حكم فتح بيوت العزاء يوم العيد

تاريخ النشر: 30/01/15 | 0:10

لاشك أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وفي اتباع السنة خير عظيم وفي التنكب عنها شر مستطير.

ولقد سمى الله تعالى الموت مصيبة فقال: {فأصابتكم مصيبة الموت}. [المائدة: 106].

وهذه المصيبة وقعها على النفس كبير، لذا شرع الإسلام التعزية، وهي التصبير والحمل على الصبر بذكر ما يسلي المصاب ويخفف عنه ويهون عليه.

وقد عزى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته لما قبض ابنها، فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه: إن ابناً لي قبض فأتنا، فأرسل يقرئ السلام ويقول: ( إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر، ولتحتسب). [أخرجه البخاري (1284)].

وتكون التعزية مرة واحدة وتكون لجميع أهل الميت وأقاربه الكبار والصغار، وسواء كان ذلك قبل الدفن أو بعده إلى ثلاثة أيام إلا إذا كان المعزي أو المعزى غائباً فلا بأس بالتعزية بعد الثلاث.

لا بأس بالجلوس إلى ثلاثة أيام ولا يزيد عليها كما يرى الحنفية، انظر: [الدر المختار ورد المحتار 3/149 ].

وما يفعله كثير من الناس من فتح بيوت للعزاء سبعة أيام أو في يوم الأربعين أو في الذكرى السنوية فكل هذا حرام مخالف لهدي الإسلام وتشبه بغير المسلمين، لأنها عادات دخيلة بغيضة لا يحل لمسلم فعلها على الإطلاق.

والأدهى من ذلك والأمر أن يفتح بيت للعزاء يوم العيد في أول عيد يمر عليهم بعد وفاة ميتهم، وهذا فوق أنه بدعة ضلالة، فيها زيادة على الأيام الثلاثة، وهو تجديد للأحزان، فاليوم يوم عيد وفرح وسرور فكيف نحوله إلى يوم حزن وبكاء ونواح وأشجان، ونشغل الناس عما هم فيه من بهجة وفرح وصلة أرحام بأمر يعكر عليهم حياتهم ويجدد لهم أحزانهم. وهذه الأيام أيام أكل وشرب كما قال عليه الصلاة والسلام: ( وأيام التشريق – أيام العيد – أيام أكل وشرب ). [أخرجه أحمد (3/460) وإسناده صحيح].

بالإضافة إلى كثرة بيوت العزاء ذلك اليوم لأن كل من توفي خلال العام سيفتح أهله بيتاً للعزاء يوم العيد، وعندها سيتحول المجتمع من حالة البهجة والانبساط إلى الكآبة والحزن، ويتنقل الناس من بيت عزاء إلى آخر.

فهذا انحراف عن هدي الإسلام وإحياء للبدع الضالة، التي يجب أن تمانع وتلاحق، لأنه لا أصل لها في شرع الله تعالى.

هذا ويجدر تنبيه أهلنا أن لا يشاركوا في هذه الظاهرة وإذا زاروهم أن يقدموا لهم التهنئة.

كما ونتوجه إلى أهلنا الذين فقدوا عزيزًا أن لا يجعلوا من أيام العيد أيام حزن وتضييق ونكد على عيالهم من عدم تقديم الحلوى وصنع الكعك ولبس الجديد وغير ذلك من مظاهر الفرح بل عليهم أن يوسعوا على أهلهم في هذا اليوم تطبيقاً للسنة المطهرة.

02

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة