أنا وحماري .. والناس ..!

تاريخ النشر: 21/11/14 | 23:00

تقدمت مع حماري كي اركبه, لنخرج معا الى كرم الزيتون ,فلمحته يكشف عن اسنانه الطويلة الصفراء عن ابتسامته, جمع فيها كل الخبث. ! فسألته:
– ماذا تريد ان تقول اليوم.. ايها الحمار الفيلسوف …!!؟
– اتعرف لماذا لم تضع الشرطه يدها على اغلب القتلة…!!؟ قال وهو يوسع المساحة ,التي تظهر فيها ابتسامته الخبيثة.
– قل ايها الحمار الشاطر…!! قلت هازئا.
فقال دون تردد:
– ان افراد الشرطة من صنفنا…صنف الحمير…!!
– وما وجه الشبه بين صنف الحمير, وصنف افراد الشرطة ايها الجحش المتحذلق…!!؟ قلت محاولا استدراجه لاصل الى بعد مراميه.
– ان الشرطة يا سيدي مثلنا-صنف الحمير- ,انها تحاول دائما ان تضع نفسها في مكان مبهم, بين الغباء والصبر, هذا عن نهيقها في وسائل الاعلام…!!
– ولكن ما مصلحتهم, في جعل كل هذه الجرائم مجهولة, في غياهب الغباء والخبث…!!؟سالته وقد بدأ كلامه يلقي حيزا في اسماعي.
– احيانا –يا سيدي- اقف حائرا مستغربا ,امام انتظاركم للشرطة كي تصل الى الحقيقة. واتساءل مَن مِن صنفانا, يستحق ان يوضع في خانة الحمير…!!؟

فتراجعت عن ركبه, وهربت من امامه خائفا, ان يركبني فتعتقلني الشرطة ,خالفا للاداب العامة…!!
ولكن بقي سؤاله” يطاردني…”ما مصلحة الشرطة في عدم الكشف عن مرتكبي الجرائم..!!؟

اعطوا الحمير سلاحا …وانتظروا…!!
وضعت امام حماري عليقه اليومي, وقبل ان اخرج من بيته, نظرت باتجاهه فوجدته ,رافعا رأسه الى اعلى ولا يغيب في عليقة بشراهه كما يفعل كل يوم فبادرته بالسؤال:
– لماذا لا تعب في طعامك …الست جائعا…!!؟
– لا…لا… لا اريد طعاما…!! قال وهو يشهق كانه ينتحب…!!
– ماذا تريد غير الطعام والشراب, ايها الحمار المتفلسف…!!؟ سألته هازئا…
– اريد سلاحا…!!
– سلاح..!!؟ ايه سلاحا هذا الذي تريده…!!؟ قالت مقاطعا, والغصب بدأ يقبض على “خناقي” ..الا يكفيك نهيقك المنكر, الذي يبعد عنك كل المخلوقات…!؟
– اريد سلاحا حقيقيا… لادافع عنك وعن نفسي…!! قال محاولا استمالتي.
– لتدافع عني…!!؟ انت لست حمارا فقط .. بل حمارا مجنونا…!!
– الا ترى –يا سيدي- ان السلاح ,أصبح لغة التفاهم بين الناس في بلدنا !! ؟قال محاولا اقناعي.
– ولكن انت ايها الجاهل والغبي, هل بمقدورك الدفاع عني وعنك بالسلاح…!!؟
– نعم -يا سيد- الا ترى ان حياة الناس, اصبحت لا قيمة لها, واصبح السلاح سيد الموقف…!!؟
-واسلحة الدين ,والمحبة والتعايش, وابناء شعب واحد و…
– كلها اصبحت “يا صاحبي” اسلحة لا قيمة لها في مجتمعنا…!!

انا عجزت عن الرد على هذا الحمار اللعين … فهل فيكم احدٌ يرد عليه… ويدافع عن جنسنا…!!؟

لماذا لا يكون حمارنا رئيسا
جاءني حماري امس رافعا اذنيه, ورقبته تشرئب الى الاعلى, وقال دون “أحم ولا دستور”:
– عزمت على ترشيح نفسي للبلدي…!
– مرة واحدة …!!؟ للبلدية…!!؟
فقال وعلامات التحدي, تنطلق من كل عضو في جسمه:
– من الذي يعجبك في هذا …!!؟
فقلت مستهترا:
– صحيح انك من صنف الحمير…والحمار سيبقى حمارا ولو بين الناس ربي…!!
فقال والغضب يتطاير من رجليه:
– ما الذي يجعل هؤلاء الذي يترشحون للبلدية, افضل مني-ايها الرجل- الست مثلهم اعمل واكل واشرب…!!؟
– ولكنهم يفكرون… لهم عقل في رؤوسهم …!! قاطعته.. وقد اختلط غضبي بالقهر والملل…
– لو كانوا يفكرون, لما بقيت حالنا في بلدتنا ,على هذه الحالة من التأخر والفوضى … قال كأنه وجد حجة دامغة يرد علي فيها…
– وهل جنسك الحمير سيصلحون الحالة!!؟ انصحك ان تعرف حجمك وقدرتك …!! وقلت وقد بدأت اعصابي تنفجر في عروقي.
فأجاب وكأن الكلام اصبح طيعا للسانه:
– نعم.. لو اعطيتهم القيادة لجنسنا, لما اهدروا مال الجمهور… ولطبقوا المساواة والسلام بين الناس و…و….

فهربت من وجهه مهزوما…!! لقد سحب ابناء جنسي البساط من تحت اقدامنا ,فطمع بنا القاصي والداني… وان كان لا بد من الهزيمة فلتكن للحمير…!! لانها اكثر مخلوقات الارض صبرا, على ما نقترفه من آثام !!

بقلم : يوسف جمال – عرعرة

jmal-yosf2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة