الحياء خلق يحبه الله ويقود للجنة

تاريخ النشر: 25/04/15 | 9:18

الحياء حياة القلب، وبدونه يكون القلب ميتًا لا حياة فيه ولا خير يُرجى منه، ولقد حثنا النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم على التحلي بالحياء في حياتنا وسلوكنا لأنه خلق يحبه الله تبارك وتعالى.
فعن أشج عبد القيس -رضي الله عنه- قال: قال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “إنَّ فيك لخلقين يحبهما الله” قلت: وما هما يا رسول الله؟ قال: “الحلم والحياء”.
والحياء يقود إلى الجنة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنَّة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النَّار”.
والذي يتحلى بخلق الحياء يكف عن ارتكاب القبائح، ودناءة الأخلاق، ويحث على العمل بمكارم الأخلاق، لأنه من خصال الإيمان، وقد روي عن سيدنا عمر – رضي الله عنه – أنَّه قال: من استحيى اختفى، ومن اختفى اتقى، ومن اتقى وُقي”. والحياء لا يأتي إلا بخير كما قال الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم.
وأعظم الحياء شأنا وأعلاه مكانة، وأولاه بالعناية والاهتمام هو الحياء من الله تبارك وتعالى، الحياء ممن يراك أينما تكون، ولا تخفى عليه منك خافية سبحانه “يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور”، “والله بما تعملون بصير”.. فعليك أن تستحي من الله المطلع على سرك وعلانيتك، وغيبك وشهادتك، الذي لا تخفى عليه منك خافية.
يقول سيد الطائفة الإمام الصوفي العابد الزاهد الجنيد رضي الله عنه: “الحياء هو رؤية الآلاء، ورؤية التّقصير فيتولّد بينهما حالة تسمّى الحياء”.
فاستشعار نعم الله تعالى الجليلة عليك وآلاءه، والتفكر في تلك النعم من شأنه أن يولِّد حياء من الله عظيماً، إذ كيف نفعل ما يغضبه سبحانه وهو الذي أنعم علينا بنعم لا تحصى، فليس من شكر نعم الله أن نأتي بالقبيح من الأفعال.
ولما غاب الحياء من الله عن كثير من الناس، تجرؤوا على محارم الله، فعن ثوبان -رضي الله عنه-: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: “لأعلمنَّ أقوامًا من أمَّتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله -عزَّ وجلَّ- هباءً منثورًا”، قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال: “أمَّا إنَّهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنَّهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها”.
وفي نصيحة العابد الزاهد إبراهيم بن أدهم لأحد العصاة حكم كثيرة، جاء رجل لابراهيم ابن أدهم وقال: لي ذنوب وأريد أن أتوب فإذا بي أرجع إليها، دلني على شيء يعصمني أن أعود إليها أبدا، فقال له:
إذا أردت أن تعصى الله فلا تـــعصيه في أرضه.
قال فأين؟
قال: خارج أرضه.
قال: كيف والأرض كلها أرضه.
قال: أما تستحى أن تعصاه على أرضه؟.
وقال ابن أدهم: إذا أردت أن تعصى الله فلا تأكل من رزقه.
قال الرجل: فكيف أحيا؟
قال: أما تستحي أن تأكل من رزقه وفضله ثم تعصاه؟!
وقال له إبراهيم بن أدهم: فإن أبيت إلا أن تعصى الله فاعصه في مكان لا يراك فيه.
قال الرجل:كيف وهو معنا أينما كنا؟
فقال: أما تستحى أن تعصاه وهو معك فى كل مكان؟
وقال له ابن أدهم: إذا أردت أن تعصاه فإذا جائك ملك الموت فقل له: انظرني حتى أتوب.
قال: ومن يملك ذلك؟، قال ابن أدهم: أما تستحي أن تموت، ويقبض ملك الموت روحك وأنت تعصاه؟! .. أما تستحي؟!

03

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة