خواطر حول الانتخابات وما بعدها

تاريخ النشر: 16/12/14 | 22:40

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في آذار القادم وبسبب الحراك الدائر حاليا حول “الوحدة” بين القوائم العربية، وآخذا بالحسبان ما تكشف عن عمل وفاعلية لجنة المتابعة وغيرها من مؤسساتنا الجماهيرية والانتقادات حولها، اورد فيما يلي بعض الآراء والافكار للنقاش الحر.

أولا، لعل اخطر ما في سياسة الإقصاء التي انتهجتها حكومات اسرائيل المتعاقبة منذ قيامها وحتى يومنا هذا تجاه الجماهير العربية وممثليها هو استثناؤهم من المناصب الوزارية وادارات الوزارات العامة. ما قد يفعله وزير منصف ونشيط او مدير عام، مدعوم جماهيريا، تجاهنا يفوق بآلاف المرات ما قد “يستجديه” احدهم من هذا الوزير او ذاك. فقط عن طريق المشاركة الفعالة في عملية اتخاذ القرار نستطيع ان نكون مؤثرين بشكل ذي معنى على نوعية القرارات، كما وكيفا.

ثانيا، وبغض النظر عن عدد اعضاء الكنيست العرب الذين سيتم انتخابهم وتوزيعهم على الاحزاب المختلفة، كان ذلك ضمن قائمة واحدة مشتركة ام غير ذلك، من الضروري اقامة الاجسام الجماهيرية المختلفة وتفعيلها، وعلى رأسها لجنة المتابعة. ولعل افضل خطوة يمكن للجنة المتابعة ان تتخذها، هذا اذا ارادت ان تتابع قضايانا، هي اقامة “حكومة ظل” للحكومة الجديدة. ولكل وزير ظل يعين، يجب اقامة فريق عمل مهني من المختصين في كافة نشاطات وزارته. بهذه الطريقة يمكن التعمق بميزانية كل الوزارات والتعرف على كافة فروعها وبنودها، النشر عنها ودفع الاجسام والمؤسسات الجماهيرية الى تقديم الطلبات للحصول على الميزانيات. أما ونحن نكتفي منذ عقود بالاعتراض العام، الصادق، بسبب الاجحاف اللاحق بنا، فهذا لم يعد كافيا

ثالثا، السياسة هي لعبة مصالح وهدفها تحقيق مصالح الجماهير او فئات معينة منها. مثل هذه المصالح لا تنقصنا خاصة بسبب التمييز العنصري ضدنا خلال عقود كثيرة.
المشكلة على قسمين:
1. من ناحية الاكثرية عملية اقصاء واعية ومبرمجة، ومن حين لآخر، يمنون علينا ب “وزير” مطيع بهذا القدر او ذاك، لاسكاتنا او ببعض الوعود حول حل هذه او تلك من المشاكل والقضايا.
2. من ناحيتنا نحن، الكثير منا يخيل له بأن الكنيست هي منبر للطروحات الفكرية او ساحة للتظاهر. سجال كلامي لا يقدم اي مشروع ولا يحل اية مشكلة. حتى سن القوانين لم يعد كافيا في السنين الاخيرة ومن لا يصدق فليسأل “شبان وزارة المالية – נערי האוצר).

اذا اردنا تغيير الوضع علينا ان نشارك في “اللعبة” واذا كانت اللعبة هي الشطرنج فلنلعبها على اصولها ولا نكتفي بلعب الدامة بنفس القطع.
بقلم :د.حسام مصالحة

‫2 تعليقات

  1. يا حضرة الذكتور المبجل الم تكن انت حتى فترة وجيزه قسم من هذه اللعبه اذكر جيدا التهاني لك على صفحات بقجه الكريمة انك عينت نائب العالم الرئيسي لوزارة العلوم مذا حصل انت تهاجم الحكومه اليوم؟ ليس شخصيا لكن نتمنا ان تطلعنا على تجربتك

  2. تحياتي لك اخ شايف وعارف.
    ما اكتبه هو ناتج عن تجربتي وادراكي لمقتضيات المرحلة. اين التهجم على الحكومة في اقوالي؟ هل الادعاء بالتفرقة العنصرية المنتهجة ضدنا ادعاء؟! حتى المؤسسة منذ عقدين من الزمن واكثر تعترف بهذا. اساسا كان دخولي بسلك خدمات الدولة ومعي المئات من الاكاديميين العرب جزء من “تصحيح” هذا الغبن، وما استنتجته خلال سنوات عملي ان هذا غير كافي، وانه يجب المشاركة في عملية اتخاذ القرارات. فهل انت موافق ام معارض لما ذكر؟ او ما هو موقفك انت مما طرح اعلاه؟ او ما هي انتقاداتك للافكار، وليس لصاحبها. دمت بخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة