تفاؤل رمضاني بانتعاش اسواق القدس لقربها من الاقصى

تاريخ النشر: 24/07/12 | 10:40

يختلط صوت مقرىء القرآن الكريم المنبعث من دكاكين اسواق القدس القديمة، مع صوت طائر الكنار الحنون، ليدفع المقدسيين الى نوع من التفاؤل بحلول شهر رمضان المبارك واسهامه بانتعاش الحركة التجارية الشرائية في البلدة القديمة بالقدس، في ظل الحصار الخانق والعزل الذي يفرضه الاحتلال على المدينة المقدسة، ومحاولة عزلها عن باقي مدن الضفة الغربية وسائر الاراضي الفلسطينية، ولعل التصاق القدس القديمة بالمسجد الاقصى، وكون ازقتها موصلة اليه، وتكثيف شد الرحال اليه في رمضان لاداء الصلوات يسهم كثيرا بتنشيط اسواق القدس.

في باب العامود التاريخي المدخل الرئيسي للبلدة تنتشر البسطات على جانبي المدخل، بسطات الخضار بجانبها بسطات العاب الاطفال، واصوات الباعة الذين ينادون المارة محفزين اياهم للشراء باسعار غير مسبوقة، وعند المدخل يقابلك المفرق الذي يؤدي احد طرفيه الى سوق خان الزين وطرفه الآخر الى سوق وطريق الواد، تنشط المخابز خاصة صناعة عجائن القطايف التي يكثر الطلب عليها خلال شهر رمضان المبارك، وتتشعب اسواق القدس الساحرة ببنائها العريق وزينتها الرمضانية من اضواء وفوانيس التي اصبحت تقليدا رمضانيا ثابتاً، ومن أشهرها سوق العطارين، حيث تصطف النساء واحياناً الرجال في اكثر من دكان في محلات البهارات، حيث استبدلت راحة العطور في السوق برائحة البهارات الزكية.

ولأن السائح الاجنبي يمر مرور الغرباء من القدس وقد أدخل الى ماكنة غسل الدماغ الاحتلالية، فانه قلما ما يجرأ على شراء أي سلعة من سوق القدس، ولهذا ومع ازدياد حدة الضرائب المفروضة من قبل الاحتلال الاسرائيلي فقد حصل وان اغلقت الكثير من الحوانيت، لكن ومع عودة الحركة بسبب وفود الاعداد الكثيرة من اهل الداخل الفلسطيني للصلاة في المسجد وزيارة القدس عبر “مسيرة البيارق” فقد اعادت هذه الحوانيت فتح ابوباها لكنها اصبحت تبيع الملابس الشرعية ، من جلابيب ومناديل، واخرى تحولت الى مكاتب دينية، وثالثة تحولت الى محلات لبيع العطور الزيتية ، كل ذلك في ظل اقبال عامة الناس على الدين وعودتهم الى النهج المستقيم .

وما لا يمكن نسيانه هي تلك البسطات المتنقلة، الا وهي تلك البسطات الصغيرة التي تعرض من خلالها بعض النسوة من الضفة الغربية، خاصة من منطقة خليل الرحمن، بضاعتها من فواكه، ومن ابرزها العنب، وما ادراك ما الغنب الخليلي؟! ونباتات جبلية كـ ” المرامية” و”النعناع الاصلي” حيث تفوح روائحهما من مكان بعيد، هذه البسطات من النساء الفلسطينيات تعبير عن حالة التحدي والصمود الفلسطيني، يجتمع اليه جو البركات المقدسية في ظلال مسرى الحبيب محمد – صلى الله عليه والسلام- .

محمود ابوعطا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة