الضغوط في منتصف العمر تزيد من خطر الإصابة بالخرف

تاريخ النشر: 16/09/14 | 14:31

حذر باحثون من أن الطلاق أو فقدان شريك الحياة أو مواجهة مشكلات بالعمل في منتصف العمر كلها أمور من الممكن أن تزيد من خطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من العمر.
ووجد الباحثون أن حالات مثل الزهايمر قد تكون مرتبطة بحجم الضغوط التي يتعرض لها الشخص قبل فترة قد تصل لأربعة عقود سابقة. ويمكن لأحداث الحياة الضاغطة المعتادة أن يكون لها “تأثيرات فسيولوجية ونفسية حادة وطويلة الأمد” في المخ، كما تقول الدراسة التي قامت بفحص آثار الضغوط على النساء في منتصف العمر .
بدأت الدراسة في عام 1968 عندما خضعت 800 امرأة سويدية لاختبارات عصبية ونفسية، وتم تكرارها في أعوام 1974، 1980، 1992، 2000 ، 2005 . في التقييم الأولي، سئلت النساء، اللواتي ولدن في أعوام 1914، 1918، 1922 و1930، ما إذا كن قد عانين من آثار 18 نوعاً مختلفاً من الأحداث المؤثرة، والمعروفة باسم الضغوط النفسية والاجتماعية، وكيف كان الأمر بالنسبة لهن.
وشملت هذه الأحداث الطلاق، الترمل، مشكلات العمل، المشكلات الحادة مع الأطفال واعتلال صحة أحد الأقارب، بما في ذلك المرض العقلي . وقد عانت واحدة من كل أربعة نساء من حدث ضاغط واحد على الأقل، وتحدثت 23 في المائة من النساء عن حدثين، كما عانت واحدة من خمس نساء من ثلاثة أحداث، وتعرضت 16 في المائة لأربعة أحداث أو أكثر، مثلما أشار تقرير نشر في مجلة ” BMJ ” الإلكترونية.
أثناء فترة التقييم، أصيبت 19 % ( 153 ) من النساء بالخرف، وتم تشخيص حالة 104 منهن على أنها إصابة بمرض الزهايمر. وارتبط عدد مسببات الضغوط التي ذكرت في عام 1968 مع خطر التعرض للإصابة بالزهايمر بنسبة أعلى بـ 21 %، بالإضافة لخطر إضافي مرتبط بظهور أي نوع من أنواع الخرف في وقت لاحق بنسبة 15 %.
وقال التقرير “الضغوط المعتادة قد تكون لها عواقب فسيولوجية ونفسية حادة وطويلة الأمد. ويتعلق عدد من الضغوط النفسية والاجتماعية التي تم قياسها لدى النساء في منتصف العمر بالمعاناة وظهور مرض الزهايمر في وقت لاحق قد يصل لما يقرب من 4 عقود”. ويمكن للزيادة في هرمونات التوتر في الجسم أن تسبب تغيرات ضارة في المخ ترتبط بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والخرف.
وقال الباحثون إنه يمكن قياس مستويات أعلى من هرمونات التوتر حتى بعد عدة عقود بعد الأحداث المؤلمة، مثلما وجد لدى الناجين من المحرقة. ودعا الباحثون لإجراء دراسات أكثر بهدف تقييم ما إذا كان ينبغي إعطاء مزيد من العلاج للأشخاص الذين يعانون من الأحداث الضاغطة في حياتهم .
وقال الدكتور دوج براون، مدير البحث والتطوير في جمعية الزهايمر ” نحن جميعاً نتعرض للأحداث الضاغطة. وفهم كيف يمكن أن تصبح هذه الأحداث عامل خطر في الإصابة بمرض الزهايمر هو المفتاح اللازم لمساعدتنا على العثور على وسائل لمنع أو علاج المرض”.
وقال الدكتور سايمون ريدلي رئيس قسم الأبحاث في مركز أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة “هذه الأنواع من الدراسات تعتبر مهمة لتسليط الضوء على الجوانب التي تحتاج إلى مزيد من الفحص. من خلال هذه الدراسة، تصعب معرفة ما إذا كانت الضغوط تسهم بصورة مباشرة في ظهور الخرف، أو ما إذا كان ذلك مؤشر على وجود عامل خطر آخر ذي صلة، أو ما إذا كان الارتباط يرجع إلى عامل مختلف تماماً”.

1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة