حكم الدين في المسؤول المرتشي

تاريخ النشر: 26/04/15 | 7:56

يقول الشيخ عبدالخالق عطيفي مفتش الدعوة بوزارة الأوقاف إن الإسلام حرم الرشوة، والله تعالى لعن على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، الراشي والمرتشي، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قال: “لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِيَ وَالمُرْتَشِيَ” رواه الترمذي.

وتزداد حُرمة الرشوة إذا أدت إلى أكل أموال الآخرين وحقوقهم، أو إلحاق الظلم بهم، حيث إنها تعد إفسادا في الأرض، ومن يرتشي أو يعطي رشوة فعليه التوبة إلى الله والاستغفار والندم الشديد، وأن يعاهد الله أنه لن يعود لمثل هذا الفعل مرة أخرى.

وأشار عطيفي، إلى أن مَنْ أخذ شيئا من الرشوة أثناء توليه المال العام، فعليه إعادته إلى خزينة الدولة، مشيرا إلى حديث الرسول، عن أبي حُميد الساعدي: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعْمَلَ عَامِلاً، فَجَاءَهُ العَامِلُ حِينَ فَرَغَ مِنْ عَمَلِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي. فَقَالَ لَهُ: “أَفَلاَ قَعَدْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ، فَنَظَرْتَ أَيُهْدَى لَكَ أَمْ لا، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةً بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَتَشَهَّدَ وَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَمَا بَالُ العَامِلِ نَسْتَعْمِلُهُ، فَيَأْتِينَا فَيَقُولُ: هَذَا مِنْ عَمَلِكُمْ، وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، أَفَلاَ قَعَدَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَنَظَرَ: هَلْ يُهْدَى لَهُ أَمْ لا، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لاَ يَغُلُّ أَحَدُكُمْ مِنْهَا شَيْئًا إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى عُنُقِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا جَاءَ بِهِ لَهُ رُغَاءٌ، وَإِنْ كَانَتْ بَقَرَةً جَاءَ بِهَا لَهَا خُوَارٌ، وَإِنْ كَانَتْ شَاةً جَاءَ بِهَا تَيْعَرُ، فَقَدْ بَلَّغْتُ” مضيفا بأن المسؤول في مكانه إذا رضي بالرشوة وقبلها فهو خائن وفاسد في عمله، لأنه لم يحفظ الأمانة التي كلف بها.
وأكد عطيفي، أن من دفع الرشوة، وأخذ العطاء بأكثر من قيمته الفعلية، أو حصل عليه بثمن بخس، فهذا يعد اعتداء على المال العام، كما أنه يصبح شريكا في اللعن، بدليل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويستوجب عليه التوبة إلى الله تعالى، وإعادة الحقوق إلى أصحابها، وعليه أن يعيد فرق ما أخذه أو قصَّر فيه إلى خزينة الدولة، تطبيقًا لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ” رواه البخاري.

06

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة