رسالةً إلى امرأةٍ ما …

تاريخ النشر: 29/03/11 | 2:45

في القصائد حب وعرفان للجميل وصداقات واحتجاج ونقد ووحدة. لكنها على ما يبدو تتربع جميعها فوق روح حزينة شفافة، مستوحشة. يسيطر عليها شعور كبير بالغربة

بقلم الشاعر اللبناني المبدع زاهي وهبي

رسالةً إلى امرأةٍ ما

لأنّي أُحِبُّكْ

سأكْتبُ معنى الهوى

مِنْ جَديدْ

سأغزو دُروبَ الحروفِ

وكُلَّ اللُغاتِ

لأصْنعَ حرفا

يُعيدُ اكْتِشافَ المعاني

ويمْسَحُ عَنْها

عَناءَ القَصيدْ

لأرْسُمَ وجْهَكِ / صَوْتَكِ

خَلْفَ تعابيرِ حَرْفي

مناراتِ تهْدي اشْتياقَ السعيدْ

سأمْحو شتاءَ المساء ِ

وأزرعُ فجْرَ المُنى

فوقَ سطر ِ النشيدْ

سأجْعَلُ مِنْ كُلِّ سطْر ٍ

حَكايا

تُسطِّرُ تاريخَ حبٍّ

ليُصْبِحَ للْعاشِقينَ

نسائمَ عيدْ

لأنّي أُحِبُّكْ

أسافِرُ بينَ النجومِ

بَعيدا

أفتِّشُ بَينَ مَجرَّاتِها

عَنْ فَضاء ِ الكلام ِ

و بَينَ مَداراتِها عَنْ سنا

لم يطأْهُ خيالُ الأنام ِ

وأقْلامُهمْ

كيْ أَعودَ

لأسْكُبَ في راحَتيْكِ

يَقينا لحُبّي

وألقي قميصَ هواكِ

ليرْتدَّ إبْصارُ قلبي

لأنّي أُحِبُّكِ

حدَّ الجُنون ِ

و حدَّ اقْتِحامِ الدموع ِ

لصمتِ العُيون ِ

و حدَّ افْتنان ِ الحياةِ

لسحْرِ الجُفون ِ

و حدَّ ابتسام ِ الصباح ِ

إذا غابَ عنْهُ

رداءُ الشُّجون ِ

يحطُّ على شاطئ ِ الفكرِ حرفي

ويسْبحُ خلْفَ جزائر ِ خَوفي

هُناكَ

وحيْثُ انْزواءِ الجِراحِ

تُمَزِّقُ درْبي

وحيْثُ النِّهاياتِ تعْلو

و تَغْرقُ فيها

خرائط ُ وَجْهي

سألْغي

مسافاتِ كلِّ المكان ِ

وساعاتِ كلِّ الزمان ِ

و آتيك ِ شِعْرا

يعيدُ احْتواءَ السطورِ لحبّي

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة