لماذا تخشى السلطة الفلسطينية المظاهرات السلمية الداعمة للأقصى والقدس

تاريخ النشر: 19/10/14 | 20:38

استنكر النائب الشيخ إبراهيم صرصور رئيس القائمة العربية الموحدة/الحركة الاسلامية، استمرار السلطة الفلسطينية بحملة الاعتقالات لنشطاء فلسطينيين وخصوصا من التيار الاسلامي، وكذا اعتداءات الأجهزة الأمنية الفلسطينية الهمجية على الوقفات السلمية التي نظمتها أوساط واسعة من ابناء وبنات الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة في الفترة الماضية وأخرها أمس الجمعة، تنديدا بممارسات اسرائيل واعتداءاتها المستمرة على الأقصى المبارك ومدينة القدس، والتي تأتي متزامنة مع العدوان الاسرائيلي غير المسبوق على فلسطين وطنا وشعبا ومقدسات، معتبرا هذه:” الوحشية في التعامل مع الحق الدستوري في التظاهر السلمي أكبر دليل على أن مِلَّةَ الاستبداد واحدة سواء في القاهرة أو رام الله أو الرياض أو دمشق أو أبو ظبي وغيرها من العواصم العربية، لكنه في فلسطين أشد وأنكى لأن من المفروض أن يكون الشعب الفلسطيني الذي ما يزال يخوض كفاحا وطنيا لتحرير أرضه ومقدساته، أكثر الناس حرصا على الحريات بكل أشكالها، وعلى الوحدة الوطنية بكل صورها، ورفض كل أشكال العنف السلطوي ضد ابناء الشعب وحقه في التعبير عن رأيه في مختلف القضايا بطريقة سلمية.
وقال:” ما الذي تخشاه سلطة رام الله من تنظيم الشعب الفلسطيني مظاهرات سلمية دعما للأقصى المبارك والقدس الشريف، أو التعبير عن رفض المفاوضات العبثية أو الدعوة الى الالتزام بالثوابت الدينية والوطنية او رفض الانقلابات العسكرية أو دعم المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي الغاصب، والتي تعني كلها احترام إرادة الشعب في تحديد اتجاه بوصلة نضاله الوطني وعلى جميع المستويات، وضرورة احتضان الحكومات لهذا الحق ورعايته على اعتباره جوهر الديموقراطية وعنوان حرية الممارسة السياسية بأروع صورها.
وأضاف:” أليس من حق الشعب الفلسطيني أن يعبر عن رأيه فيما يجري من أحداث لها أكبر الأثر على القضية الفلسطينية حاضرا ومستقبلا ؟ أوليس من حقه أن يرفض موقف رئيس السلطة الفلسطينية ( ابو مازن ) الذي عبر عنه في اكثر من لقاء مع الاعلام المصري الانقلابي بالذات، والتحامه شبه الكامل مع خطاب المجرم السيسي في اجتماع الدول المانحة مؤخرا في القاهرة والذي اعتبرته اوساط كثيرة بانه نسخة طبق الاصل لخطاب السيسي، وانسجامه التام معه حتى في اكثر التفاصيل حساسية كمستقبل المقاومة ومحاربة الارهاب.. الخ.. والذي يعني تعريض المصالح القومية والوطنية الفلسطينية للخطر، وعلى رأسها القدس الشريف والاقصى المبارك ؟ كيف تفهم سلطة المقاطعة في رام الله الحق الأساس في التعبير عن الرأي، وحرية التنظيم والحق في التظاهر السلمي ؟؟ ولماذا اختارت أن تتعامل مع هذه الحقوق بهذه الوحشية التي عرفناها عن الاحتلال الإسرائيلي في انقضاضه على مظاهرات الشعب الفلسطيني المطالبة بالحرية والاستقلال، في أكثر من موقع على الأرض الفلسطينية المحتلة؟
وأكد الشيخ صرصور على انه:” من واجب ( السلطة المحلية الفلسطينية !! ) في مقاطعة رام الله أن تفهم أنها لن تنجح في إخضاع الشعب الفلسطيني الذي لم يرهبه احتلال إسرائيل الغاشم ولا وحشيته ودمويته، وعليه فلن تنجح كل إجراءات هذه السلطة المسكينة في إرهابه حتى لو استعملت من الوسائل مع يفوق وسائل الاحتلال الإسرائيلي. شعبنا الفلسطيني شب عن الطوق وعرف طريقه نحو الحرية الحقيقية التي لم تعد تمثلها توجهات رام الله السياسية ولا ممارساتها القمعية ولا في انحيازها غير العقلاني وغير الوطني لأنظمة القمع والاستبداد والانقلاب وتنسيقها الكامل ( والمقدس !!! ) مع الاحتلال، إلا إذا كانت نسخة مشوهة لهذه الأنظمة، وهذا ما أرجو – مع الأمل الضعيف – ألا يكون صحيحا. أنا واثق كل الثقة ان ارادة الشعب الفلسطيني وارادة شعوبنا العربية ستنتصر في النهاية، وعندها سيأتي حساب كل من تواطأ مع الإجرام والجريمة في فلسطين وفي الوطن العربي.. هذه طبيعة الأشياء، فما قدر الله سبحانه للأحداث أن تجري في شرقنا العربي والاسلامي كما جرت، إلا ليميز الله الخبيث من الطيب، وحتى يتم بناء المرحلة القادمة على ( نظيف )، بما في ذلك فلسطين، إلا أن تعاود سلطة رام الله حساباتها من جديد، فتصحح ما اعوج من سياساتها داخليا وخارجيا، لعل ذلك يشفع لها عند شعبها وعند شعوب العالم العربي المتعطشة إلى الحرية والكارهة لكل أنواع القمع والدكتاتورية.
وخلص إلى أن:” قضايا الشعب الفلسطيني الكبرى التي انفردت بها إسرائيل: القدس والأقصى، الاستيطان، الاعتقال، التضييق ومصادرة الأراضي، التهجير، وغيرها، كلها ملفات لن يحلها إرهاب الأجهزة الأمنية الفلسطينية ولا استمرار ممارساتها القمعية ضد معارضيها من مختلف الأحزاب حيث شبه الإجماع الفصائلي على رفض نهج السلطة وعلى جميع المستويات، وإنما ينفع معها أن تكون سلطة المقاطعة مع شعبها ومع خياراته، مع الحرية والديموقراطية وضد الاستبداد مهما كلفها ذلك من ثمن، وهو أرخص بكثير من انحيازها لأساليب أنظمة الاستبداد والدكتاتورية والانقلابات الدموية في العالم العربي، وفي عودتها إلى شعبها والعمل على تحقيق الوحدة الوطنية بعيدا عن وساوس إسرائيل وأمريكا ومن حالفهما من دول الخليج المجرمة وخصوصا السعودية والإمارات.

بقلم: النائب الشيخ إبراهيم صرصور

480-35000ibraheem-sarsooor-20142

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة