عشر سنوات أخرى: واشنطن وحلفاءها العرب في مواجهة داعش!!

تاريخ النشر: 17/09/14 | 15:00

من راى كيف كان وزير خارجية النظام السعودي مبتهج في مؤتمر باريس وهو يتوسط رئيس دولة ووزير خارجية النظام الطائفي في العراق، يدرك ان الطيور تقع بالفعل على اشكالها اذا تعلق الامر بالشراكه في العماله والتبعيه لامريكا والغرب الامبريالي اللذي لم يترك شبرا في العالم العربي الا وعبث به وعاث به خرابا ودمارا وذلك بمساندة ودعم من انظمه عربيه كانت وما زالت مهنتها الرئيسيه منذ امد تتركز بشكل اساسي في العماله والتبعيه لامريكا من جهه وفي المشاركه في جولات العدوان الغربي المتواصل على الاقطار العربيه منذ اكثر من قرن من الزمن من جهه ثانيه وبالتالي ماهو ملاحظ وثابت هو مشاركة النظام السعودي وامارات المحميات الامريكيه في الخليج في جميع اشكال العدوان الامريكي والغربي على الوطن العربي لابل ان النظام السعودي ومع باقي المحميات شارك وساهم في تمويل الكثير من الغزوات الامريكيه والغربيه التي شنت على العرب بمعنى غرَّبت او شرَقت امريكا فالنظام السعودي ودول مجلس التخابر الخليجي يدعمانها ويبصمان لها على بياض حتى لو تعلق الامر بقصف المقدسات الاسلاميه واحتلال دول عربيه كما جرى في العراق وليبيا لاحقا!!
في خضم التجهيزات الامريكيه والغربيه لغزو العراق عام 2003 لعب النظام السعودي دورا كبيرا في تمرير وتمويل هذا العدوان اللذي ادى الى احتلال هذا البلد العربي وتنصيب منظومة حكومات طائفيه دمويه تأبط النظام العميل بعض من اعضاءها في مؤتمر باريس ” الاثنين 15.9.014″ الذي خصص لتحشيد حلفاء امريكا في الحرب على تنظيم ” الدوله الاسلاميه” في العراق وسوريا هاتين البلدين العربيين التي تدور فيهما حرب اهليه وطائفيه كان اساسها الغزو الامريكي للعراق واحتلاله والتحالف بين نظام المجرم جورج بوش ونظام ال سعود اللذي ادى فيما ادى الى احتلال العراق وزرع الطائفيه حيث تفشى وباءها لاحقا في الاقطار العربيه بما فيها العراق وسوريا وكثير من الاقطار العربيه الاخرى.. الاستقطاب الطائفي الحاصل اليوم في العالم العربي مصدره الاول احتلال العراق وتقسيمه طائفيا بدعم من النظام السعودي الذي مَّول جزء لاباس به من تكاليف حرب بوش العدوانيه على العراق….ما زال هناك من يروج الى دعم النظام الايراني للغزو الامريكي وهذا صحيح لكن النظام السعودي هو الذي كان الداعم الرئيسي لهذا الغزو الى حد انه رقص رقصة العرضه مع بوش ابتهاجا بإحتلال العراق وتدميره وقتل وتشريد شعبه…حتى اليوم لم يعتذر النظام السعودي ومعه النظام الامريكي للشعب العراقي على غزو بلاده كذبا وتضليلا وقتل وتشريد ملايين العراقيين..نظام ارهابي ومجرم مثل النظامين الامريكي والسعودي يزعم بانه محاربا للارهاب ويعقد مؤتمرات دوليه لمحاربة الارهاب منذ زمن وكر شرم الشيخ في تسعينات القرن الماضي ومرورا بقرننا هذا وحتى مؤتمر باريس 2014 لمحاربة ارهاب ” داعش”!!
مرة اخرى تعقد امريكا مؤتمراتها التحشيديه من اجل خوض الحروبات في العالم العربي فقبل داعش كان هنالك القاعده وصدام وقبل هذا وذاك شنت امريكا على مدى عقود حرب عسكريه ودعائيه واعلاميه جنبا الى جنب مع الكيان الاسرائيلي لتشويه صورة النضال الفلسطيني المشروع وادراجه تحت بند ” الارهاب” في حين تناست فيه امريكا وحلفاؤها من عرب الرده ان مصدر كل الارهاب في المشرق العربي هو الكيان الغاصب لفلسطين ولم نسمع ولم نرى في يوم من الايام ان امريكا وذيولها من عرب الرده دعت ولو لمره واحده لمؤتمر يناقش الارهاب الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني لابل ان النظام الارهابي الامريكي حال دوما دون ادانة الكيان لارتكابه جرائم ومذابح واضحة المعالم بحق الشعب الفلسطيني ومع كل هذا نرى ذيول امريكا من العرب يهرولون الى حضور كل مؤتمر تحشيدي تدعو له امريكا بهدف ضرب هذا البلد العربي او ذاك..لن ابالغ ان قلت ان النظام السعودي وذيول امريكا على استعداد للمشاركه حتى في مؤتمرات امريكيه لفرضيه تدعو لقصف المسجد الاقصى والحرمين الشريفين اذا رات هذه الانظمه ان في الامر ضروره للحفاظ على بقاء ووجودها…نعم.. الى هذا الحد واكثر..!!
الذين نفخوا حجم داعش في المنطقه العربيه هم بالاصل نظامي الحكم في واشنطن والرياض والذين اصلا ساهموا في وجود داعش هما ايضا بالذات هاذين النظامين والذين ينكرون ان نواة داعش برزت في المناطق العراقيه السنيه في بداية احتلال العراق هم ناكرون وماكرون على الحقيقه ومُضللون للراي العام والعربي بشكل خاص..داعش تقلدت عدة اسماء قبل وصولها الى تسمية ” الدوله الاسلاميه” وداعش هذه حاربت جيش الاحتلال الامريكي والميليشيات الطائفيه المواليه لهذا الاحتلال وبالتالي داعش 2014 هذه لم تنبت وتتطور بين ليلة وضحاها، حيث ان هذا التنظيم كبر وتمدد اكثر خلال الحرب الدائره في سوريا وهذه الحرب لعب فيها النظام السعودي دور قذر بهدف تخريب الثوره السوريه ولا علاقه للامر بالطائفه السنيه كما زعم النظام السعودي وهو النظام الذي اساء الى الطائفه السنيه في العراق وغيره اكثر بالف مره من النظام الايراني…النظام السعودي هو من دعم اسقاط هوية العراق العربيه وهو الذي تحالف مع امريكا والحكم الطائفي في العراق ضد المناطق السنيه…فل يعطينا النظام السعودي وثيقه واحده تدين للمثال لا للحصر مجزرة الفلوجه في العراق عام 2004 والعكس هو الصحيح وهو ان هذا النظام هلَّل انذاك لهذه المجزره بزعم محاربة ” القاعده” كما يهلل اليوم لضرب ” داعش”؟؟!!
نحن هنا ليست بصدد تبرير افعال وسادية جرائم تنظيم داعش، لكننا نتساءل ان كان قطع راس انسان واحد لا يتساوى مع جريمة قصف ملجا العامريه في حرب عام 1991 او ابادة الجنود العراقيين على طريق البصره المنسحبون انذاك من الكويت اوذاك الكم الهائل من جرائم الجيش الامريكي في العراق وافغانستان وعن ماجرى في فيتنام من جرائم امريكيه فحدث بلا حرج لكننا ايضا لاننسى الاسلحه الامريكيه الفتاكه التي استعملتها اسرائيل وقطعت بها رؤوس وارجل واجسام واقدام عشرات لابل المئات من اطفال غزه ولم نسمع ان امريكا او فرنسا اوالسعوديه دعت لمؤتمر يدين جرائم الصهيونيه في غزه.. لا تبرير اطلاقا لقطع رؤوس البشر والتشهير بها فهذه بكل المعايير جريمه همجيه وبشعه،لكن ما زال البشر هم البشر ومتساوون في الانسانيه والحقوق فلماذا تعقد المؤتمرات وتشن الحروب بسبب قتل بريطاني او امريكي واحد ولا تعقد المؤتمرات حين تُقتل وتُشرد شعوب كامله مثل الشعب العراقي والشعب السوري ولا ننسى شعب فلسطين المشرد منذ عام 1948 بسبب سياسة امريكا ونهجها الاجرامي والفاشي.. **من اجل مقتل شخص غربي تَشن الحروب في حين تُباد شعوب كامله ولا يحرك احدا سكنا…منطق تبرير وتمرير اللامنطق..النظام الفاشي الغربي و الامريكي المتحالف مع النظام السعودي قتل وشرد من الشعوب العربيه مالم يفعله نظام كولونيالي اخرمع شعوب اخرى عبر التاريخ..بحسابات بسيطه:انظروا ماذا جرى للشعب الفلسطيني واللبناني والعراقي والسوري ولا ننسى طبعا الجزائر بلد المليون ونصف مليون شهيد و بالمناسبه هذا الرئيس الفرنسي هولاند المتحمس للحرب على داعش لم يعتذر لا هو ولا اسلافه من رؤساء فرنسيين للشعب الجزائري على ما جرى في الجزائر وايضا صديقه الامريكي اوباما لم يعتذر للشعب العراقي على جرائم بشعه ارتكبها سلفه في العراق!!؟
القناعات الامريكيه توحي بان العربي ابوعُنق ممدود كعنق البعير الشارد جاهزا دوما ليكون مطية للمخططات الامريكيه من اجل الحفاظ على كرسيه ونظام حكمه وهذا العربي ابوعنق فارِه في التبعيه يتجسد في النظام السعودي واكثرية انظمة الحكم العربيه وعلى راسها المحميات الامريكيه في منطقة الخليج العربي والجزيره العربيه… لاحظوا هنا كيف يمد سعود الفيصل عنقه ذهابا وايابا خوفا من تمدد داعش نحو ابواب الرياض ويحرض على استباحة الوطن العربي حين يقول في مؤتمر باريس الاخير أن “التهديد الذي يمثله داعش قد تجاوز في جغرافيته العراق والشام وبات يشكل خطراً يهددنا جميعا ويستدعي منا محاربته والتصدي له بروح جماعية تقي دولنا مخاطره ونتائجه، وحيث أن هذا التنظيم قد وجد في سوريا بحكم طبيعة نظام الأسد أرضا خصبة للتدريب وتلقي العتاد والتحرك بحرية دونما عرقلة أو ضوابط فلابد لأي استراتيجية لضرب (داعش) من أن تشمل أماكن تواجده على الأرض السورية”…. لاحظوا معنا كذب وزير خارجية النظام السعودي الذي يتحدث عن طبيعه ” نظام الاسد” وينسى طبيعة”النظام السعودي” الذي ساهم في وجود ” داعش” في العراق وسوريا من جهه وهو النظام نفسه الذي جعل العالم العربي تربة خصبه للتطرف بسبب احتلال العراق من جهه ثانيه وبالتالي من تعَّود على العماله وعلى التبعيه لن يتعلم غيرها وهذا ما يفسر انخراط النظام السعودي في جميع حروب امريكا على العالم العربي..!!
ابقوا ومعنا ولاحظوا ان النظام السعودي دعم الاحتلال الامريكي للعراق لاكثر من عشر سنوات ويطالب بضمانة احتلاله واحتلال سوريا عشر سنوات اخرى حين يقول سعود الفيصل في مؤتمر باريس في مداخلته خلال المؤتمر أن بلاده تود أن توضح أن “محاربة الإرهاب مسألة لن تنتهي بمعركة واحدة ومن هذا المنطلق فإننا نرى ضرورة أن يستمر هيكل التنظيم المزمع إقامته لمحاربة (داعش) على الأقل عشر سنوات حتى نضمن بإذن الله زوال هذه الظاهرة البغيضة”…الفيصل يريد ضمانة لبقاء النظام السعودي عشرة سنوات اخرى والغرب يريد ضمانة بقاء سيطرته على العالم العربي الى ما لا نهايه.. ببساطه: في حال زوال داعش بعد عشرة اعوام فسيخلقون داعش اخرى ومن ثم عشرة سنوات اخرى..النظام السعودي على قناعه بان بقاءه مرتبط بالمشاركه مع امريكا في خلق الازمات وشن الحروب على الوطن العربي..الازمات تجعل النظام السعودي وحلفاءه في الوطن العربي يقدمون الخدمات لامريكا مقابل الحفاظ على النظام…خذ وهات ومع امريكا للمَّمات؟!
امريكا بمساندة النظام السعودي ومشتقاته من انظمة المحميات الامريكيه ادخلت العالم العربي في نفق حروب مدمره عبر عدوانها واحتلالها للعراق وقتل وتشريد ملايين العراقيين والامر نفسه حصل وحاصل لاسباب متعدده في سوريا واليوم تعود امريكا مدعومه من المحميات مجددا الى توريط المنطقه العربيه في حرب جديده مع “داعش” ستاخذ ابعاد طائفيه دمويه مدمره وستستمر الى اكثر من عشرة سنوات التي تمناها وطالب بها وزير خارجية النظام السعودي في باريس… عشر سنوات أخرى من القتل والدمار والخراب الوقت اللتي تحتاجه واشنطن وحلفاءها العرب لمواجهة داعش!!

د.شكري الهزَّيل

shokrehziel

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة