القرآن الكريم دستورنا ومنهاجنا

تاريخ النشر: 01/09/14 | 14:27

القرآن الكريم مدرسة المسلمين الأولى، دَرَس فيها الصحابة الكرام – رضي الله عنهم -، ومنها تخرجوا وأسهموا في بناء الحضارة الإسلاميّة، وانطلقوا دعاة إلى الله تعالى، هذه الحضارة التي لم تختف لحظةً من اللّحظات، والتي عملت دائمًا وأبدًا على سعادة البشريّة، فكتاب الله تعالى هو العمود الفقري للفرد والأسرة والمجتمع ولحضارتنا العريقة.

أيها الشباب:
لقد أكرمنا الله عز وجل بالقرآن الكريم الذي أنزله على سيد المرسلين ” محمد صلى الله عليه وسلم “، الذي هو وحي من عند الله تعالى، دستور ومنهاج للأمة، فيه الحلال والحرام وآيات الأحكام، نظام شامل لكل جوانب الحياة: تربويًا واجتماعيًا وسياسيًا….، فهو الخارطة والدليل للنجاة في الدنيا والآخرة.
ولذا لا تنسوا أن تقووا صلتكم بالقرآن، وأن تعمروا قلوبكم به، وأن تعطروا مجالسكم بآياته، وأن تزيدوا في مكاسبكم الخيرية والأعمال الصالحة بالقرآن، وأن تمدوا يد العون إلى كل مهتم بالقرآن، سواء كان فردًا صغيًرا أو كبيرًا أو جمعية أو مؤسسة، كمؤسسة حراء لتحفيظ وتعليم القرآن الكريم في الداخل الفلسطيني، التي تهتم بإنشاء جيل قرآني من خلال مراكزها المحلية في كل بلدة.

لما كان القرآن الكريم يطبق بأحكامه كاملة عند المسلمين أعزهم الله تعالى ورفع قدرهم وشأنهم، لأنهم أكرموا القرآن بتلاوته وقراءة آياته، وتعليم أحكامه، وتطبيق آياته وتحكيمه منهجًا ودستورًا للمجتمع والأمة الإسلامية، لا بل للعالم بأسره، فعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبة الوداع يوم عرفة: ” تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابَ اللَّهِ ” (رواه مسلم)، يقول المولى سبحانه: ” وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا “.

بهذا القرآن نُصر من كان قبلنا لما كان منهاجًا وسلوكًا وطريقًا ودستورًا، وكم يحزن القلب ويحترق الفؤاد ويضيق الصدر على شباب من المسلمين، يحفظون الأغاني ولا يحفظون بعض آيات الله تعالى، ولا يحسنون قراءته ولا يعملون بهديه ولا يعظمونه حق التعظيم، فالقرآن كتاب هداية وموعظة وشفاء ورحمة: ” إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيرا” (الإسراء: 9).

أيها الشباب:
ما أحوجنا في هذا الزمان وفي كل زمان، أن نلجأ ونرجع إلى القرآن الكريم: تلاوة وتجويدًا، حفظًا ووعيًا، تدبرًا وفهمًا، تعظيمًا وتقديرًا، وتعلمًا وتعليمًا، نشرًا وتوضيحًا، لذلك تفتح لك مؤسسة حراء أبوابها لتنال هذا الشرف العظيم من خلال الانضمام لمراكز القرآني المحلي في بلدك الذي يضم حلقات تحفيظ القرآن الكريم، فما عليك إلا أن تخلص نيتك لله تعالى حتى يفتح عليك فتوح العارفين، ويتقبل منك هذا الخير العظيم.
اللهم اجعل القرآن لنا إمامًا ونورًا وهدى ورحمة… وقائدنا إلى جنات الخلد إن شاء الله تعالى.

05

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة