حياة مؤلمة يعيشها أطفال غزة نتيجة الحرب

تاريخ النشر: 27/07/14 | 14:51

وصل عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع الى ما يزيد عن 1050 وأكثر من 6000 جريح غالبيتهم من النساء والأطفال.
هذه هي البيئة الفلسطينية في غزة التي اصبحت خليطاً من الحرمان والفقر والشعور بالعجز واليأس والفقدان والألم وقد أدت هذه المشاعر إلى مزيد من العنف والشعور بالتهميش التي من المتوقع أن تترك نتائج كارثية على الصحة النفسية للأجيال القادمة.
وقد عايش أطفال غزة أحداث كثيرة صدمتهم وستؤثر على حياتهم بشكل كبير ان لم يتوجهوا للعلاج النفسي، تتمثل في مشاهد الجرحى والشهداء سماع القصف المدفعي للمناطق المختلفة من قطاع غزة، مشاهدة قصف البيوت والمدارس والمستشفيات والشوارع بالصواريخ من الطائرات، مشاهدة بيته وهو يقصف، ويهدم، ويدمر، تعرض أغراضه الشخصية للتدمير من قبل جيش الاحتلال وتعرضه للحرمان من الماء والأكل والكهرباء أثناء الاجتياح، فقدان أفراد عائلته، وفي كل مشهد آلاف القصص لأطفالٍ كبروا قبل أوانهم، ونحتاج لسنوات لترميمها.
وقد بلغ عدد الاطفال الذين قتلوا في غزة حتى اللحظة الى 208 طفلا وأكثر من 1780 طفل جريح، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وحسب تقرير نشرته الأمم المتحدة فإن 74% من الضحايا هم من المدنيين وخمسهم من الأطفال، فكل ساعة تمضي يقتل الاحتلال طفل في غزة.
وتنقسم الاثار النفسية على الأطفال الى شقين، الأطفال الذين يتأثروا بشكل مباشر بعد الحرب، من فقدان، اهل، بيت، مأكل، مشرب، مكان آمن، الخوف الهلع المصاحب للحرب، ومن ناحية الحدث نفسه وهذا ما يسمى بالصدمة، فهذه الاثار لها ردود فعل مثل خوف، تبول لا ارادي، اضطراب، توتر، عدم تركيز، وغيرها، ففي فترة الحدث يكون الجسم عندهم بحالة حرب نفسية، أو حالة تأهب، وهذا ما يسمى بصراع البقاء.
أما الشق الثاني ويسمى اثار ما بعد الصدمة فهي انكار الحادث، وعدم التعامل مع الأزمة الناتجة عن الحدث، مما يؤدي الى اختلال التوازن أو خلق تشويش نفسي لدى الضحية لعدم القدرة على التعامل مع أزمة الحدث، وتتراوح العوارض من قلق مؤقت وخوف إلى اضطرابات طويلة الأمد، مثل القلق الشديد، الاكتئاب، والتراجع والانسحاب والغضب”.
لذا فمن المهم تقديم الدعم النفسي للبالغين، والتركيز عليهم وعلى مشاعرهم، لكي يستطيعوا أن يحتضنوا الأطفال، ويكونوا بجانبهم أكثر، يتيحوا لهم التعبير عن مشاعرهم، وعدم تعنيفهم وإلقاء اللوم عليهم، لذا نطلب من الأهل التواصل على سوا على الرقم المجاني 121، لأخذ الإرشادات الأولية اللازمة لتساعدهم على كيفية التعامل مع أطفالهم.
تدير مؤسسة سوا خط حماية الطفل الفلسطيني 121 الذي يعمل على تقديم الدعم والارشاد الأولي، ولقد تلقى الخط أكثر من 1650 اتصالا غالبيتها لأطفال من غزة، أو ذويهم، ممن يشعرون بالخوف الشديد من الحرب، وتم تقديم نصائح ترشد الاهل في كيفية التعامل مع ابنائهم في هذه الظروف الصعبة.
وقد وردت العديد من القصص المأساوية عبر من خلالها أطفال دون سن الثامنة عشر أو ذويهم على الخط، حيث وجدوا أنفسهم، يتحملون مسؤولية كبيرة، فهم يحتاجون لمن يرعاهم، فكيف لهم أن يكونوا أمام مسؤولية كبيرة بعد فقد ذويهم، أطفال بوضع صعب يشعرون، بالغضب والخوف والاستياء، وكأن الطفل يقع في متاهة لما يحدث حوله. الأهل قتلوا بالحرب، وتركوا ورائهم أطفال، لا يوجد من يرعاهم او يعيلهم ويوفر لهم احتياجاتهم الاساسية.
للأطفال الحق بالحياة والبقاء وعدم التمييز والتعليم واللعب والأمان، لكن أطفال غزة يعيشون حياة أخرى مختلفة عن كل أطفال العالم، فمنهم من حرم طفولته ومنهم من حرم من منزله وألعابه ومنهم من فقد أبويه نتيجة غاره غادرة من طائرات الاحتلال، ومنهم من فقد عائلته كاملة هكذا حال أطفال قطاع غزة…

رامي دعيبس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة