جميلة نور الدين بلقاء مع المستشار د. نزار الحرباوي

تاريخ النشر: 21/08/14 | 14:12

ما لا يعلمه العديد من الناس عن الأكاديمي والإعلامي الكبير المستشار د. نزار نبيل الحرباوي هو أنه صاحب قلم سيّال في الحياة الأدبية، وأن قريحته التي تتفتق بالشعر حيناً وبالرواية والقصة حيناً آخر، جعلت أسلوبه التعبيري في الحياة عن أفكاره تأخذ من بعنوان برنامج الإعلامي المميز الألوان السبعة بعضاً من الاسم والأثر.

تعرف كثير من الناس على الشاعر الفلسطيني الدكتور نزار نبيل أبو منشار الحرباوي من خلال برامجه الإعلامية، وعرفه طلبة البكالوريوس والماجستير والدكتوراة أستاذاً جامعياً في عدد من جامعات تركيا الخاصة والعامة، ولكن الكثير منهم – ومن بينهم أنا شخصياً – يجهلون جزءاً مشرقاً من عطائه، ألا وهو القدرة على نظم الشعر والكتابة الروائية والقصصية بصورة لافتة.

” لم أرد على مدى السنوات العشر الماضية نشر أي شيء يتعلق بالأدب والشعر، ولكني في السنة الأخيرة استجبت لطلب بعض الأحبة بالنشر لبعض مؤلفاتي ومصنفاتي الأدبية نزولاً عند رغبتهم، فأنا لا أرى بنفسي شاعراً وأديباً، وعندما يقرن اسم فلسطين بشخص لا بد أن يحسن تمثيلها، ولا أظن أني هذا الشخص “بهذه الكلمات التي تدل على حجم تواضعه، رد علي الدكتور الحرباوي عندما سألته عن نشرياته ومؤلفاته الأدبية، وسبب عدم نشره لها لغاية الآن.

ألف الدكتور نزار الحرباوي العديد من المؤلفات في عالم الأدب، وبدأ في الفترة الأخيرة بنشرها عبر مواقع الانترنت المختلفة، إضافة إلى سلسلة من النشريات التي تمت طباعتها في أكثر من بلد عربي، في ظل حالة من الاستعداد لنشر مجموعة من دواوينه الشعرية، فقد كتب المستشار الحرباوي في مجال الرواية روايته الأولى ” نور “، وكتب العديد من الدواوين الشعرية تحت النشر منها: حبر ودم، بائعة النعناع، وباتت مجموعته القصصية التي تحمل اسم: من وحي السلاسل في متناول الجميع بعد نشرها في سوريا، وتعميمها في مواقع الانترنت المختلفة، كما نشرت له العديد من المؤلفات حول الظاهرة الشعرية في فلسطين وأثر الاحتلال عليها، والقصص الأدبية حول الواقع في فلسطين وداخل السجون وفي ميادين الصبر والتحدي.

وعن تأثير مرحلة السجن التي خاضها في السجون الإسرائيلية على قريحته الأدبية يقول الأديب الفلسطيني الشاب:

كأي فلسطيني، جرى اعتقالي في السجون الإسرائيلية، ومكثت فيها بما مجموعة سنتين على أكثر من فترة اعتقالية، وهذه شارة شرف لي أعتز بها دون شك، ولكني حاولت أن أجعل من هذه الفترة بين أنياب الحديد فترة للعطاء والإنجاز، ففي هذه الخلوة الإجبارية، قمت بتأليف أكثر من اثني عشر كتاباً وديواناً شعرياً، بما فيها رسالتا الدكتوراة الأولى والثانية، واللتان وضعت أسسهما في فترة الاعتقال، وقمت بإتمامهما بعد خروجي من بطن الحوت الإسرائيلي.

وسط حالة انشغاله الكبيرة، ما بين برامجه الإعلامية المتعددة، وما بين الجامعات التركية التي يقوم بتدريس طلبة الماجستير والدكتوراة فيها، سألته عن مجهوداته الأدبية التي يعكف عليها، فأشار الدكتور الحرباوي إلى أنه يعيش حالة أدبية تفرضها عليه ظروف الحياة التي يتقاسمها مع الناس على امتداد العالم العربي والإسلامي، يقول المستشار د. نزار الحرباوي:
أنا الآن أقوم بالتأليف في الديوان الشعري الجديد، ولدي بعض الأبحاث العلمية التي أعمل على نشرها لاستكمال متطلبات درجة الترقية العلمية، والواقع المؤلم الذي نحياه في فلسطين وسوريا والعراق وأراكان واليمن وغيرها يفرض على عقل الأديب الخوض في غمار الشعر والتأليف جبراً، من منا يستطيع تجاوز دمعة الطفل اليتيم بعد الحرب على غزة؟ ومن منا يستطيع أن يغفل عن ضحايا البراميل المتفجرة في سوريا، ومن ينسى مهجري العراق وضحايا الأإبادة في جمهورية إفريقيا الوسطى وأراكان وتركستان الشرقية، نحن أمة تبتلى، والابتلاء ربيع الشعر وربيع القلوب المرهفة كما يقال.
هذا الواقع ألجأني إلى كتابة العديد من القصائد الشعرية، وأنا أعمل على ضمها في ديوان شعري جديد، ولدي مجموعة من الأفكار أحاول قولبتها في مجال القصص القصيرة والطويلة، وتحويل بعضها لروايات أدبية إذا قدرت لنا استمرارية الحياة.

حالة من حالات الإبداع الفلسطيني في بلاد المهجر، وصورة مشرقة من صور العطاء الملون، وعنوان جديد من عناوين الأدب الفلسطيني المهاجر، هذا ما يمثله واقع المستشار د. نزار الحرباوي، الذي بات كحال طيور فلسطين التي تغرد خارج رحابها، والتي تنتظر لحظة العودة لرحاب القدس وبيارات بيسان ويافا والناصرة.

1

2

3

4

5

‫2 تعليقات

  1. اخي وصديقي… دكتور نزار الحرباوي… الى الأمام وبدون توقف. هذه الامة العظيمة بحاجة الى اشخاص عظماء يحملون على عاتقهم مسؤولية وهم كل مسلم مؤمن موحد ذاق طعم الأمرين في هذا الزمان الذي يحكمنا فيه مجموعة من العصابات المارقه المتنفذه المتسلطة على رقابنا. وجعل الله هذا العمل خاصاً لوجهه الكريم وانا اعهدك واعرفك عن قرب ،لا تخشى ف الله لومة لائم ..
    لك مني كل تحية

  2. انت مقدم ناجح ، وشخصية مثقفة جدا ،تظهر جليا من خلال حواراتك مع ضيوفك ، بوركت ايها الدكتور فانت رمز للشباب الناجحين ، وبوركت فلسطين بابنها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة