لحن الغربة…….

تاريخ النشر: 25/03/11 | 16:58

بقلم أكرم المصري , الخليل

أقفرتْ من بين تلاحيني خُضوبُ نقشها

وعلى ثرى ترابك بلادي نقشتُ الخِضابا

ولقد ذكرتك وامتطي الأصايلَ وركبها

على خُطى أيامي،وغربتي تعطيني الجوابا

عيناي،جُودي بأطياف توهج دموعك

عليها، واذرفي الدمعَ اليتيمَ باليراعِ مَنارا

وأبصري بوطنٍ ،على الجبين محفورٌ

ما كنت بفيحاءَ أرض أو تصعّدتَ السّماءا

إرتقِ يا نفسُ ومِنسأتي تُعانقك كفِّي

برسمِك مع الدهرِ مُذ أخلوني تلك الدِّيارا

توكأتُ على التئامِ جروحِك مِنسأتي

وعلى جروحي كنتِ لي ضمَّادةً والدّواءا

أُطعمتِ من تراب موطني خيرَ زُوّادةً

وسُقيتِ زيتَ زيتونٍ من نبعها هو الزُّلالا

يا ساهرَ الطرفِ عيناك لا تغفل حيناً

وأنظرني أُنبؤك اليقينَ وأنا حرٌّ والأخبارا

أخبارَ نكبة بلادي التي تنفّستُ حبها

وقد أضحيتُ اليوم مفارقاً الدارَ والأحبابا

بالله عليك يا روحي استنشقي صَفْوَ

كلّ نسمة عابرة لعلها تحمل الأمل والعبقا

من شذا إيقاعِ لحن حروفك موطني

سكنت روحي بها وقد أصبحت عنها نائيا

أحنُّ إلى خبزِ طابونتك أمي ما كان

ونبعةِ الوادي تحلق روحي كماالطيرعاليا

وصحنِ زيتٍ أبْسَمه الزمانُ وزعتر

وإبريقِ شاي على نار ليمون قد ارتشفنا

على الغضا وعود ليمون وزيتون

خبزُ صاجٍ بجنب داري وللضيف المكرما

وجَمعةِ الخلان والبدرِ ساعة السّمر

وترنيمةِ عود توقظ العليل ما كان مؤلما

وسنابلِ البُّرِّ على لهيبِ نار عليها

تُغازلها وتطلق الحبوبَ من خدرها صيفا

وخَافةٍ على الرأس من حرّ يومه

وفخارِ صلصالٍ من طين بلادي لي ساقيا

وبيدي خيزرانةٌ تلاطفت أناملي بها

ومِسبحة من عجم زيتون بلادي أُسبحا

وللرّحى من طحنه للحبّ والنّوى

أطبقَ على مسمعي لحنَه في صبحٍ أومسا

وللدَّلة الحنينُ عليها هامت روحي

ومَحمصٍ للبنِّ بعطرِ طيبه تَنْزِلُ الدِّيارا

وإيقاعِ حادٍ يُبرق لحناً من شجى

الهاون مترنماً،بلحنه الميجانا والعَتابا

وللمِنجلِ في نصلهِ يوم أن اجتمعنا

عِناقُ روحٍ لسنابل الزرع عليه كنَّ حانيا

هَبْ جنتي جِنان الخلد في كلّ البلادِ

غيرُ موطني فلسطينَ تعلوها، بها جاثما

بيافا يومَ أنْ حطَّ بها جحيمُ أنذالٍ

بكتْ حيفا بكاءاً عويلاً وما ببعيدٍ أيا عكا

والناصرةُ محبوبتي وطبريّة تاجي

وبيسانُ أنفاسي وتلُّ الربيعِ لي ربيعا

وكفرُ قرع قريتي ونورُ بصيرتي

وكُلها دررٌ تسمو في مدمعي وفي سما

لله درك أيا حروفي ويا كلماتي

كبريق ليلٍ بحدّ الحسام مُتوّجة سحرا

أيّها العابرون فوق سطورِ أيامي

قفوا وتأمّلوا وأستعيدُ أنفاسي مُجددا

وأصوغُ منها ألحاني وأعود من

جديد لأكتب فوق السطورِ جرحاً ولحنا

لحنُ الغُربَة…

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة