القلم الجديد

تاريخ النشر: 26/08/14 | 22:04

عادَ حسن مِن المدرسةِ على غيرِ عادتهِ. كان يَظهرُ على وجههِ الألمُ، شعرتْ أُمُّهُ بالقلقِ فسألتْهُ عن سببِ تَغيُّرهِ، أخبرَها أنَّه ارتكبَ خطأً أثناءَ وجودهِ بالفصلِ.

حاولتِ الأمُّ الحنونُ معرفةَ ما حدَثَ من صغيرِها، لكنَّهُ أسرعَ إلى غرفتهِ وارتمى على فراشِهِ وأَجهَشَ في البكاءِ.

ازدادَ قَلقُ الأُمِّ على صغيرِها فهو دَومًا بَشوشُ الوجهِ، لا تُفارِقُ البَسمةُ شفتيهِ، هكذا يتغيَّرَ فجأةً. تحرَّكتِ الأمُّ على الفورِ إلى غرفةِ حسن وازدادَ قلقُها حينما رأتِ الدموعَ تنسابُ على خديهِ في غزارةٍ.

احتضنتْهُ أمُّهُ في حنانٍ وأخذتْ تَمسحُ شَعْرَ رأسِهِ الناعمِ وتُحدِّثُهُ بلطفٍ، وبعدَ محاولاتٍ عديدةٍ بدأَ حسن يَقُصُّ عليها ما حَدَثَ. كان يتحدَّثُ بأنفاسٍ لاهِثَةٍ ويُجْهِشُ بين الحينِ والحينِ في البكاءِ، أخبرها أنَّه نَسِيَ أن يأخذَ قلَمَهُ وهو ذاهبٌ للمدرسةِ هذا الصباح، وهناكَ طَلَبَ من صديقِهِ عادل أنْ يُقْرِضَهُ قلمًا حتى نهايةِ اليومِ، ولكنَّ عادل رَفَضَ أن يُقْرِضَهُ قلمًا. وبعدَ قليلٍ غَافَلَ صديقَهُ وأخذَ قلمًا من مَقلَمَتِهِ ليُكمِلَ به اليومِ الدراسي.

وفى نهايةِ اليومِ لم يستطعْ حسن إِعادةَ القلمِ لصديقهِ، وعادَ به للمنزلِ، إنَّه يَشعرُ بأنَّه لِصٌّ سَرَقَ القَلَمَ.

حاولتِ الأمُّ تهدِئَةَ صغيرِها وأخبرته أن ما قَامَ به خَطأٌ بالفعلِ، ولكن يَجب عليه ألا يكرِّرَ هذا الخَطَأَ، وأخبرتْهُ أنه كانَ يَجِبُ عليهِ أن يُطلعَ مُعلمَ الفَصْلِ الذي كان سَيجلبُ له قلمًا على الفورِ.

شَعَرَ حسن بالخجلِ وهو يستمعُ إلى كلماتِ أُمِّهِ، سَأَلَها إن كانَ مِن الممكنِ أن يُصلحَ خطأَهُ دونَ أن يَخسرَ صديقَهُ، وهنا اتَّجَهَتِ الأُمُّ إلى مكتبَها وأحضرتْ قلمًا فاخرًا وطلبتْ من صغيرِها أن يُقدِّمَ هذا القلمَ هَدِيَّةً لصديقهِ صباحَ الغدِ ويَعترفَ له بما حَدَثَ ويَطلبَ منه الصَّفْحَ.

فَرِحَ حَسن بهذهِ الفِكرة.

وفي صباحِ اليومِ التالي التَقَى بصديقِهِ عَادل وقَصَّ عليهِ ما حَدَثَ وقدَّمَ له القلمَ الهديةَ. فَرِحَ عادل كثيرًا بالقلمِ وسَامَحَ حَسن، وهنا فقط شَعَرَ حسن بالرَّاحةِ.

12

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة