الحرية للمناضلة الفلسطينية خالدة جرار

تاريخ النشر: 18/04/15 | 13:27

في الثاني من ابريل / نيسان الجاري أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على اعتقال النائب خالدة جرار، القيادية والناشطة النسوية الفلسطينية، وعضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن الجبهة، والناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، خاصة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، بعد اقتحام منزلها في حي الإرسال بمدينة البيرة.
وبعد مضي ثلاثة أيام من اعتقالها أصدر القائد العسكري في الضفة العربية أمر اعتقال إداري بحقها لمدة ستة شهور، وذلك رداً على كسرها لقرار جيش الاحتلال القاضي بإبعادها إلى أريحا قبل فترة زمنية قصيرة. وبذلك تنضم جرار إلى أكثر من 450 معتقلاً فلسطينياً إدارياً محتجزاً في غياهب السجون والزنازين الاحتلالية.
وقد لقي هذا الاعتقال وما زال يلقى موجة من الإدانة الواسعة والاستنكار الشديد والغضب الكبير بين الأوساط الشعبية والفصائل الفلسطينية المختلفة، والمحافل السياسية الدولية، والقوى الوطنية والديمقراطية واليسارية والتحررية العربية والعالمية.
وفي الحقيقة أن اعتقال النائب خالدة جرار هو اعتقال سياسي انتقامي من الدرجة الأولى، وبلطجة سياسية بكل ما لهذه الكلمة من معنى، ويشكل خرقاُ لكل المواثيق والمعايير الديمقراطية الإنسانية، ويأتي في سياق الممارسات الاحتلالية القمعية والتنكيلية الإرهابية بحق الكوادر والنشطاء السياسيين الفلسطينيين من شتى القوى الفصائلية الفلسطينية، بهدف النيل من عزيمتهم وإرادتهم وصمودهم ودورهم النضالي والكفاحي في مقاومة المحتل، وكذلك جزء لما تتعرض له الحركة النسوية الفلسطينية من أعمال تعسفية وإرهابية من قبل سلطات الاحتلال.
ومن الواضح أن الاعتقال يستهدف ويرمي إلى تقييد حرية وحركة النائب جرار والتضييق عليها وشل نشاطها السياسي والكفاحي وقمع وكبت صوتها الفلسطيني الديمقراطي المطالب بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، علاوة على النيل من مواقفها الوطنية الجذرية الصلبة والشجاعة، ومصادرة ممارسة حقها السياسي الإنساني.
إن الاحتلال واهم إذا اعتقد أن اعتقاله خالدة جرار ورفاقها المناضلين الأشاوس، واللجوء إلى السلاح الكريه “الاعتقال الإداري” المستند على أنظمة الطوارئ الانتدابية السوداء، يستطيع أن يخمد جذوة النضال التحرري الاستقلالي الفلسطيني ويجهض المشروع الوطني الفلسطيني.
ويحضرني في هذا الصدد مقولة لأحد أبطال جاك لندن حين قال رداً على سؤال العقب الحديدية: ما هو سبيلكم إلى الخلاص، فقال: إننا لم نكن في السابق من المستسلمين ولسنا الآن من الحالمين..!
وهذا الأمر ينسحب وينطبق على شعبنا الفلسطيني وأبنائه الأبطال المنافحين وحاملي علم الحرية، فلم يستسلم ولا يحلم.
إن خالدة ورفاقها خلف القضبان الحديدية أٌقوى من القمع والاعتقال وقهر السجان، وأقوى من الاحتلال وجبروته وغطرسته. وإذ نحتج ونستنكر الاعتقال التعسفي الظالم بحق المناضلة والناشطة النسوية الفلسطينية النائب خالدة جرار، ندعو كل أصحاب الضمير الإنساني أن يرفعوا عقيرتهم بالنداء والصوت: أن أطلقوا سراح جرار ورفاقها، الحرية لخالدة.
وأخيراً، وفي يوم الأسير الفلسطيني، الذي يصادف في هذه الأيام، نهتف ونقول مع أبي القاسم الشابي: “لا بد لليل أن ينجلي.. ولا بد للقيد أن ينكسر ” رغم أنف السجان وغطرسة المحتل.

شاكر فريد حسن

shakerfred

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة