علمي ولدك اتباع القواعد!

تاريخ النشر: 23/12/14 | 0:02

من منكن لا تعشق ابنها؟ من منكن لا ترغب في إظهار ذلك له؟ ولربما العقاب الأكبر الذي قد يفرض عليه هو الشعور بأن والديه لا يحبانه. أنت تحبينه وغريزتك تشدك بعيداً عن كل ما قد يظهر له عكس هذا الشعور وبالتالي يصعب عليك أن تفرضي عليه الحدود والقواعد وأن تطبقيها.

عندما ترفضين له طلباً أو لا تنصاعين لرغباته يعتريك شعور بالذنب وبأنك قاسية القلب وبأنك تجرحين مشاعره عن قصد وبأنك ستكونين المذنبة طيلة حياتك. أليس هذا ما تشعرين به؟ أنت على خطأ!

لا بد من فرض الحدود على ولدك حتى وإن شعرت بأن ذلك سيجرح مشاعره. كم من مرة تسمعين العبارات التالية: “هل أستطيع الحصول على المزيد من السكاكر؟” و”هل بإمكاني مشاهدة التلفاز لخمس دقائق إضافية؟” و”هل بإمكاني أن أعود إلى المنزل بعد منتصف الليل؟”…وعندما تلفظين كلمة “كلا” يكون الرد دائماً: “أنت لا تفهمينني، أنت لا تحبينني” وهنا تشعرين برغبة في البكاء ويتآكلك الذنب. هذه الأسباب التي تدفع بالكثير من الآباء والأمهات إلى التناوب على لعب دور الشرطي الجيد والشرطي السيئ. فيصبح أحدهما العدو ليتسنى للطرف الآخر أن يبقى مصدر الحب غير المشروط.

تذكري دائماً أن القواعد ليست سيئة وإياك أن تشعري بالذنب عندما تطبقينها فمن خلالها تعلمين طفلك الدرس الأهم في الحياة: تترتب عواقب معينة على كل أعمالنا سواء اتبع الإنسان هذه العواقب أم لم يتبعها. من منا لا يخرق القواعد من وقت لآخر؟ وقد يكون ذلك ضرورياً في بعض الأحيان. ولكنك قادرة على تحمل مسؤولية أفعالك كونك تدركين عواقبها. وفي المقابل عندما تمتنعين عن معاقبة طفلك تكونين قد سلبته درساً مهماً في المسؤولية. ليس عليك أن تكوني قاسية جداً وإياك واللجوء إلى العنف. لا تشعري بالذنب فأنت تطبقين القواعد ولكن انتبهي فهناك قواعد معينة لتطبيق هذه القواعد.

بهدف تسهيل حياتك، لا بد من أن تكون القواعد التي تفرضينها واضحة وعادلة وصريحة. لا تفاجئي ولدك بقاعدة جديدة كل يوم ولا تعدلي القواعد المفروضة مسبقاً لئلا تخسري سلطتك. احرصي على أن تكون القواعد التي تفرضينها واقعية. على سبيل المثال، من الضروري أن ينظف ابنك غرفته كل يوم ولكن ليس بالضرورة أن تكون لامعة نظيفة كما أن الخلود إلى النوم باكراً أمر صحي ولكن هذا لا يعني أن ينام عند الساعة السادسة!

وبمجرد أن تصبحي واثقة من القواعد التي تفرضينها أحرصي على توضيحها لطفلك عندما يقتضي الأمر. لا بد من أن يدرك ولدك مثلاً الأسباب التي تجعل الخلود إلى النوم باكراً أمرًا ضروريًا ولكن انتبهي إلى أن التوضيح لولد في الرابعة من عمره أو لولد في العاشرة من عمره يختلف كل الاختلاف. كل ما عليك فعله هو توضيح القواعد: “عليك أن تنهي واجباتك المنزلية قبل أن تبدأ اللعب ليكون لديك وقت كاف لذلك”. وعندما تحددين القواعد عليك توضيحها مرة واحدة فقط، لا تكرري نفسك وإياك أن تبرري نفسك: “ليس ذلك خطئي ولكنك تعرف أن والدك يغضب عندما…”.

لا بد من أن يتشارك كلا الوالدين وجهة النظر نفسها عند اتخاذ أي قرار ولعل أكبر الأخطاء هي أن ينحاز أحد الوالدين إلى صف الطفل فعندها يبدأ هذا الأخير باستغلال هذا الانقسام للحصول على مراده. كما يؤدي هذا الانقسام إلى مشاكل بين الزوجين.

ولننتقل الآن إلى النقطة الأهم: عندما يبدأ الأطفال جدلاً لا ينتهي حول القواعد! عندها تنهال عليك العبارات التالية: “هذا ليس عدلاً! يسمح والديّ صديقي له بتناول الشوكولا قبل الغداء كما يسمحان له بالسهر حتى الساعة العاشرة”… مهمة الأولاد إيجاد ثغرات في القواعد التي تفرضينها وبالتالي لا بد من أن تكوني على ثقة تامة بهذه القواعد وبأنها واقعية. وكونك تمنعين كل جدال حولها، ينشأ لديك شعور بالرغبة في الرد، غير أن ردك سيقودك إلى جدال لا ينتهي في محاولة منه لجعلك تغيرين رأيك على الرغم من أنك على ثقة أنك عادلة. مجرد قبولك بخوض هذا الجدال مع أولادك يعني أنك قد تغيرين رأيك مما سيدفعهم إلى التمادي أكثر فأكثر . إن إنهاء الجدال بعد التوضيح والتفسير حق لك وواجب عليك بصفتك أمهم.

تجدر الإشارة إلى أن بعض القواعد تتغير مع الوقت كموعد النوم وموعد العودة إلى المنزل ليلاً مع نموّ ولدك. كوني واقعية فيما تمارسين دورك كوليّة أمر. القواعد المرتبطة باحترام الآخرين لا تتغير أبداً كونها درس مهم يلي دروس تعلم المسؤولية!

تعلّم احترام الآخرين بغض النظر عن عمرهم عنصر أساسي ليصبح الفرد إنساناً محترماً تذكري ذلك في كل مرة تشعرين بالرغبة في اختيار طريق الاستسلام كونه الأسهل! فرض القواعد صعب أحياناً غير أن هذه القواعد كفيلة بإحداث نتائج رائعة ترتعي القيم الإنسانية!

02

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة