الدين.. حب وحياة صالحة..

تاريخ النشر: 29/01/15 | 14:25

لنحاول أن نتعرّف على (طريق السير) و(قانون السير) و(مقصد السير) بطريقة أخرى..
دعونا نتأمل في هذه الطائفة من الأحاديث الشريفة:
– (الدين.. الحب)،
– (الدين.. المعاملة)،
– (الدين.. النصيحة)،
– (الدين.. الرُّفق)،
– (الدين.. يسر)،
– (الدين.. يعصم).
– إنّ العابد من أتباع موسى (ع) كان إذا بلغ الغاية في العبادة صار مشّاءً في حوائج الناس، عانياً[1] بما يصلحهم.
– ويقول (أبو العلاء المعري):
ما الخيرُ صومٌ يذوبُ الصائمون له
ولا صلاةٌ ولا صوفٌ على الجسد
وإنّما هو تركُ الشرّ مطرحاً
ونفضك الصدر من غلّ ومن حسدِ
(يا حبذا نومُ الأكياس وفطرهم)
إشارات الضوء هذه تجمع على حقيقة واحدة، وهي:
أنّ الدين الحقيقي هو الحياة الصالحة!
فالدينُ.. يخلق الحبّ ويزرعه ويُنمِّيه بين الناس.. وهو في حرب ضدّ الحقد والبغض والقلوب السوداء، والمشاعر العدوانية، وأساليب الضعف، فالدين رباط وثيق يجمع القلوب ويصافيها.. ويدانيها.. ويؤنس بعضها ببعض.
والدينُ.. هو الأسلوب الغنيُّ في التعامل مع الآخر.. باللطف والمودة والإحترام والتسامح والتقدير والإنصاف والحبّ له.. ومساعدته على تجاوز ضعفه أو ظلمه (أُنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)..
الدين.. أن تنصح أخاك الإنسان ولا تغشّه.. تقول له الحقيقة.. وتدلّه على الأشياء الجيِّدة النافعة.. وتشير عليه بالإختيارات الصحيحة.. وتحذِّره من نتائج التصرفات السلبيّة، والقرارات غير المدروسة والأحكام المشرّعة.. فكأنّه بوصلة تدلّ على الطريق وتهدي إليه.
الدين.. نسائم تهبّ على العائلة.. وحمائم السلام ترفرف على المجتمع.. وعبقُ الأخلاق ينعش النفوس أينما اتّجه بصاحبه، فكأنّه حديقةٌ عطرة متنقِّلة ﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ﴾ (مريم/ 31).
الدين.. سهل.. وسمحٌ ويسير، فالمحمدية السهلة السمحة هي إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام شهر رمضان، وحج البيت، والطاعة لله، وأداء حقوق الناس.
الدين عاصم.. يحفظ لك – بعلامات مروره وإشاراته الضوئية – سلامتك وسلامة الآخرين، ويقيك الحوادث المؤسفة.. وينجيك من المزالق والمطبّات والأخطار.. فهو صمام أمان.. وقارب نجاة..
الدين خدمة.. خدمة الناس.. ونفع الناس.. وإصلاح ما فسد من أمور الناس.. وتطوير دنيا وحياة الناس.. والتخفيف من الآم الناس “خير الناس مَن نفع الناس”.
الدين.. ترك الشرّ.. فكلّ العبادات والأخلاق والأحكام تهتف بصوت واحد: كن يا أيُّها الإنسانُ إنساناً صالحاً!
بهذه المعاني.. كيف نفهم الدين؟
هل هو حاجة ثانوية؟ نحتاج إليها في بعض الأحيان، أو قد لا نحتاج إليها ألبتة، أي يمكن الإستغناء عنها؟ أم هو حاجة أساسية ودائمة وملازمة، أي مصاحبة لنا في كلّ الأوقات، ولا يمكن أن نتخلّى عنها.. لأنّنا نكون حينذاك كمن يُغمض عينيه ويتركه مقود السيارة يقودها بدون إرادة منه؟
هل ستسير السيارة في الطريق الصحيح؟ وكيف يمكن أن تكون النتائج؟
أنّ صلب الدين وحقيقة الإيمان ما تكشف عنه الطائفة التالية من الأحاديث التي تُعبِّر عن حقيقة أنّ الإيمان عمل كلّه..
خاطب النبيّ (ص) المسلمين قائلاً:
“ألا أُنبِّئكم لِمَ سُمِّي المؤمن مؤمناً؟
قالوا: بلى.
قال: لإيمانه الناس على أنفسهم وأموالهم”!
* * *
وقال له رجل: أحبّ أن يكمل إيماني.
قال: “حَسِّن خلقك يكمل إيمانك”.
ثمّ قال: “أكملكم إيماناً أحسنكم أخلاقاً”.
* * *
وقال (ص): “لا يؤمن عبدٌ حتّى يحبّ للناس ما يحبّ لنفسه من الخير”.
* * *
وعنه (ص): “لا يقبل إيمان بلا عمل ولا عمل بلا إيمان”!
* * *
وورد عنه (ص): “إنّ من حقيقة الإيمان، أن تؤثر الحق، وإن ضرّك على الباطل وإن نفعك”!
* * *
وقال (ص): “رأس الإيمان الصدق”!
* * *
وجاء عنه (ص): “مَن سرّته حسنته وساءته سيِّئته فهو مؤمن”.
* * *
وقال (ص): “إذا أردت أن تعرف أنّ فيكَ خيراً والله يحبّك، فانظر إلى قلبك، فإن كان يحبّ أهل طاعة الله ويبغض أهل معصيته ففيك خير والله يحبّك، وإن كان يبغض أهل طاعة الله، ويحبّ أهل معصيته، فليس فيك خير والله يبغضك، والمرء مع مَن أحبّ”!

01

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة