رسالة من سماح مروان أبوعطا إلى جدها المرحوم

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على جميع المسلمين،
رحمة الله عليك يا جدي. أستدعي الله أن يغفر لك ذنوبك سواء كانت صغيرة أو كبيرة… استدعي الله بأمانته التي أهديت لنا وهي روح جدي …
جدي كم أشتاق إليك وكم أشتاق لنظراتك السعيدة..
كم أشتاق أن أقول لك كل شيء في نفسي، فأنا الآن أكتب بقلم يعبر عن محبتي وكرامتي لك يا جدي وأنا أكتب لك رسالة تعبر عن إحساسي ومشاعري ودموعي لك…فمن الآن سيجلس أمام بيتك يا جدي ومن سيجلس الان على الكرسي التي كنت عندما آتي إليكم وأراك جالس على هذا الكرسي..
لم أتوقع موتك أبدا.. ولم أنتظره يوما.. أهدي لك سلامي ومحبة أهلك وناسك.. وأقربائك… فجدتي لقد إنهمرت عيناها من الدموع..وخالاتي لم يتركن أي كلمة حزينة يقلنها من شدة آلامهن…إنهن مسكينات قد قتلهن القهر والعذاب وقد تركهن أب مخلص وصديق لهن ولأولادهن..
وأنا عندما سمعت ذاك الخبر لا أدري ما حصل قد بكى قلبي من شدة الألم…ففرافك صعب جدي غالي أريد أن أقول لك أن تكون سعيد في قبرك لأننا سنبكي وسنبكي دم على فراقك ورحيلك.. فلقد ألمني ذلك الرعب..فما الإنسان نطفة من طين.. ولقد خلقنا الله لكي نعيش بحياة كلها مشاكل وفراق لكي يختبر عبادتنا.. فأنت يا الله إختبرتنا بذلك العذاب..
لقد رحلت وتركت عائلتك تبكي وتنوح يا جدي..فأنا لم أتذكر إلا كل كلمة طيبة قلتها وهي كانت تخرج من القلب إلى القلب!!
كان صوتك مثل الرنين المنبعث إلينا..ولم كنت تغضب علينا إلا لمصلحتنا..فأنا أعرف ذلك جيدا ماذا سأقول؟؟ وما الكلمات التي تعبر عن تلك اللحظة التي رأيتك فيها وأنت في النعش نائم ولا تعرف ماذا يحصل حولك!؟ فكان وجهك أبيض وابتسامتك،إبتسامتك التي لم تفارقك حتى وأنت ميت.. حتى الآن أنا لم أصدق أنك ميت ولم أعد أراك بعد الآن ولم أسمع صوتك بعد هذا اليوم..فجدي أنت مثلي الأعلى ومن خلالك تعلمنا كيف نعيش ومنك أخذنا الطيبة والحنان والروح الدافئة..من سيجلس على كرسيك بعد الان!؟ومن سيعطينا المال والنبع والحنان..فقد دخلت على غرفتك ورأيت سريرك لم يكون له روح ولا رونق..إنك إختفيت مثل الملح والماء..جدي فوسادتك..وسادتك تشتاق إليك لكي تضع عليها رأسك وتستريح.. فأرسل لك سلامي عليك..وعلى كل المسلمين وسأدعي وأصلي لك يا جدي سامحني يا جدي
سامحني…
سامحني…
إنا لله وإنا اليه راجعون
من حفيدتك سماح مروان ابوعطا