كلم اللسان اشد ألم من كلم السنان

تاريخ النشر: 02/01/11 | 21:56

كان هناك ولد يصعب ارضاؤه, دائم التعصب والزمجرة غضبا , ومن اقل سبب , كان يملأ الدنيا صياحا وصراخا بالقبيح من الكلام اذا ما اغضبه احد ما. فاذا بأحد الايام , وقد عقد الاب الحكيم العزم على ان يعطي ابنه درسا فى الاخلاق , أعطاه والده كيسا مليئا بالمسامير وقال له : “قم بطرق مسمار واحد في سور الحديقة في كل مرة تفقد فيها أعصابك أو تختلف مع أي شخص”.

في اليوم الأول قام الولد بطرق 37 مسمارا في سور الحديقة , وفي الأسبوع التالي تعلم الولد كيف يتحكم في نفسه وكان عدد المسامير التي توضع يوميا ينخفض…..

أكتشف الولد أنه تعلم بسهوله كيف يتحكم في نفسه , أسهل من الطرق على سور الحديقة.

في النهاية أتى اليوم الذي لم يطرق فيه الولد أي مسمار في سور الحديقة. عندها ذهب ليخبر والده أنه لم يعد بحاجة الى أن يطرق أي مسمار.

قال له والده: “الآن قم بخلع مسمار واحد عن كل يوم يمر بك دون أن تفقد أعصابك”.

مرت عدة أيام , وأخيرا تمكن الولد من إبلاغ والده أنه قد قام بخلع كل المسامير من السور.

طلب الأب من ابنه ان يمعن النظر فى السور , ثم قال له”: بني قد احسنت التصرف , فأطعتني ولم تعصنى , ولبيت طلباتي ولم تخذلني يوما الى الآن , ولكن أي بني انظر الى تلك الثقوب التى تركتها بالسور فهي ابدا لن تزول , ولن يعود السور ابدا كما كان.” يا بني , حينما كانت تشب مشادة بينك وبين الاخرين , فتفقد اعصابك فى حينها , ثم يخرج منك السيء من الكلمات لهم , فأنت قد تركت جرحا بأعماقهم , وتركت بها ثقوبا كتلك التى تراها بالسور. انت ان استطعت ان تخرج سكينا من جوف احدهم بعد ان طعنته بها , وقد تركت بقلبه جرحا غائرا , قد يلتئم تاركا مكانه اثرا , فلا عليك بعدها ان تتأسف له , فكم من مرة ستتأسف وتعتذر على ما فعلت ولكن ذلك الجرح لا زال موجودا.

يا بني , ان جرح اللسان اقوى من جرح الابدان , والاصدقاء جواهر نادرة , هم يبهجونك ويساندونك , هم جاهزون لسماع شكواك في اي وقت تحتاجهم فيه , هم بجوارك وقلوبهم مفتوحة لك , لذا فأرهم مدى حبك لهم”

وأنت , عزيزي القارىء, تعلم كيف تتحكم فى اعصابك وكيف تكظم غضبك  , تعلم كيف تتغاضى عن اقوال الآخرين التى تثير غضبك وكيف تتحكم بلسانك وتذكر المقولة: “حصانك لسانك, ان صنته صانك, وان خنته خانك” , تعلم متى تقول قولا لا تندم عليه , كي لا تندم عليه يوما فعلا , تعلم متى تتكلم ومتى تصمت , فقد يتبين لك ان الصمت قد يجدي عن القول احيانا. ولا تنسى ابدا ان كلم اللسان اصعب واشد الم من كلم السنان , واياك، اياك ان تترك ندبة في قلب أي مخلوق على وجه البسيطة.

‫4 تعليقات

  1. بارك الله بكم على هذا الكلام بل جواهر جرح اللسان صعب لا من الساهل ان يزول واحيانا يبقي جرح عميق يبقى ينزف طويلا . يبعدكم عن جرح اللسان قولوا امين !!!

  2. حكاية جميلة في معانيها…طوبى للناس الذين يتزينون بالاخلاق الحميدة..ويتمتعون

    بالسلوكيات الايجابية…الحياة بهيجة وعلينا ان نحبها.نحب انفسنا ونحب الاخرين.

    نتمتع ونحب كل نعمها…ونرى الكون بعيون التفائل والمحبة.

    البسمة صدقة…والكلام الزين مفتاح للقلوب…الكلام الصادق يدخل العقول .

    الكلام الحلو…ينعش المشاعر الطيبة والسرور.

    الكلام الوحش..يغيظ النفوس ويخلق المشاعر الحزينة والكراهية والعداوات.

    الانسان السعيد المتفائل يستقبل الكون والناس بكلام جميل وببسمة وردية

    عطرها يدخل اعماق الوجدان.

    الانسان المتشائم ينظر الى الكون والناس بعيون سلبية وكراهية.ويتهجم على

    الخلق لاتفه الاسباب.يجرح مشاعر الناس.ويحرق ايامه بالحزن والكابة.

    اخي الكريم..كن كالزهور العطرة.امنح المحبة للجميع .احترم الجميع.وكن

    خلوقا مع الفضائل والاخلاق المؤدبة الحميدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة