التذكير والتأنيث في القرآن

تاريخ النشر: 01/09/14 | 0:03

من صور الجمال في الجملة القرآنية التذكير والتأنيث حيث إن هناك كلمات في القرآن تأتي مرة مذكرة وتأتي مرة مؤنثة.
ونجد أن التأنيث نوعان: تأنيث حقيقي وتأنيث معنوي
– التأنيث الحقيقي: هو ما فيه ذكر وأنثي

– التأنيث المعنوي: مثل شمس وآية وبينة كل هذه الآشياء مؤنثة لكن مؤنثة معنوية مثلاً كلمة بينة مرة تأتي مؤنثة ومرة مذكرة كما في قول الحق : (جاءهم بينات) و (جاءتهم البينات)

مثال: الريح في القرآن:
من الشئ الجميل والعجيب واللطيف في آيّ القرآن ويظهر في حديث القرآن عن الريح .. ففي الآيات المتشابهة نجد أن الله أحياناً يصف الريح بالمذكر وأحياناً يصفها بالمؤنث

في سورة يونس: “هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ(22)”

في سورة الآنبياء: “وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81)”

لنا في الحديث العادي أن نستخدم أيهما ولكن ذلك التناوب يكون خارج القرآن فهناك ميزان نضع فيه الاثنين (جاءتها ريح عاصف) و(لسليمان الريح عاصفة) فنجد عند وزن الكلمتين والنظر لسياق الآيات أن هذا القرآن ليس من كلام البشر وإنما من كلام خالق القوي والقُدر جل في علاه .

عاصف مذكر وعاصفة مؤنث
– الذكورة فيها القوة والشدة والرهبة.

– الأنوثة فيها الخير والنماء والتكاثر والرحمة والرفق واللين.

يتكلم الله عن الريح إنها من آياته والريح إما تأتي بشدة أو بالنماء والبركات

– المقام الذي يستلزم الذكورة هو الشدة

– والمقام الذي يستدعي الأنوثة هو مقام اللين والخير والنماء وزيادة الرخاء

ومن هنا ينقلنا القرآن إلي قوم في البحر منعمين في غاية الفرح والسرور وإذا بهول يأتيهم يفزع قلوبهم.. هذا الهول قوي قوة الذكورة, وليس ضعيفا ضعف الأنوثة؟؟
هذا الهول نجده قوي بقوة الذكورة (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ(22))

لكن الريح مع سيدنا سليمان عليه السلام ريح خير ورحمة ورزق ورفق وبها الكثير والكثير من الخيرات (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً)

اذا نظرنا الي الكلمات (محمد وأحمد وحامد وحمدي وحمد وحمود) كلها مشتقات من كلمة حمد .. والذي يقرأ القرآن ولا يتدبر تمر عليه مثل هذه الكلمات هكذا ولكن من يقرأ متدبراً ويزن الكلمات القرآنية يقف ويحيا مع كلمات أصلها واحد والله يريد بكل صيغة معني يختلف عن الآخر.

2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة