المحفظة الضائعة

تاريخ النشر: 09/08/15 | 9:13

كانت سلمى تبحث عن الطعام في الحاويات القريبة من مساكن أثرياء قريتها ؛ فوجدت محفظة جيب صغيرة، حملتها وأخفتها في كيس صغير و عادت بسرعة إلى بيتها الطيني في تلة بعيدة في القرية.
أعطت سلمى المحفظة لأمها فوجدت فيها رزمة كبيرة من المال و بطاقة هوية الأم و هي تضحك ساخرة : إنها للسيد مقاطع ها ها ها .
ثم قالت : لقد أصبح كل هذا المال لنا.
سلمى : لكننا نعرف صاحبه
الأم : أنسيت كيف طردنا من منزلنا بعد أن مات أبوك مدعيا زورا أن أباك باعه المنزل وقدم للمحكمة أوراقا و مستندات مزورة.
حتى إنه لم يرحمنا ويمهلنا لنجد منزلا آخر.
سلمى : ومع ذلك ، المال ليس لنا.
ألأم : لكنه ظلمنا ،، كما أنه لا يرانا أحد؟
ردت سلمى بدهشة : إن كان الناس لا يروننا فأين الله ؟ فأين الله ؟
قامت الأم وقالت هيا بنا ولم تقل كلمة أخرى
وصلت الأم وأبنتها إلى منزل السيد مقاطع و قدمتا له المحفظة..
استغرب السيد مقاطع موقف الأم المظلومة فقالت له : لا تستغرب اسأل سلمى سوف تخبرك وتقول : فأين الله ؟؟؟ فأين الله ؟؟؟
و عادت الأم و ابنتها إلى بيتهما الطيني القديم..
في اليوم التالي قرع السيد مقاطع باب المرأة وقال لها اذهبي إلى بيتك الأول هذه ورقة تثبث أن البيت الذي أخذته منكم هو لكم.. واعترف لهما بأنه زور المستندات و ظلمها وأولادها اليتامى و صار يرجوها أن تسامحه..
استغرب أهل القرية هذا التحول الذي طرأ على حياة السيد مقاطع فقد تغيرت أحواله وصار يساعد الفقراء وأعاد كل الأموال التي جمعها بالغش إلى أصحابها .
وكان الناس يسألونه عن السبب الذي غيَّره فيقول :
– فأين الله ؟؟؟ فأين الله ؟؟؟

03

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة