ليتني أرجِعُ طِفلاً…

تاريخ النشر: 22/03/11 | 1:28

ليتني أرجِعُ طِفْلاً..لأنامَ في أحضانِك..وبينَ راحَتيْكِ

ليتني أعودُ صغيراً..لأراكِ كَثيراً..لأكونَ قَريباً..مِن ناظِريْكِ

ليتني أرجِعُ طِفْلاً..أقولُ أُمِّي … أُنادي

فَقَدْ غِبْتِ وَقتاً طَويلاً..فَهَل تَعْلَمينَ بِحالي..وَهَلاّ تَرْجِعِينْ؟!

لَيْتَني أعُودُ طِفْلاً

تَحْمِلينْ

وَتُرْضِعِينْ

وإِذا ما بَكَيْتُ

تُهْرَعينْ …

تَتَرُكينَ كُلَّ الأُمورِ

تَتَفَرَّغينَ لي

لَيْتَكِ تَسْمَعينْ

فَمَنْ مِثْلُكِ

يَحْتَوينْ؟

مَنْ مِثْلُكِ يا أُمّي

تَسْهَرينَ عَلَيَّ … تَقْلَقينْ

لَيْتَني أَرجِعُ وَلَو يَوْمَاً

إلى بِداياتِ عُمْري

بِداياتِ السِّنينْ

لأِطْفِئَ الشوقَ وَالحَنينْ

لَيْتَكِ تَرْجِعينْ

لِتَرْجِعَ البَسْمَةُ عَلى جَبيني

لَيْتَكِ تَعْلَمينْ

ما بِحالي

آهِ لَوْ كُنْتِ تَعْلَمينْ

يا فَرَحَ الأيّامِ

وَسَهَرَ اللّيالي

يا عَذْبَ الكلامِ

وَنَبْعَ الحنانْ

هَل تَعودينْ

وَهَل تَرْجِعينْ ؟؟

كَيفَ تَقْدِرينَ عَلى الرَّحيل

فأنا ما زِلتُ طِفْلَك

أُمّي …. يا جَنَّتي

يا فَرْحَتي

يا حُبّيَ الباقي

على مَرِّ السنين

كَيفَ تَرْحَلينْ وَتَترُكينْ

طفلاً حَزيناً … حزينْ

يا أُمِّ … فاضَ بِي

أَحِنُّ إِليكِ

أَحِنُّ إلى لَمْسَةٍ… إلى هَمْسَةٍ

إلى قُبْلَةٍ…. نَظرَةٍ

إِلى شَجَرَتي الوارِفةِ الظِلالْ

إلى مَلِكَتي الجَميلَةْ

إلى زَهرَةِ عَبَّادِ الشمسِ

التي تَنْحَني لِتَرْقُبَني

لِتَغْمُرَني بِعَطْفِها

بِحُبَّها النَقيّ

أحِنُّ إليكِ … أشْتاقُ

فَهَل تَسْمَعين ؟

لَيتني أعودُ طِفْلاً صَغيراً

عَليَّ تَحْرِصينْ

وَتَحرُسينْ

تَكْفيني … تَحميني

مِنْ مَرَضٍ وَمِنْ وَجَعٍ

مِنْ جوعٍ وَمِنْ عطشِ

مِنْ ظُلمِ وَمِنْ غُبْنِ

مِنْ نَصَبٍ وَمِنْ وَصَبٍ

مِنْ كَيْدٍ وَمِنْ حَسَدِ

في النَفْسِ وَالجَسَدِ

وَمِنْ نَوائِبِ الدَهْرِ

هَلْ تَشْعُرينْ؟

لا بُدَّ أَنَّكِ تَعْرِفينْ

كَم مِنَ الأَحْمالِ وَالأَثْقالِ

عَنِّي كُنْتِ تَدْرَأينْ

إنّي عَلى يَقينْ

أنَّكِ لَو كُنْتِ تَعْلَمينْ

أنَّكِ لَو كُنْتِ تَقْدِرينْ

حَتْمَاً سَتَرجِعينْ !!

‫4 تعليقات

  1. اشكرك على هذه الكلمات الرائعة التي عبرت عما يجول في خاطري ولم تستطع يدي كتابته لقد اشتقت الى امي كثيرا واشعر في كل يوم انني بحاجة اليها لألقي نفسي بين دراعيها وابث همي لها ليتك تعودي يا امي العزيزه ولولحظه .
    انني اطلب لك الرحمه دائما ليرحمك الله يا امي الغاليه وليجمعني معك في جنان النعيم ان شاء الله
    الفاتحه لروح امواتنا واموات المسلمين اجمعين
    والسلام ختام

  2. الأسم على التعليق هو ام وجده ولكنها ما زالت تحن الى حضن امها الحنون والدافىء الذي حرمت منه في سن مبكر

  3. اعجبت جدا بكلماتك الجميلة….التي تخرج من دون تكلف ، فيها شفافية وتعابير جميلة، وجدتها مطابقة لما اشعر به اتجاه امي الحنونة رحمها الله، واني لاتعجب لماذا تموت الامهات؟

  4. حتما سترجعين
    ما اجملها من كلمات عبرت بصدق شديد ما بداخل هذا الجسد المارد شيئ صغير يبحث عن ملاذ وهذا الملاذ هو امه

    لك كل التقدير لقلمك وننتظر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة