متى يا مكة سنلتقي ؟!

تاريخ النشر: 19/03/11 | 15:23

تأليف وإبداع  الطالب الجامعي محمود صابر زيد – كفرقرع ( مهداة لكل المعتمرين)

متى يا مكة سنلتقي شيئا من الزمان                إن كانت رمال القفراء قد حجبت حناني

ولولا تشبثي بأرضي ووصية الأجداد              لأفترشتك أرضي والتحفت نور سماكي

ولولا كونك خير بقاع الدنيا قاطبة                  ما دنوت منك شبرا ولا رجوت لقاكي

ولولا كونك أحب الأوطان للمصطفى             ما تركت كل الدنيا لأطئ تراب شذاكي

ولو أني نشلت قلبي من أحشائي                   لأحفر اسمك على ذا المضغة ما كفاني

فنهارك شمس الهدى وليلك أنس                   ورؤياكي تُنسي الهمّ وكلّ أحزاني

يا من شرّفك الله ببيته الحرام والكعبة             ويا قبلتنا استعدي فموعدنا يُسارع أيامي

وإياك أن تحرمينا من الشوق لبهاك            وافرشي لنا زهرك وعطّرينا المسك يا ملاكي

أعلمتِ أنّا هجرنا الأهل والوطن والأموال             لنزحف إلى الصحراء بكل همّة وعُنفواني

وها هو متاع المسافرين قد تكدّس وعلا                وبكاء فراق الأحباب يزلزل وجداني

وأبي أراه متصدّعا قد خدع الزمان والمكان            ليسافر معنا بقلبه رغم البعد الجسماني

والكل تراهم قد جلسوا في حافلة الإيمان               وصوت التلبية والحمد لا يُفارق أسماعي

وترى مسبحة عجوز تدور دوران الأرض             وشيخ يتغنّى بالقرآن وشاب يتفكّر بالأكواني

والحافلة ما زالت تسير ولكنّ القلوب تسابقها             والليل والنهار يتقلبان والجمع يترقّب لُقياكي

ولمّا تجلّت الكعبة الشريفة أمام ناظرينا               منّا من غلبه سُكره والوعي فقده لشدة الأفراحي

ها هي مكة التي لطالما عاشت في قلوبنا              اليوم نعيش فيها بواقعنا وليس مجرد أحلامي

وذاك العالم الدنيوي قد تلاشى قدره لمّا               نزلنا بساح المصطفى وتركنا البحر والوادي

نحن أبناء الألم الفلسطيني جئنا فأكرمونا            ونحن روّاد الأقصى الحزين يا إخواني

فمسرى رسول الله يُملي زحفنا باستمرار           من المسجد الحرام إلى أقصانا بكل إحساني

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة