يا شاعري.. لماذا رحلت..!؟

تاريخ النشر: 23/08/14 | 10:03

لماذا زرعت فينا وفيها سم القواقي
ورحلت..
الا تعرف ان جراحها العطشى،
لا ترتوي ألا من وتر.
وان غيابها المسجون فينا
لا ينشل الا من بحر.
لماذا صليت فينا وفيها صلاة الصبح،
ورحلت..
الا تعرف ان محرابها الدامي..
لا يقبل صلاة السفر.
وان اجراس صليبها المصلوب
لا تغني الا لترانيم الشعر.

لماذا ادمنتني وادمنتها زيتها الصافي
وانت تعرف ان سراجها المصلوب
لا يضيئ من زيتها العكر.
وأن الطريق الى جبل الزيتون
بغيابك – يا سميح – وعر.

لماذا قتلت فينا وفيها طقوس نومة الضحى
ورحلت..
فالليل طال في احلامنا
ولم يعد يقوى على السهر.
وعذاب الشوق الى طائر الرعد
قد طال انتظاره – برحيلك – دهر.

لماذا اغتلت فينا وفيها اله الرحيل في عز الظهيرة
ورحلت…
وتركتنا وتركتها بين أنياب اللئام
نقبض بأسنانا على عود السريس
كي لا تبلعنا الذئاب ونذوب هدر.
ونلف اقدامنا الحافية بورق التين
كي لا يحرقها لهيب نار الجمر.
لماذا هدمت فينا وقيها حائط مبكانا
وجعلتنا نستل من بين انقاضه حجر
ونرمي به السجان القابض على خناقنا
لنعيد الى مدينتنا أمجاد حطين ومعجزة بدر
ونبني أحلامنا على سور عكا الصامد
امام ضربات الموج الثائر وعنفوان البحر

لماذا كسرت ” هبل ” فينا وفيها على مذبح الجزيرة
ورحلت..
وتركتنا نطوف خاشعين حول الكعبة
من غرة ربيع الاول حتى آواخر صفر.
نرفع ايديناعطاشا الى السماءونصلي :
” من سيسقينا ويسقيها بعد- رحيلك –
شربة ماء من زلال عين بدر..!”.

يوسف جمال – عرعرة

jmal-yosf2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة