لا سعادة بلا ايمان…

تاريخ النشر: 06/03/11 | 23:31

وصلتنا رسالة من الاستاذ بدر عثامنة يقول فيها :” اعزائي ارجوكم اقرؤا القصة كاملة. لاتهمني الردود,  المهم تقرأوها لأن فيها عبـرة كبيرة على الرغم من انها محزنة جداً .  هذه القصة حدثت لفتاه عُمانية سكنت في عُمان . والذين رووا القصة هم اقرب الناس إليها وبعض أفراد عائلتها …

بدأت القصة عندما تزوج شاب عماني من امرأة اجنبيه. حيث ظلت الامرأة على ديانتها المسيحية لكنها ذهبت لتعيش في عُمان مع زوجها . وكان الرجل ذا منصب مرموق ومال . أنجبوا أطفال و لكنهم افتقروا التربية … هذه قصه محزنه لأنها تروي الحقيقة … تروي حقيقة احدى بنات هذا الرجل … وسأطلق على هذه الفتاه اسم(ملاك) ولا يوجد اسم أفضل من ذلك لأنها بالفعل أصبحت ملاكا … عاشت ملاك عيشة مترفة وكانت تملك كل ما يتمناه المرء من أشياء … كان لديهم بيت فخم ، المال الكثير ، السيارات ، الملابس …وكل ما يخطر على البال … وفي معظم الأوقات كانت تفعل ما يحلو لها في أي وقت شاءت. وكان الأب كثير السفر ، و الأم غير جديرة باسم أم … كانت الفتاه تفتقد الحنان … كانت تريد أن تجد من يسمعها ويقضي الأوقات معها … من يفهمها و تثق به … فتوجهت للفتيات اللاتي في نفس مستوى معيشتها (الأغنياء) وكانت تقضي أوقاتها مع أصدقائها أو سماع الموسيقى … بشكل عام … الاستمتاع بالوقت كما يطلقون عليه … و لم يكن هناك من يمنعهم .. فكانوا يفعلون ما يحلو لهم … وفي إحدى العطلات … قرروا قضاء بضع أيام في (صلاله) .. كانوا ( ملاك و صديقاتها و ستة شبّان ). أخذوا غرفتين … غرفه للشباب و غرفه للبنات … وكانوا جميعا يجلسون في غرفه واحده أو يذهبون للملاهي إلى الساعة الثانية صباحا ثم يخلدون للنوم .. هذه مدى الحرية التي كانت تتمتع بها ملاك وصديقاتها !! على الأقل .. هذا ما كانوا يطلقون عليه (الحرية) كان لملاك و صديقتها صديقان ( Boy Friends ) وذهبوا للتمشي ثم قرروا الذهاب إلى بيت صديقتها لخلوّه … وجلسوا في الصالة لبعض الوقت … ثم قررت صديقة ملاك الذهاب إلى حجره مع صديقها وقالت لملاك أنها أيضا باستطاعتها الذهاب إلى أي غرفه شاءت مع صديقها … لكنها فضّلت البقاء في الصالة والحديث معه … وبعد لحظات … نادت الفتاه صديقتها ملاك لتأتي إليها … فلما ذهبت ملاك و صديقها لينظروا أن الفتاه مع صديقها في منظر يخل بالأدب والحياء !! كانوا مصعوقين !! صفعت ملاك صديقتها و قالت:” كيف تجرئين !؟ “ثم خرجت من البيت مسرعه و هي تبكي .. أحست بشعور غريب لم تشعر به قط .. ولأول مره في حياتها شعرت أن حياتها بلا معنى أو مغزى .. كانت تبحث فقط عن مكان يريحها .. كرهت كل شيء كانت تتمتع به في الماضي .. كرهت الموسيقى .. كرهت اللوحات … كرهت البيت والمال .. الملابس … عائلتها … كل شيء .. كرهت كل شيء لأنها لم تجلب لها غير البؤس والعار … ذهبت لمنزلها لسماع الموسيقى الصاخبة وأصوات إخوتها وهم يلعبون مع أصدقائهم … كم كرهت تلك الأشياء التي حدثت في منزل صديقتها … ذهبت لترتاح في غرفتها … ولكنها وجدت تلك الصور و الملصقات و هي تحدق بها .. بدأت بتقطيع الملصقات و تكسير الصور … شعرت بالتعب .. ولكنها أفرغت ما بداخلها .. والآن حان وقت الصلاة .. ذهبت للصالة لهدوئها كي تصلي .. أرادت أن تصلي .. لكنها لم تعرف كيف !! ذهبت إلى الحمام واغتسلت لأنها لم تعرف كيف تتوضأ !! ثم وقفت على سجادة صلاة جدتها .. لم تعرف ما تفعل … فوجدت نفسها ساجدة عليها تبكي وتدعو الله … ظلت على هذه الوضعية ما يقرب ساعة … أفرغت ما بقلبها لخالقها .. شعرت بارتياح .. لكن كان هناك المزيد … ثم تذكرت عمها الذي لم تره من زمن بعيد .. لضعف العلاقات العائلية … كان هو من يستطيع مساعدتها .. قررت الذهاب إليه ولكنها لم تجد ملابس مناسبة لهذه الزيارة … كانت ملابسها تظهر مفاتنها وأجزاء من جسمها … حينها تذكرت أن عمتها قد أهدتها عباءة و حجاب وقرآن … لبست ما يليق بهذه الزيارة و نادت سائق جدتها ليوصلها إلى بيت عمها … عندما طرقت الباب خرجت زوجة عمها فارتمت في حضنها باكية … ففهمت زوجة عمها الأمر … وحضر عمها .. ففعلت نفس الشيء …. لم يعرفها عمها في بادئ الأمر … لكن بدأ يطمأنها حالما عرف أنها ابنة أخيه و بدا بالحديث معها … قالت ملاك فيما بعد أن هذه هي أول مرة لها تشعر بالحنان و الحب والاهتمام … ثم طلبت أن ترى إحدى بنات عمها لتعلمها الصلاة والوضوء وما يتعلق بالدين … ثم طلبت منهم عدم الدخول عليها و سألت عمها عن المدة اللازمة لحفظ القرآن … فقال خمس سنين … فحزنت .. وقالت … ربما أموت قبل أن تنقضي خمس سنين ! وبدأت في رحلتها … بدأت في حفظ القرآن الكريم … كانت ملاك سعيدة بهذا النمط الجديد من الحياة .. كانت مرتاحة له كليا .. وبعد حوالي شهرين .. علم الأب أن ابنته ليست في البيت !!! أي أب هذا !!! ذهب الرجل إلى بيت أخيه ليأخذ ابنته فرفضت … ثم وافقت على أن تعيش في بيت جدها لحل الخلافات … حققت ملاك حلمها بحفظ القرآن … لكن ليس في خمس سنين … و لا ثلاثة سنين .. ولا سنه .. أنما في ثلاثة اشهر … !!! سبحان الله .. أي عزيمة و إصرار هذا !! نعم حفظته في ثلاثة اشهر … ثم قرروا أن يحتفلوا بهذه المناسبة فدعت الجميع للحضور … كان الجميع فرحين مبتهجين … وعندما وصلوا … قالوا لهم أنها تصلي في غرفتها … طال الانتظار و لم تخرج !! فقرروا الدخول عليها … وجدوها ملقاة على سجادة الصلاة وهي تحتضن القرآن الكريم بين ذراعيها وقد فارقت الحياة … فارقت الحياة وهي محتضنة القرآن بجانب القلب الذي حفظه … كان الجميع مذهولين لوفاتها … قرروا غسلها و دفنها … اتصلوا بابيها … وقد أوصت ملاك جدها بمنع أمها من الحضور إذا لم تغير ديانتها للإسلام … وحضر إخوانها وأخواتها … وبدأوا بغسلها … كانت أول مره لأبنة عمها أن تغسل ميت … ولكنهم فعلوا .. وقالوا بأنهم أحسوا أن هناك من كان يساعدهم في الغسيل … كانوا غير مرئيين !!! جهزوا الكفن … وعندما أرادوا أن يكفنوها .. اختفى الكفن

.. بحثوا عنه فلم يجدوه !! … ظلوا يبحثون فلم يجدوا غير قماش اخضر في ركن البيت تنبعث منه أروع روائح العطر … فلم يجدوا غيره ليكفنوها به … وعندما صلوا عليها كان ستة رجال من بين المصلين يلبسون ثياب خضراء … وبعد الصلاة حمل هؤلاء الرجال ملاك إلى المقبرة ودفنوها … لم يكونوا هؤلاء الرجال احد أفراد العائلة واختفوا بعد الدفن هؤلاء الرجال الستة …ولم يعلم احد من هم أو من أين أتوا وأين ذهبوا … !!! ولكن لا شك في أنهم ملائكة بعثوا من عند الله ليعاملوا روحها كما أمر الله عز وجل … استحقت ملاك هذه الجنازة من الملائكة وليس البشر لأنها وصلت لمرحله عالية لم يصل إليها الكثير … المحزن في الأمر أن هناك الكثير من مثل ملاك في العالم العربي والدول الإسلامية … هذه القصة المعبرة … لكل رجل و امرأة .. عند وقت الزواج لا تفكر في الحب والشهوة .. فكر في الأطفال الذين سيأتون … اختر أبا جيدا أو أما جيده قبل الإنجاب … وتذكر أن هناك يوم بعث وحساب … فإما الجنة أو النار … اعتنوا بأبنائكم وأهلكم وأعطوهم الحب و الاهتمام… مثل ملاك .. بالرغم من كل ما كانت تملك .

لم تشعر بالسعادة قط إلا عندما وجدت طريقها إلى الله…ولا سعادة بلا ايمان.

‫4 تعليقات

  1. السلام عليكم

    شكرا لك الاستاذ الفاضل انها قصه مؤثره

    تحمل الكثير من الدروس والعبر

    فهل تسمح لي بنقلها ليستفيد منها الاكثر من البشر

    ولك الاجر والثواب انشاءالله

  2. يا الله… فعلا لا سعادة بلا ايمان…
    لقد ذكرت ان القصة محزنة..لكني اخالفك الرأي “مع انها ارغمتني على البكاء”..
    الا ان القصة مفرحة انشرح صدري عند قرائتها….
    يا رب اجمعنا مع ملاك في الفردوس الاعلى … واجعل نهايتنا كنهايتها..
    يارب.. امين..
    جزاك الله كل خير وزاده في ميزان حسناتك ايها الاستاذ الفاضل…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة