الإسلاموفوبيا.. صنيعة الضعفاء

تاريخ النشر: 28/01/15 | 11:23

لا يمكن لعاقل منصف حتى من الغربيين أن يصف الدين الإسلامي بأنه دين عدوان وعنف، فما بين أيدينا من النصوص الإلهية والتوجيهات النبوية يمكن لها أن تفقأ عين أكبر دعاة مهاجمة الإسلام ومبغضيه، بما حوته من شريعته العادلة من قيم العدل والسلم الاجتماعي والأمن الدولي على حد سواء، وتسوّي ميزان العلاقات الدولية سلماً وحرباً بما يعزز الاستقرار والأمن العالمي.

مصطلح الإسلاموفوبيا أو الخوف من الإسلام، هو رد فعل طبيعي من صناع القرار الغربي على حجم الانتشار السريع للدين الإسلامي الحنيف في أصقاع أوروبا وأمريكا ودول العالم، وهو انطباع لدى الساسة المتطرفين في سدة الحكم في دول أوروبا بأن المهدد الحقيقي لمصالحهم هو انتشار دين العدل والمساواة، بما يسحب من أيديهم خيارات المصالح التي يتعاملون بها.

وفق إحصائيات الاتحاد الأوروبي الصادرة حتى عام ٢٠١٢ م هناك أكثر من ٣٥٠٠ عمل عدائي شهدته أوروبا، لم يثبت صلة أي مسلم بها إطلاقاً، بل كانت من صنيعة المافيات والمتطرفين من غير المسلمين، وهذه إحصائية أوروبية خالصة.

ووفق أحداث النرويج التي شاهدنا بشاعتها وقسوتها، نعرف حجم الكراهية الموجود لدى المتطرفين الغربيين ضد الإسلام، حتى لو أدت هذه الكراهية لقتل مئات من الأبرياء الغربيين لإرسال رسالة كراهية بغيضة موقعة باسم متعصب أوروبي يخاف من نور الدين الإسلامي على أحلامه الشيطانية.

ولعل ما جرى في فرنسا أخيراً في أحداث الصحيفة الفرنسية وما تبعها، يمثل صورة أخرى يحافظ من خلالها الاتحاد الأوروبي على كونه ( نادياً نصرانياً )، ويخوف الغربيين من خطر لا يمسّهم، ويرسل رسالة تهديد للمسلمين في أوروبا : أنكم لن تعيشوا بأمن وسلام.

ما المطلوب إذا ؟

المطلوب هنا حملة مؤسساتية عربية إسلامية، يكون روّادها الفنانون والمبدعون وعمالقة الفكر ومبادرو التشبيك المؤسسي، لينسفوا هذه الأفكار بقوة طرحهم،وبصلابة موقفهم الذي يرفض التعامل بوضع المتهم، بل بوضع الواثق بنفسه ودينه وبما يملكه من حضارة حققت السلم والاستقرار ولم تسجّل بحقها في التاريخ لوثة واحدة.

أنسينا ما فعله الفرنسيون والبرتغال والأسبان بإفريقيا التي حولوا نصف أهلها عبيداً في مزارعهم والنصف الآخر لجنود ألقوهم في المعارك بلا ذنب ولا جريرة، أم نسينا ماذا فعل الغربيون بالهنود الحمر وحملات التطهير العرقي ضدهم، أم كنا نحن كمسلمين مسؤولين عن ناغازاكي وهيروشيما ؟ أم نحن من سفك دماء الناس في المسجد الأقصى إبان الحملات الصليبية وقضى على سبعين ألف إنسان في ساحات الأقصى وأكنافه، أم نحن من نسف مدارس الأونوروا في قانا ودمر قطاع غزة وحاصر وشرد ملايين البشر في فلسطين.

علينا أن نطرق كل باب إعلامي ممكن، وأن نتواصل مع كل مؤسسة أجنبية، وأن نترجم كل بحث ودراسة ممكنة عن ديننا وثقافتنا وهويتها الحضارية للغات الغربية، لنعلن للعالم من نحن، وليتعرف العالم على مرتكبي الإرهاب الدولي وحماته في المجاميع الدولية بين الأمس واليوم، فهذه مسؤوليتنا الفردية والجماعية، حتى نعيش باستقرار حقيقي نابع من اعتزازنا بذاتنا ومعرفتنا بالآخر وحقوقه وطبيعة تكوينه ومستويات التوجهات والميول لديه.

المستشار د. نزار نبيل أبو منشار الحرباوي

nezar7rbawe1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة