الشقيقان

خرج الشقيقان محمودٌ وأكرمُ لقضاءِ بعضِ الوقتِ الطَّيِّبِ في المُتنزَّه القريبِ من مسكنهم.
مَرَّ الوقتُ سريعاً وهما يلعبان بالكُرَةَ على العُشب الأخضر مع رفاقهم من الجيران والأصدقاء، لعبوا كثيرًا حتى أدركَهم التَّعَبُ، وفي النِّهاية وَدَّعَا جيرانَهم وقد قرَّرا العودةَ للدَّار لمواصلةِ المُذاكرة.
هذه كانتْ عادتَهما.. يُذاكران ويَجتهدان في دارِهما فإذا شعرا بالضَّجر والفُتور استأذنا والدَهما للخروج واللعب بعضَ الوقتِ مع الأصدقاء والجيران.
ولحُسن الحظِّ أنَّ المُتنزَّهَ قريبٌ جدًّا من دارِهم فما هي إلَّا دقائقُ معدودةٌ حتَّى ينضمَّا للجيرانِ يلعبون معاً في حُبٍّ وطفولةٍ حتَّى يستردَّ كلٌّ منهما نشاطه وعلى الفور يَعودان للاستذكار.
في طريق العودة تصادفا بفرعِ شجرة ٍضخمٍ يسدُّ الطَّرِيقَ، تبادلَا النَّظراتِ لِلَحَظاتٍ قبل أن يُسرعا معاً ويتعاونا على حملِ ذلك الغُصن بعيداً عن طريقِ المارَّة.
لم يَكُنِ الأمرُ سهلاً، الغصنُ ثقيلٌ للغايةِ، وهما لا يستطيعان بمفردِهما حملَ هذا الفرع ِالكبيرِ، وهنا بَرَقتْ عينا محمودٍ بفكرةٍ، فطلب من أخيه أكرم أنْ يظلَّ بجوار فرع الشَّجرة لمُدَّةِ لحظاتٍ حتى يعودَ إليه.
وانطلق محمود مسرعاً إلى المُتنزَّهِ حيثُ الأصدقاءُ والجيرانُ، ناداهم محمود طالباً المساعدةَ، وعلى الفور اتَّجهوا جميعاً معه للمساعدةِ.
فرح أكرم حينما رأى أخاه محمود قادماً من بعيدٍ ومعه الأصدقاء والجيران، لقد أحسن محمود التَّفكيرَ، وعلى الفور تعاونوا على حملِ فرع الشَّجرة حتى أبعدوه تماماً عن طريق المارَّة، وهنا شكرَهم محمود على صنيعِهم وأخبرَهم أنَّهم جميعاً تصدَّقوا للهِ بالصَّدقاتِ الطَّيِّبة.. ألم يقلْ رسولُنا الكريمُ صلى الله عليه وسلم ( إمَاطةُ الأذَى عنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ ).