الذكرى الـ 39 ليوم الأرض الخالد

تاريخ النشر: 28/03/15 | 13:15

تحيي الجماهير العربية يوم الاثنين الذكرى ال 39 ليوم الأرض الخالد، والذي تعود أحداثه للثلاثين من آذار في العام 1976، حيث أعلنت الجماهير العربية الفلسطينية الاضراب العام والشامل في كافة أنحاء البلاد احتجاجاً على مصادرة آلاف الدونمات للمواطنين العرب، فانطلقت المسيرات الاحتجاجية واندلعت المواجهات بين رجال الشرطة الاسرائيلية والمواطنين العرب، كانت نتيجتها سقوط ستة شهداء بالاضافة الى العشرات من الجرحى.
كان هدف السلطات الاسرائيلية من خلال عملية المصادرة تلك “تهويد الجليل”، وعلى أثر هذا المخطط العنصري قامت لجنة الدفاع عن الأراضي بعقد اجتماع لها بالاشتراك مع اللجنة القطرية لرؤساء المجالس المحلية العربية بهدف بحث الموضوع، وبسبب تجنيد السلطات لبعض أعوانها من رؤساء المجالس المحلية العربية بهدف إفشال قرار الإضراب، لم يصدر قرار الاضراب من قبل رؤساء السلطات المحلية العربية، إلا أن قيادة الجماهير العربية ولجنة الدفاع عن الأراضي ورؤساء المجالس العربية الأحرار والوطنيين اتخذوا قراراً بالإضراب. وخلال اجتماع رؤساء المجالس العربية في شفاعمرو بتاريخ 25.3.1976 حاولوا منع قرار الإضراب إلا أن الجماهير المحتشدة الغاضبة خارج مبنى البلدية فرضت إرادتها وانطلقت الشرارة الأولى ليوم الأرض من مدينة شفاعمرو، حيث اشتبك الشبان المتظاهرين مع رجال الشرطة الذين حاولوا حماية الرؤساء المتخاذلين.
وفي الثلاثين من آذار تم إعلان الاضراب العام رغم التهديد وممارسة الضغوطات من قبل السلطات الاسرائيلية، واندفعت الجماهير العربية الى الشوارع والساحات بمسيرات احتجاجية ومظاهرات غاضبة، وكان الرد الاسرائيلي بأن اجتاحت قوات الشرطة والجيش مدججة بالسلاح والدبابات والمجنزرات القرى والمدن العربية وأخذت بإطلاق النار العشوائي على المواطنين العرب العزّل، مما أدى الى سقوط ستة شهداء وهم: خير ياسين من عرابة، خضر خلايلة و خديجة شواهنة و رجا أبو ريا من سخنين، محسن طه من كفر كنا و رأفت الزهيري من عين شمس واستشهد في الطيبة.
وتمر الأيام والجرح لم يندمل، فتعامل السلطات الاسرائيلية مع الجماهير العربية هو هو، وممارسات التمييز العنصري تجاه المواطنين العرب لم تتغير، بل هنالك تصعيد متواصل معادي للجماهير العربية، وفي الآونة الأخيرة سمعنا وقرأنا التحريض العنصري والخطير المعادي للعرب من قبل أشخاص في السلطة وعلى رأسهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والذي بتصريحاته هذه يغذي الأجواء العنصرية المعادية للعرب في البلاد.
صدف وأن كنتُ في الاسبوع الماضي في إحدى المؤسسات التي تقدم خدمات لبلدية حيفا، وشاهدت هناك شخصاً يهودياً يصرخ ويضرب بعنف على طاولة إحدى الموظفات، وكان يصرخ بأعلى صوته :”ماذا؟! هل وصل بكم الأمر أن ترسلوا لي شخصاً عربياً ليقوم بعملية الحجز في بيتي أنا؟! هل أستحق ذلك؟!”. ولم يقم أيّ شخص بتوبيخه على الأقل على تفوهاته العنصرية، بل هدّأوا من روعه وقدموا له تسهيلات لم يكن يحلم بها.
أولاً لو كان المواطن عربياً وتصرف مثل هذا التصرّف لأستدعوا الشرطة بشكل فوري، أما في تلك الحالة، حيث شعر المواطن بالإهانة ليس لأنهم قاموا بعملية الحجز، بل لأن الذي نفّذ عملية الحجز هو عربي وهنا الطامة الكبرى، فكيف تتجرأ هذه المؤسسة بأن تهين هذا المواطن الاسرائيلي بهذا الشكل المهين!!!!
أليس هذا التصرف العنصري البغيض هو نتيجة تصريحات السياسيين العنصريين الاسرائليين تجاه المواطنين العرب؟ هل يتم معاقبة هؤلاء على تصريحاتهم ؟ كيف يمكن معاقبتهم وردعهم ولم يتم محاسبة رئيس الحكومة وليبرمان ونفتالي بنيت على تصريحاتهم المعادية للعرب.
مجزرة يوم الأرض هي جريمة خطيرة لا يمكن أن نمر عليها مرّ الكرام، دون أن نحيي هذه الذكرى، لتبقى في ذاكرتنا وذاكرة الأجيال القادمة، لنستذكر هذا اليوم ونحيي هذه الذكرى، ولنبقى موحدين في مواجهة التحديات المفروضة علينا.
وقد أقرّت عدة فعاليات في ذكرى يوم الأرض، منها: التوجه إلى منازل ذوي الشهداء في سخنين لزيارتهم ومواساتهم، ومن ثم التوجه إلى النصب التذكاري ووضع أكاليل الزهور على أضرحة شهداء يوم الأرض، وسيتم استقبال الوفود عند النصب التذكاري ليوم الأرض لوضع الأكاليل وبعدها التوجه إلى أضرحة شهداء عرابة والعودة إلى سخنين. تخصيص حصص دراسية في المدارس للحديث حول يوم الأرض، من أجل تثقيف طلابنا وإطلاعهم على هذا الحدث الذي يشكّل منعطفاً في تاريخ الجماهير العربية في البلاد.
كما تقرر أن تنطلق المسيرة التقليدية ليوم الأرض بعد صلاة الظهر مباشرة من شارع الشهداء قرب مسجد النور في سخنين لتجوب شوارع المدينة وصولا إلى ساحة النصب التذكاري ليوم الأرض، ومن ثم التوجه إلى ساحة البلدية الجديدة للانطلاق بمسيرة أو بسيارات إلى قرية دير حنا للمشاركة في المهرجان المركزي. وأكثر ما لفت نظري أنه تم الاتفاق أن تكون المسيرة بدون رفع أعلام حزبية وأن تردد الهتافات التي تنشد وحدة الصف، وهذا الأمر هو أفضل هدية يمكن أن تقدمه لنا القائمة المشتركة بعد النجاح الذي حققته في انتخابات الكنيست الأخيرة، بأن تخلق جوّاً سياسياً سليماً ووحدوياً لدى الجماهير العربية في البلاد.

عفيف شليوط
dddds

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة