس مفعولاً به، إعلاماً كاشفاً للحقيقة ودائم البحث عنها، تريد إعلاماً يكون وكيلاً عن المجتمع وعينه التي لا تغمض، تبحث وتريد إعلام يقف بالمرصاد لكل التجاوزات ولكل الانتهاكات التي يمارسها النظام السياسي، وبالتالي ترى في وسائل الإعلام إلى جانب نقل الأحداث وظائف التربية والتثقيف وإعادة تشكيل الوعي وتزويده بوسائل التفكير وتمكينه من الرؤية وتكوين الآراء والاتجاهات. بمعنى آخر ينبغي النظر إلى الإعلام كعنصر من عناصر ثقافة المجتمع المدني، يؤدي دوره الحقيقي في الحياة المجتمعية، كوسيلة للتثقيف وتشخيص مواضع الخلل في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية.

وأكد مركز “شمس” في بيانه على دور وسائل الإعلام في دفع المسار الديمقراطي في الدول النامية ومنها فلسطين يبدو غير كاف، فهو في حاجة إلى ثقافة سياسية جديدة ومرجعية إعلامية تقطع مع موروث إعلام الدولة القطرية الشمولي.وفي الواقع يصعب التنبؤ بنتائج مزج العملية الإعلامية بقضية الديمقراطية في المجتمعات التي تفتقد إلى أرضية ومرجعية صلبة في العمل السياسي والديمقراطي، حيث تظهر وبأشكال مختلفة أثناء وبعد المرور إلى الديمقراطية في صورة جديدة قوى رجعية مجسدة في فكر حزبي- وشبكات محلية أو دولية مثل قضية الطائفية والفقر والعنصرية والإرهاب والجريمة المنظمة في مختلف أشكالها وهي كلها علامات قد تؤثر في أداء الديمقراطية ومعها وسائل الإعلام ومن الأمثلة على ذلك ما جري في العراق بعد الاحتلال الامريكي وسقوط نظام صدام حسين، وما يجري في لبنان الذي يعيش حالة الاعلام الطائفي وما يجري في مصر وتونس حاليا من خلل في النظام الاعلامي بسبب عدم وجود ترسيخ حقيقي للمفاهيم الحضارية مما يعني أن الديمقراطية ليست فقط نظام حكم بل هي أيضا أسلوب حياة وثقافة لا بد أن تكون موجودة ومكرسة ومعاشة بين الناس كلهم بما فيهم الاعلاميين.

وطالب مركز “شمس” بضرورة تدريب الصحفيين والإعلاميين كوسيلة لتطوير العمل الإعلامي والصحافي خدمة لقضايا حقوق الإنسان والحريات الأساسية ووضع البرامج التدريبية والتأهلية المناسبة. كما ويطالب المر بضرورة تأهيل وتدريب الصحافيين العاملين في مجال الصحافة الإلكترونية كي يتمكنوا من استخدام التقنية في إنتاج موادهم الإعلامية، ويطالب المركز بضرورة وضع تشريع وقانون ينظم هذا النوع الجديد من الصحافة ولكن دون أن يحد من حريتها.كما يدعو المركز منظمات حقوق الإنسان لإصدار تقرير سنوي يرصد وضع الحريات الصحفية والإعلامية، وبضرورة تعزيز وعي الإعلاميين بمفاهيم حقوق الإنسان.وسن التشريعات التي تتفق مع المعايير الدولية ومواثيق حقوق الإنسان، وضرورة دمج كليات والأقسام ودوائر الإعلام والصحافة لموضوعات حقوق الإنسان في مناهجها، وضرورة أن تناول وسائل الإعلام قضايا حقوق الإنسان بتوسع. إضافة إلى تعزيز ودعم الصحافة الاستقصائية، وتحقيق استقلالية أجهزة الإعلام وتمتعها بالديمقراطية والشفافية.وكفالة الحقوق الأساسية للإعلاميين.

وفي نهاية بيانه الصحفي توجه المركز “شمس” بتحية إجلال لكل الصحفيين/ات والإعلاميين/ات والمدونين/ات الذين ينتصرون لمهنتهم، ويدافعون بأمانة وإخلاص عن هموم شعوبهم، كما يحيي الصحفيين والصحفيات الفلسطينيين والأجانب ومختلف وكالات الأنباء والفضائيات العربية والأجنبية، الناقلين للحقيقة من أجل فضح انتهاكات قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.

محمد جواد – رام الله

1-219230

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة