حول “مصنع” بوزنيقة

تاريخ النشر: 19/09/14 | 15:20

حزب المغرب الجديد “الديموقراطيون الجدد” الذي تأسس مؤخرا في “مصنع” مدينة بوزنيقة، يحق لنا أن نتساءل ونسائل أمينه الشاب الأستاذ الباحث في العلوم السياسية الدكتور محمد ضريف: ما هي مقومات ورهانات الجدة في حزبه (الجديد) مقارنة مع الأحزاب الديموقراطية (القديمة)؟
مبدئيا لست ضد تأسيس إن لم أقل إستنساخ المزيد من “الأرانب” الحزبية، فدستور البلاد يكفل هذا الحق لجميع المواطنين عدا الحمقى منهم، شريطة أن يكون أمينه العام حاملا للشهادة الإبتدائية كأدنى ديبلوم للتورية على الأمية السياسية ليس إلا..
وبكل صراحة لنتساءل جهارا، هل يكفي أن يكون مواطن ما حاصلا على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية لكي ينتزع مشروعية تأسيس حزب ما في المغرب، بلون بل بقناع ما ويتبوأ في مؤتمره التأسيسي على (عمارية) الأمانة العامة ؟
أعتقد أن السياسة ببلادنا والعالم العربي قاطبة لا يمكن أن تمارس إنطلاقا من حلم تصريف النظرية السياسية في مختبر واقع حزبي سوريالي ثابت وزئبقي في نفس الوقت لا يقبل أساسا بالإختلاف الحقيقي والتداول الديموقراطي على السلطة..
الأستاذ محمد ضريف الأمين العام للحزب الجديد لا يمكن أن ينكر أنه شخصية من دون كاريزما سياسية التي طالما تحدث عن جدواها بنفسه في حوارات ومحطات إعلامية عديدة.. إنه أستاذ التعليم العالي، مثقف ومتعقب بالميكروسكوب الدقيق لنوايا وتهديدات الجماعات المتطرفة من القاعدة إلى الدولة الإسلامية في المغرب العربي إلى بوكوحرام وداعش.. وبإيجاز شديد إنه محلل سياسي وخبير ومستشار من صناعة الإعلام المغربي والعربي بكل أسانيده السمعية البصرية والمكتوبة والإلكترونية… وفي المحصلة إن كل بالون حزبي لا يمكن أن يصاعد إلى سماء السياسة إلا إذا تم النفخ في جوفه من الخارج وتحميله بالهواء المؤكسد..
ومن دون شك أن الساحة السياسية المغربية تغلي وتضطرب ليس لأن جل الأحزاب تتعارك وتتنافس فيما بينها من أجل إقتراح تصورها وبرامجها لإنقاذ البلاد من شفير السكتة القلبية الإقتصادية والسياسية ومعضلة جحافل المعطلين التي تفرخها منظومة التعليم العالي كل سنة وإنما جل الأحزاب تنتفض مثلما هي رجات الإحتضار, وحزب “الديموقراطيون الجدد” لاشك أنه في وضع الرأي العام والشعور السائد بلا جدوى النخب بعد كذبة الثورات العربية الأخيرة، قد ولد ميتا أو بالأحرى متآكلا قبل أن يتآكل مع التجربة السياسية المترهلة الحالية، وعزمه في الساعات الأولى لسقطة الولادة على دخول مستنقع الإنتخابات البرلمانية والجماعية كما عزمه أيضا على خلق الإطارات الموازية هو إعلان فاضح ــ يعني بدارجتنا الجميلة ــ مفروش (بترقيق الراء) على القبول باللعبة الملعوبة في ساحة
الأحزاب..
أيها الديموقراطيون في كل مكان، السابقون واللاحقون، القدامى والجدد، كفانا تفتيتا وتمزيقا للمشهد السياسي فنحن أحوج ما نكون إلى كتلة سياسية وطنية ناجعة ووازنة يلتف من حولها كل أطياف اليسار التاريخي الحقيقي.. وحزب “الديموقراطيون الجدد” ليس في المنطق السياسي والتاريخي أن يصطف إلى معسكر المعارضة بضربة رند وبصناعة إعلامية ومن دون تاريخ سياسي ونضالي حتى..
أخيرا، أهلا بالديموقراطيون الجدد وسلاما على الديموقراطيون القدامى……..؟

بقلم: عبده حقي

21132

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة