آذار شهر المناسبات

تاريخ النشر: 25/03/15 | 8:38

تزدحم في شهر آذار المناسبات الوطنية والإنسانية، وفيه يبدأ فصل الربيع البديع بدفء شمسه، وابتسامة أزهاره، وحبات لوزه ومشمشه، وأوراق عنبه ودواليه. وفي آذار يحل عيد المرأة العالمي، الذي تحتفل فيه نساء الكون، وقوى التحرر والتقدم والنور، للتعبير عن التقدير لدور المرأة في نهضة المجتمع وتطوره وتقدمه الحضاري والعصري، ودعماً لنضالها الدؤوب والمثابر ضد الاستغلال والقهر الإنساني والاضطهاد الطبقي والظلم الاجتماعي، ولأجل التحرر ونيل الحقوق الإنسانية العادلة.
وفي آذار يصادف عيد الأم، الذي تكرم فيه الأمهات، وتقدم لهن الهدايا وباقات الورود والزهور تعبيراً عن مدى حبنا وامتنانا لفضائلهن، واعترافاً بدورهن في العطاء والتربية والتنشئة ورعاية الأبناء.
وفي آذار يحيي شعبنا الفلسطيني في جميع أماكن تواجده ذكرى يوم الأرض المجيد، يوم الانتفاضة الوطنية البطولية، والهبة الشعبية الجماهيرية النضالية العارمة، التي تفجرت لدى فلسطينيي الداخل يوم الثلاثين من آذار عام 1976احتجاجاً على سياسة مصادرة الأراضي العربية، وتعبيراً عن الغضب الشعبي المتأجج والمعتمل في الصدور والقلوب، والانزراع عميقاً كالجذور في ثرى الوطن الغالي المقدس، وتجدد العهد والقسم للشهداء الستة، الذي رووا بدمائهم الطاهرة الذكية التراب الفلسطيني، وسقطوا دفاعاً عن البقاء والهوية والوطن والأرض والكرامة الإنسانية والوطنية.
وفي آذار تهل وتطل ذكرى الرسول العربي الكريم، خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبداللـه (صلى الله عليه وسلم)، وذكرى ميلاد الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، احد أئمة الشعراء الفلسطينيين والعرب، الذي ارتبط اسمه بشعر الثورة والوطن والمقاومة والاحتجاج على الظلم والجور والاضطهاد والاستبداد والاحتلال.
وفي آذار يصادف يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية، الذي تحتفل به الأوساط الشعبية والثقافية والأدبية والإبداعية الفلسطينية، تأكيداً على أهمية ودور الثقافة ومختلف أشكال العمل الثقافي في ترسيخ الهوية الوطنية وصون وحماية وتكريس تراثنا الثقافي الفلسطيني المهدد بشكل دائم ومستمر من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وفي آذار تأتي ذكرى معركة الكرامة، معركة الدفاع عن الوطن والحق والعدل والحرية والكرامة العربية، التي شكلت نقطة تحول وانعطافة نوعية وانطلاقة جديدة في المواجهة مع الكيان الصهيوني وسياسته العدوانية والاستيطانية بعد حرب الأيام الستة عام 1967.
وفي آذار تجئ ذكرى المجزرة الوحشية الدموية الرهيبة في مدينة حلبجة الكردية العراقية المتاخمة للحدود الإيرانية، التي تعرضت للقصف الكيماوي من قبل قوات نظام صدام حسين القمعي، وراح ضحيتها حوالي خمسة آلاف إنسان وإصابة سبعة آلاف آخرين، خلال الأيام الأخيرة من الحرب العراقية الإيرانية.
وفي آذار تحتفل القوى التحررية والديمقراطية والإنسانية والتقدمية في العراق والوطن العربي بذكرى تأسيس حزب العمال والكادحين، الحزب الشيوعي العراقي، الذي يعتبر من أعرق الأحزاب السياسية اليسارية التقدمية، التي أدت دوراً تعبوياً ونضالياً مهماً في التاريخ السياسي والوطني والكفاحي العراقي في العصر الحديث.
وفي آذار استشهدت المناضلة الفلسطينية دلال المغربي، واستشهد شيخ المقاومة الفلسطينية احمد ياسين، الذي اغتالته سلطات الاحتلال عند خروجه من المسجد بعد أدائه صلاة الفجر.
فسلاماً لآذار التاريخ والذاكرة المضيئة، آذار الأرض والوطن والمرأة والشعر والإنسان، آذار أبو الزلازل والأمطار، الذي يعشش فيه الدويري وتورق الأشجار، ويتساوى الليل والنهار، ويدفى الراعي وآخره نار- كما جاء في أمثالنا الشعبية وموروثنا الشعبي الفلسطيني، ولتظل كل المناسبات الوطنية الآذارية خالدة في أعماقنا ووجداننا وتاريخنا الفلسطيني والعربي المضيء.

شاكر فريد حسن

shakerfred

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة