إهداء إلى مُجْتمعٍ إحْتَلَّتهُ براثِنُ الظُلم

تاريخ النشر: 07/08/12 | 11:55

ذَاكِرَةٌ مِلؤها اليَاسَمِين !

كانَتْ تَذْوي خِصَال أُنوثَتها معه يأخذ بَعْضها يَنْتِفها, يَقْطِفها, يلقِيها في نَافِية ذِكرَياتِه وَيَحْرِقها

وكانت بِدَورها تَشْرَب من كُحْلِ عَيْنيه ظَمَأ السِنين فلا ذائِقَة للحُبِّ والحَنِين !

لقَدْ كَفَرت بِعَاداتِه الغَريبةِ ونَفرتْ مِنها بشَكلٍ غَريب !

انطواءاتة اللامُتناهِية, انْكِمَاشاتِه الذَاتِيّة, تَشَرذم أفكارِه ومَشاعِره حِيالها تارَةً يَتَقلبُ نَحْو اليَمين

وتَارةً أخرى يَتَقلبُ نَحْو الشمال ..

كُلّ ما عَرَفتهُ في تِلكَ السِنين الماضيّة أنّها ضَحِيّة مُجتَمعٍ يُنْكِر حقَ المَرأةِ ولا يُنصِفها

, امرأةٌ في رَيعان شَبابِها يَتَوجبُ عليها أن تأخذَ دور الرجل في البَيتِ وخارِجه

وأنّ تَحْمي نَفسها من غَطْرسةِ مُجتمعٍ أرعَن .

كانَتْ تَشعر بتِلكَ الحُمى الشَبيهة بِحُمى الأبيض المُتَوسطِ تَركن في شَرايين قَلبه وَرُوحه

, إصَابَةٌ مَرضيّة, نفسِيّة شَديدةُ الخُطورَة أعراضُها قاتِلة للرُوح والجَسَد .

أرادت بكلّ ما تَملكُ من قوةٍ دحضَ لهيبِ الحُزن القاطنِ في عُروقِها فكانتْ الدُموع مِرْسَاة ألمها

وطَوْق نَجَاتِها من جَزعها الّذي لا يموت وكانتْ المَرفأ الّذي تَسْتَرِيح فيه مَرْكَبات روحِها وَذاتها.

لقد أضْحَتْ شَمسها الهَزِيلة في أروِقَة الحياة وباتَتْ تَتَساقَط وَتَذْوي مع دَقائِقِ الغُروب

, مع عَقارِبِ بُعده المُتَسمِرة فوقَ جُدرانِ قَلبِها ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة