الشاعر عبد الناصر صالح وكيلاً للثقافة الفلسطينية

تاريخ النشر: 20/04/15 | 16:46

عين الشاعر عبد الناصر صالح، ابن محافظة طولكرم، وكيلاً لوزارة الثقافة الفلسطينية. وجاء هذا التعيين عن جدارة واستحقاق، وبفضل إسهاماته في الحياة الثقافية والوطنية، وإثرائه المشهد الثقافي الفلسطيني تحت الاحتلال بقصائده المتميزة الملتزمة، وجهوده في تعزيز التواصل الثقافي مع شعراء وأدباء الداخل الفلسطيني، وتنظيم الأمسيات والندوات والحلقات الأدبية والثقافية في العديد من قرى ومدن ومحافظات الوطن.
وهذا التعيين بلا شك هو انجاز للثقافة الشعبية الوطنية والديمقراطية الفلسطينية، أحد روافد المقاومة والنضال ضد الاحتلال، التي ينتمي إليها عبد الناصر صالح، ويعد من روادها وأعلامها ومثقفيها ومبدعيها وكواكبها الشعرية والأدبية الساطعة، التي أضاءت الساحة الثقافية الفلسطينية، وساهمت في تبلور وتطور الأدب المقاوم والانتفاضي في المناطق المحتلة عام 1967، وفي ترسيخ الهوية الوطنية وتعزيزها، وتدعيم صمود شعبنا في أرضه ووطنه، وتصديه للمحتل، وتمسكه بالحلم والأمل والتفاؤل الثوري، رغم العتمة والظلمة والبؤس اليومي.
عبد الناصر صالح شاعر فلسطيني مناضل، جمعتني وربطتني به صداقة ومودة لم تفتر مع الزمن، رغم البعاد والفراق، والده الشاعر والمناضل محمد علي صالح، أخ الشاعر عبد الكريم الكرمي في الرضاعة ورفيق دربه. عرفه القراء منذ حوالي أربعة عقود من خلال قصائده وأشعاره الوطنية والسياسية والثورية والوجدانية والإنسانية الملتزمة، التي كان ينشرها في الصحف والمجلات والدوريات الثقافية التي كانت تصدر آنذاك، مثل ” البيادر ” و”الفجر الأدبي” و”الكاتب” و”الشراع” و”العودة” و”العهد” و”الفجر” و”الشعب” و”الميثاق ” وغيرها.
وهو يستحق لقب شاعر الحرية، وشاعر الوطن، وشاعر السجناء، وشاعر الأرض، وشاعر الشمس، وشاعر الفقراء، فهو عاشق لكل ذرة تراب في وطنه الفلسطيني الذبيح والجريح والكسير والأسير، وغمد في سجون ومعتقلات وزنازين الاحتلال، بسبب مواقفه ونشاطه السياسي والثقافي ومقاومة المحتل الغاصب. وفي السجن تفولذ وأصلب عوده، وتعمقت ثقافته، ونضجت تجربته، وخرج من وراء الأغلال أٌقوى وأشد، وأكثر إرادة وعزيمة وإيماناً بعدالة قضية شعبه المكافح والمنافح عن حقوقه الوطنية. ولا شك أن المعاناة العميقة التي عاشها في وطنه، هي التي حركت الوقود في نفسه وأعماقه نار الفكر والغضب الساطع والثورة المتأججة، ولن ينسى يوماً ما ذاقه من عذاب وألم ومعاناة خلف القضبان وفي غياهب الزنزانة، التي خرجت في حلكتها وظلمتها أجمل وأصدق قصائده.
ويتوزع نتاج عبد الناصر صالح الشعري في سبعة مجاميع شعرية، وهي :” الفارس الذي قتل قبل المبارزة، داخل اللحظة الحاسمة، خارطة للفرح، المجد ينحني لكم، نشيد البحر، فاكهة الندم، مدائن الحضور والغياب “.
ومن نافلة القول، أن عبد الناصر شاعر متجاوز بامتياز، يحلق عالياً في فضاء الحرية وسماء الوطن، يعانق الجرح ويسكن الألم، ينتمي إلى معسكر الفقراء والجياع والمضطهدين والمقهورين، ويلتزم قضاياهم ويعبر عنها، وهو مرتبط ومسكون بالهم الإنساني الطبقي والوجع الفلسطيني، وقصائده معمدة بالدم والنار، وتتأجج غضباً وثورة وتمرداً. وقد أكد وأثبت حضوره الشعري بجدارة وتميز من خلال نصوصه الشعرية الفنية والجمالية الصادقة، وعباراته الجميلة، ولغته العذبة، وصوره الشعرية البديعة، وخياله الخصب، المتجسد في دلالاته وإيحاءاته ومعانيه العميقة، وفي رؤيته الفنية المعرفية والفكرية الناضجة وأصالته الشعرية المتجددة، فضلاً عن الشفافية والابتعاد عن المباشرة التي طبعت قصائد البدايات.
إنه باختصار، شاعر يعيش قصيدته فعلاً وقولاً، وألماً ووجعاً وقلقاً وهماً وحزناً واغتراباً، كانت وستظل فلسطين في قلبه ووجدانه وفي كل مكان.
وإذ نهنئ الصديق الشاعر عبد الناصر صالح بتعيينه وكيلاً لوزارة الثقافة الفلسطينية، نتمنى له المزيد من التقدم والنجاح في أداء مهمته ورسالته الوطنية، ونرجو له دوام العطاء والإبداع الشعري وخدمة قضايا شعبه، حتى الانتصار على القهر والظلم والموت، والخلاص من ليل الاحتلال الزائل حتماً.

شاكر فريد حسن

shakerfred

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة