بيت مهدد بالهدم…

تاريخ النشر: 30/01/11 | 8:57

لا تهدموه ..فاني أتحطم..

بالله عليكم ..فلي به ذكريات..

تشهد الماضي ..من ماسي وأنات…

فأيدي الوالدين مستا كل حبة رمل …

وكل حجر ..

أتستكثرون علينا تذكارا..

قدسته أيديهما ..وغابا عن العيون؟؟..

لكن ذكراهم راسية ..

فبهذه الغرفة ..اجتمعنا تسعة ..

بضوء شمعة ..

حول أمنا ..

تحكي سفر ماضيها ..

يقطر اللؤلؤ من فيها ..

تحكي أقصوصة جميلة ..

وتبدأ بابتسامة كليلة : …

كنت صابرة ..

حامدة لله شاكرة ..

وربيتكم من رموش العيون ..

وقاسيت من شظف العيش والهون ..

ورضيت بالذل حتى تحيون ..

وتتخذون للعلى سبيلا ..

وترقون درجات العلم والنور …

دون تعثر ..

ولتحيوا مكرمين ..

وتوغلت في غياهب سجن الحياة ..

حتى تنطلقوا ..

تغردون أناشيد الحرية ..

بلا قيود..

وتحلقون بسماء الحب ..

بأجنحة ندية ..

لا تهدموه..

فبهذه الغرفة جلسنا مع أمنا ..

آخر جلسة ..

وبتلك الشرفة نمت بأحضانها ..

ليلة صيف بضوء القمر ..

وطاب النوم وطاب السمر ..

لا تهدموه ..فكل شبر مسته أناملها ..

وتركت عليه للأبد بصماتها ..

كيف تهدموا بيت العز والجاه ؟؟..

فيا من تنادي بهدمه :..

بتلك الغرفة أحيت الليل بطوله ..

بتضرعات لله ..

تهدهدك لتنعم بالراحة ..

وليكحل النعاس عينيك ..

لا تهدموه فهناك روحها باقية ..

مهما تغير فذكراها راسية ..

خزانة ملابسها ذكريات ..

ارض البيت ذكريات ..

تستصرخنا بالبقاء لأجل ام راحلة ..

احترقت لتنير لك الدرب ..

ونهلت من كاس الصبر والكرب ..

تجرعتها راضية ..لتحيا مكرم ..

تذود عنك لتكون منعم ..

بذاك الركن ..تعاهدنا على الوفاء والأمان ..

لكننا نسينا غدر الزمان ..

أخي ..

أيهون عليك تعب امي ..

لتذروه مع الرياح ؟؟..

وقد أدمت راحتي يديها الجراح..

وحملت براحتيها كل ذرة رمل ..

أسسته قانعة ..بكل امل ..

ومزيج البناء من دمعها اكتحل ..

من دمعها بنت شجر ..

وتفجر حجر ..

ومن دمعها ..

لان من قلبه جلمود..

وأطاح بفرحة المعهود ..

وتفتت كحبات الرمال ..

من دمعها ارتوت نفوس جائرة ..

ورفت ورود وزهور زاهرة ..

فالدمع والزهر لا يستويان ..

كل شيء ببيتك يحمل اسمك ..

وينطق :..

لا لن ننصاع للأوامر ..

سنبقى بقدرة القادر ..

لن ننهزم ..

سنصمد بوجه الهادمين ..

ونردهم خاسرين نادمين ..

سنبقى تذكارا لاثني عشر ..

ونبراسا لدستور الصبر ..

سنبقى تذكارا ناطقا ..

وناقوسا دافقا ..

لا لن ننهدم …

سنشل الهادمين ..

ونردهم نادمين ..

سنبقى محجا لقلوب دامية ..

ومرجعا لمشاعر حانية ..

وتذكارا ناطقا ..

لوالدين شهيدين ..استشهدا في معركة الحياة ..

فدونا في قائمة الأبطال ..

في معركة بلا شهداء ..

لم يمت احد وفقط ..

هما الاثنان ..

سافرا في سفر طويل ..بلا نهاية ..

في سكة مضطربة بلا عناية ..

بلا محطة بلا قيادة ..

بلا موعد وصول ..

مضيا ..

وتركا شعلة الشوق ..

تتعالى لعنان السماء كطوق..

فلا دواء يطفئها ولا ماء ..

تركاني أتخبط في بئر مظلمة ..

باحثة عن مخرج عن للالم ..

عن نور بلسم …

فلا هذا ولا ذاك وجدت ..

الا سرابا وقاعا صفصفا …

يحسبه الظمآن ماء ..

وصدى يردد النداء ..

فلا مجيب ولا داع ..

وبقيت اردد مع الصدى

دعوني في بيت أمي ..

عسى طيفها يهل ..

فاني صامدة لا أكل ..

انتظر طيفها البديع ..

يداعب خيالي ..

فدعوني ..فاني لا أكل ..

اخذت على نفسي عهدا ..

ان لا ادخل حتى تاذني ..

وان لا انظر لمخدعك الامين ..

غرفتك الحبيبة سر غامض..

بها صورتك كبريق وامض ..

تخطف ابصار الداخلين ..

وتردهم على اعقابهم مدحورين..

وتوحي لكل منهم امرا ..

بان هلموا طوعا او قسرا ..

فحول صورتي سرا

“البيت صامد”

لا تنصاع للأوامر ..

فقد اخذت عليك عهدا ..

ان تبقى صامدا ..

بوجه الهادمين ..

شلت يد تمتد اليك ..

فانت البيت الذي ..اليه نهجع ..

حين يعصرنا الشوق ..

هنا مكان ابي ..وهنا مكان امي ..

وهناك كم جلسنا كلنا حول الموقد ..

وكم من ذكرى وذكرى ابدية ..

وكم من شيء ينطق بقصة شجية ..

يفوح برائحة واثر ام وفية ..

رعتك بحنان ..بايديها الندية ..

كانت كسد حصين ..

كانت محجا لاثني عشر ..

ورمزا للصمود ..ورمزا للسهر ..

وأقصوصة جميلة ..خطها الدهر ..

فمال عليها وتمت مشيئة القدر ..

تخطفها مفرق الاحباب والولد ..

وبقينا نسير خبط عشواء ..بلا أمل ..

حيارى وظمأى لحنان أفل ..

أفل بلا اياب ..

وبقينا نبحث عن الفردوس المفقود ..

ننقش الذكرى ونجدد العهود ..

في حياة مريرة بلا خلود..

بلا طعم ..بلا امل ..

والشوق يقتلني ..

لله ..كم مرة اموت ..واحيا مع الشوق ..؟؟..

اماه ..تخطفك الردى ..

ارددها بلا انقطاع ..

ويرددها الصدى..

تبقى بلا مجيب تنتظر ..

صوت امي الرءوم ..

اماه ..اوتدرين ما بي من لوعة الفراق ..

من تمزق فؤاد وفرط اشتياق ..

انتظرت ونفذ صبري لرؤياك ..

تحت شجرة التين انتظرتك ..

مكان جلوسك المفضل ..

هناك كم جلسنا وكم تسامرنا ..

وكم حفظت من قولك وتعانقنا ..

وكم طعمت من طعامك وتصافينا ..

وكم وكم تساءلنا ..اين المصير ؟؟..

اين كل هذا الكون يسير ؟؟..

اين محطة قافلة الزمان ؟؟..

وهل لهذا العذاب من آخر ؟؟..

لا فهذا الم من نوعه فريد..

يجري بالجسم كدم الوريد..

فيضفي على الوجه الوجوم والشرود..

مستصرخا ..اين اهل النخوة والجود..؟؟..

ما من انيس ..ما من مواس ..

الشارب من الهم كاس ؟؟..

متجرع له مطاطا الراس..

لا نصيحة خل ولا دواء آس..

‫8 تعليقات

  1. يا له من وصف جميل كلمات مميزة رائعة
    كل كلمة يا خالتي تذكرني بذاك المكان الدافيء اشعر به لاني عشته معك
    ذاك البيت الذي غرس فينا القيم والاخلاص وترك لنا الذكرى الجميلة
    لكن لا تحزني فهذه هي الحياة اما اذا كان هذا يفرج همك ويطفيء من شوقك فاكتبي وابدعي وكلنا لك اذان صاغية

  2. شعر صادق لمشاعرنا جميعا لذكرى الاحباء الذين رحلوا عن مسرح

    الحياة…هم اهل الوفاء ممثلين عمالقة..اناروا الدروب بارواحهم لنا

    ذابت اجسامهم بالعمل الدؤوب..هم ذكرى فاضلة حميدة ونبراسا للصبر

    والمحبة.والينابيع الجياشة للاخلاق والسلوكيات الحميدة..

    سلمت اناملك يا شاعرتي الكريمة..اتمنى لك الحياة العريضة من

    خلالها تسجلين لنا بتاريخ ادبنا سطور شاعرية من الذهب العتيق.

  3. كلمات ولدت حيّة تذرف دمعاً تنبض حزناً ألماً ودماً , أرجو من الله العلي القدير أن تصل لكل حامل فأسٍ حاول ويحاول أن يهدم بيتاً أو كوخاً لنا فيه ذكرى جميلة .
    ولكن إن كان له قلب كالصّخر الأصم ,إن قال الظّروف تجبرني أن أهدم , لن أعاديه سأبتسم في وجهه وأدعو له . فذكراه هناك مع من أحببتهم عندي لا زالت جميلة ,وأقول له ولهم :
    {سأغمض عيني على ذكرياتي.. وأحيا بها فهي كل حياتي}

  4. الله مع الصابرين يا خالتي فاطمه اما انشالله مدامني عايش بهلدنيا رح تظلها دار سيدي (سيدي مصطفي وستي رتيبه) رحمهم الله برحمتو وانشالله رح اوقف لكل واحد بدو يهد الدار ولونو جيش وبشكرك على الشعر الحنون الصادق بجد اللي بعرف قيمت الام ما بتنوصف والله انو دمعتي نزلة وانا اقرا بسس الله مع الصابرين

  5. سلمت يداكي يا ام مراد ويرحم والديكي وادام اللة عليك الصحة والعافية لكي تبقي لنا شاعرة قوية ومبدعة كلما اقرا هدة القصائد اشعر بلشوق والحتراق لفقدان والدتي ولاكن انتي تقولين ما يجب ان يقال اشكركي

  6. اختنا الغالية فاطمة!
    يحق لك ان تبكي اطلال بيت قضيت فيه اجمل ايامك, تحت سقف جمع تحته تسعة اخوات ، واب وام رحيمين ، حري بك ان تبكي بيتا لنا فيه ذكريات حلوة وما اكثرها….
    ان تبكي بيتا فيه ينطق بأسمك….غرفتك التي كنا نقدسها ونسميها “غرفة فاطمة”
    وطاولة وكرسي خصيصا لفاطمة لتدرس عليها….وما زلت اذكرها، كنت البنت البكر والمدللة لدى والدينا، احببناك واحببننا كل من تسمى باسمك….
    هذا البيت الذي لو كان ينطق لنطق كم قضينا اياما سعيدة، ولم يكن ينغص علينا سوى ان يهبنا الله اخا ذكرا….هل تذكرين حين كنا نجلس القرفصاء في ايام الليالي الماطرة..
    وامنا الحبيبة تطلب منا ان نفتح ايدينا نحو السماء لندعو الله ان يرزقنا الاخ ، لأن الله يستجيب دعوة الاطفال ، خاصة عند هطول المطر…. والحمد لله انه لم يخذلنا، ورزقنا الله بثلاثة اخوة حماهم الله ورعاهم.
    شعرك جميل، اشعل في قلبي الحنين لتلك الايام الجميلة، ولكن الماضي لا ولن يرجع ، ولكن الذكرى ستبقى دائما في مخيلتنا، وستبقي ابدا المثل الاعلى لنا، ولتكن ايامك الحالية اجمل في ظل زوجك واولادك .

  7. لطالما تمنيت واردت ان تكون كفرقرع منبر الادب والشعر … وهاهي تنير بشموعها الصافيه بيوت تعلو اعمدتها الى رقي الادب وجمال الكلمه والابداع. والى الامام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة