دعوة حارة جدا للانضمام للشرطة الإسرائيلية!

تاريخ النشر: 04/12/14 | 14:25

أخبرني صديق عزيز بما يلي:
في إحدى المدارس العربية في منطقة الجنوب، حضر طاقم من رجال الشّرطة وقدموا محاضرة تفاعلية لطلاب الصفوف الثانوية حول موضوع مهم وخطير بل مفصلي، ألا وهو: خطورة إلقاء الحجارة!
خلال المحاضرة حاول رجال الشرطة (غير عرب) استخلاص أكبر كم من المعلومات من الطلاب حول ما يشغل بالهم ويقض مضاجعهم: لماذا يقوم العرب الشريرون المخرّبون الغوغائيون بالفطرة، بإلقاء الحجارة على الشرطة؟
عرضوا على الطلاب مقاطع فيديو تُظهر قيام شباب فلسطينيين بإلقاء حجارة على سيارات تابعة لمستوطنين يهود، وأخرى من المواجهات التي حصلت في كفركنا وتخللها رشق حجارة؛ وسألوا أسئلة تنمّ عن نية خبيثة لجرّ الطلاب والطالبات لقول ما يودون سماعه، وأرادوا إقناعهم أن رشق الحجارة فعلٌ إرهابي ترفضه كل الأمم المتحضّرة (نسوا إحضار مقطع الفيديو الذي يُظهر عملية إعدام الشهيد‫ خير الدين حمدان‬ من ‫‏كفركنا‬ الشّهر الماضي وتكلّموا فقط عن الفعل النبيل الذي يقومون به هم!).
لا تنتهي المشكلة هنا:
خلال المحاضرة قام أحد رجال الشرطة بتسجيل النقاش الذي دار وما قيل من قبل الطلاب بالفيديو! هل تعرفون خطورة هذا؟ هذا شبيه جداً بالعمل الاستخباري الأمني! هذا شبيه بما يفعلونه خلال التحقيق مع كبار المجرمين ورجالات المافيا حين يقومون بتسجيل التحقيق معهم للاستفادة من المعلومات التي يدلون بها لاحقا!
والأنكى من ذلك، أن الأمر تم بعلم لجنة الآباء في المدرسة، بل وقام أحد أعضاء اللجنة بالتكلّم خلال المحاضرة والتشديد على أن “‫إسرائيل‬ دولتنا وهؤلاء رجال شرطتنا وعلينا احترامهم والتعاون معهم”!
والأنكى الأنكى من كل ذلك؟
أن ضابط الشرطة ‫‏الإسرائيلية‬ خاطب الطلاب في النهاية قائلاً: لذلك علينا أن نتعاون لفرض النظام ومكتبنا مفتوح لكم إن كنتم تودون الانضمام لصفوفنا، أو حتى لمجرّد الدردشة معنا إن أحببتم زيارتنا”!
هل هناك أوقح من هذه المباشَرة والدعوة الصريحة لتجنيد الشباب ‫‏الفلسطينيين ‬العرب للانضمام لجهاز الشرطة ‫الصهيونية‬ التي لا تبدع سوى بقمعنا وقتلنا وإعدام شبابنا بدم بارد؟

طيب، وما المطلوب؟
1- المطلوب أن يتم أولاً رفع الوعي بخصوص هذه الظاهرة التي علمنا أنها تكررت في مدارس عدّة ويبدو أن جهاز الأمن الإسرائيلي ينوي توسيع تطبيقها. يسعدني قيامكم بنشر هذه المنشورة ويمكن طبعاً نسخها ونشرها بأسمائكم.
2- المطلوب أن يتنبّه الطلاب والآباء والمعلمون والمدراء الأفاضل، لمخاطر القبول بتمرير مثل هذه الفعاليات في مدارسنا. هل نقبل أن تتحول مدارسنا إلى أفخاخ يتم صيد أبنائنا وبناتنا من خلالها للعمل في الشرطة وهو طريق واضح للعمالة والعمل ضد مصالح مجتمعنا العربي المضطهد؟ أم أن البعض لا زال يتأمل خيراً من الدولة وأجهزتها الأمنية السلطوية؟
3- المطلوب أن يقوم النشطاء والأحزاب والهيئات والجمعيات الأهلية بالعمل على القضاء على هذه الظاهرة بالوسائل القانونية إن أمكن ذلك، وبالتواصل مع المعلمين والمدراء والطلاب لتنبيههم من مغبة القبول بفعاليات كهذه.
مدارسنا بالكاد تصلح للدراسة؛ المناهج التعليمية فيها تعمل على تشويه الهويّة وتزوير التاريخ؛ وتريدون أيضاً أن تجندونا للعمالة الآن؟
كل من يقبل بهذا ويعين عليه ، خائن للوطن والدين والشعب‬‬‬‬‬‬

معاذ خطيب

MouadKhateb‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة