لا يشكر الله من لا يشكر الناس ….

تاريخ النشر: 21/03/11 | 8:38

عند العرب مثل يقول  : “أشكر من بروقة” . والبروقة هي شجيرةٌ تخصب بأقلّ مطر . وقد تخضرّ من غير مطر بل تنبت إذا نشأ السحاب .

يُضرب هذا المثلُ لمن يقابل المعروفَ عاجلا بالشكر والثناء، أو لمن يتحرّك لسانُه بالامتنان لأقلّ نعمة يحصل عليها .

إذن الشكرُ واجبٌ أدبيٌّ وأخلاقيّ علينا تأديتُه لكل فاعل معروف، ومن لا يشكر الناسَ لا يشكر الله .. والشكر هو تعبيرٌ وهو حالةُ ارتياحٍ وعرفان بالجميل وعلى عدة أنواع وأشكال: شفويّ بقولنا شكرًا أو شكرا جزيلا , كتابيّ: شهادة تقدير ومن أشكاله أيضا , هدية متواضعة , درع خشبيّ أو خزفيّ أو زجاجيّ، إطلاق اسم فاعل المعروف على مؤسّسة أو مدرسة أو مسجد أو شارع .

والشكر نوعٌ من العلاقات الإنسانيّة الحميمة , نوع من اللُّحمة المجتمعيّة والتواصل , والمتبرّع، كلّ متبرع لمجتمعه، أهلٌ للشكر والثناء، وهو مدماكٌ في بناء مجتمع دعائمه التعاون والتعاضد، ومثال يحتذى به ويشجّع الآخرين .

وقبل عدّة أيّام نشرت الصحفُ المحليّة باللغة العربيّة خبرًا يقول : كرّم أهالي وممثلو العائلات والجهات الجماهيريّة والسياسيّة والشعبيّة في قرية كفر قرع عائلةَ المرحوم فهمي فنادقه على قطعة الأرض التي قدّمتها كصدقةٍ جارية وإنشاء مشروع ” بيت الشعب ” لخدمة مناسبات واحتفالات أهل القرية …

جميلٌ جميل أن يُكرَّمَ أهلُ الفقيد ولكن الأجملَ لو أضيف إلى اسم بيت الشعب اسم المتبرّع ألا وهو المرحوم فهمي فنادقه، ليصبح اسمُه “بيت الشعب” على اسم المرحوم فهمي فنادقه .. هذا هو المتّبع في العالم المتحضِّر وهذا نوعٌ من الشكر للمتبرِّع ..

صحيح أن لجان الخير والبرّ في البلدة ساهمت في إقامة المشروع، ولكن الفضلَ، كلّ الفضل، لمن يتبرّعُ بدونمين من الأرض، ونحن نعرف قيمة أرض للبناء في هذه الأيام وأسعارها الخياليّة , فإذا كانت سلطاتُنا المحليّة والبلديّة قد أطلقت أسماء رؤساء سلطات محليّة أوأسماء مفتشي معارف وتربيّة سابقين غادرونا إلى الحياة الخالدة على أسماء مدارس وبيوت ثقافة أو شوارع لا لشيء إلا لأنّهم كانوا ذوي صلاحيات حقّقوا بعض المشاريع والأعمال في حياتهم وأثناء مزاولتهم عملهم، فمن باب أولى أن نطلقَ اسمَ المتبرِّع على المؤسسة أو المدرسة أو المسجد التي تبرّع بإنشائها أو تقديم الأرض المقامة عليها . وإذا كان يحقُّ لفرانك سناترا المغنّي أن يُطلَقَ اسمُه على بناية، ولمشروع هبايس أن يحمل اسمَه أكثرُ من مؤسسة تربويّة أو ثقافيّة أو رياضيّة في الوسطين اليهوديّ والعربيّ في هذه البلاد، أفلا يحقُّ للمرحوم فهمي فنادقه أن يحمل بيتُ الشعب في كفر قرع اسمَه.

والشيءُ بالشيء يذكر، ولماذا أهملَ وتجاهل أهالي بلدتي باقة الغربية اسمَ المتبرِّع المرحوم مصطفى الحاج حمدان فطيمة الذي تبرع ورثتُه بمساحة احدَ عشرَ دونما أقيمت عليها مدرسةٌ أطلقوا عليها اسمَ مدرسة ” الحكمة ” وكان الأجدرُ والأولى أن تُسَمَّى باسم المرحوم ” مصطفى “، فنحن أهل باقة لم نشكرْه وكأنّنا لم نشكر اللهَ الذي منَّ علينا بمثل هذا الإحسان، والأنكى مِنْ كلّ ذلك أن لجنةَ اختيار الأسماء لمدينة باقة لم تجد من المناسب أن تصحّحَ الخطأَ الذي وقعوا فيه عندما أطلقوا على المدرسة اسم “مدرسة الحكمة” , فكرّروا الخطأ بخطأ أفدح عندما سمَّوا الشارع الذي يمرُّ جزءٌ كبير منه بمحاذاة المدرسة بشارح الحكمة متجاهلين أو ناسين انَّه لولا الأحد عشر دونما , والتي يعادل سعرُها بضعةً من ملاين الشواقل لما قامت مدرسةُ الحكمة .

أليس هذا بنكرانٍ للجميل !!

‫3 تعليقات

  1. تحية وتقدير للاستاذ حسني بيادسة على ما جاء في مقالته
    لا سيما ونحن نعايش في باقة وجت قضية تسمية الشوارع
    بحيث نرى تكليف لجنة أو لجان ولا أدري ما المعايير التي تم انتخاب أو اختيار الاعضاء فيها لنفاجىء بأسماء عجيبة أو غريبة تطلق على شوارعنا لا يفهم المغزى والهدف منها بينما نرى العديد من الشخصيات الاسلامية بداية من الخلفاء والصحابة والصحابيات إلى التابعين ورجال العلم والدين
    وأصحاب الفضل علينا المعلمين الأوائل وكل من بذل من أجل البلدة من وقته ودمه وماله يهمش ذكرهم ويتركون طي النسيان وخلف الأولويات وإنما يعرف الفضل لأولي الفضل ذوو الفضل .

  2. بودي أن اتقدم بالشكر والتقدير لأهل المرحوم فهمي فنادقة على التبرع والعطاء السخي والأجر والثواب عند رب العالمين
    كما وأضرع بالدعاء للمرحوم بأن يمن الله عليه بالمغفرة والرحمة ويدخله فسيح جنانه ولا ينقطع عنه الأجر والثواب لأنه يقع من ضمن من ذكروا في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” رواه مسلم.

  3. تحية وتقدير للاستاذ حسني بيادسي . شكرا لك على لفتة النظر . كتب اسم المكان برضاء الجميع وهناك مشاورات بين اللجنة باضافة اسم فهمي فنادقة . فيصبح الاسم بيت الشعب فهمي فنادقه . والأجر والثواب عند الله ان كتبوا ام لا يكتبوا الاسم . فشكر الله افضل له . الرحمه والمغفره له ويدخله فسيح جناته .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة