الناسُ معادن

تاريخ النشر: 26/03/12 | 9:47

“الناس معادن من اغلى المعادن تلاقي ناس وناس كثير طيبين وناس كثير مش ناس”

من هذه المقولة ابدأ مقالتي موجها فيها النصح إلى شباب وصبايا مجتمعنا العربي الذين يمرون في اخطر مراحل حياتهم ألا وهي (مرحلة المراهقة) والذين يعتبرون أنفسهم مستقلين بآرائهم ولا يريدون الاستماع لأراء الآخرين فلا عيب ان نستمع لآراء بعض المجربين في الحياة فإنهم اكثر دراية بما هو صائب او خاطئ ( اسال مجرب ولا تسال حكيم) فانتم يا معشر الشباب والصبايا أمل ومستقبل هذا المجتمع.

كثيرة هي الاشياء التي تخدعنا ببريقها ولمعانها، فنلهث وراءها دون تفكير اعتقادا منا انها الصواب كالمعادن التي تتصف جميعها بالبريق واللمعان منها ما يبقى بريقها لفترة قصيرة من الزمن حيث عليها يسيطر الصدأ والخبث لأن طبيعتها هكذا نستغلها حتى نلبي حاجاتنا منها ثم نلقيها الى مزبلة التاريخ ومنها ما تبقى براقة إلى الأبد كالذهب والفضة والتي نتمسك بها اكثر كلما عتقت

فالكثير من الناس هكذا تراهم براقين عن بعد وإذا عاملتهم تجد حقيقة أمرهم وخفاياهم الزائفة وفي اغلب الحالات يكون هذا النوع من الناس أصحاب المصالح الشخصية(المصلحجيه) دون الاعتبار للآخرين ولديهم الاستعداد بأن يضحوا بأقرب الناس إليهم لأجل الوصول الى غايتهم المنشودة حتى ولو داسوا على المجتمع بأسره ونادرا ما يكون هذا البريق صادقا بمشاعره الفياضة ومثل هؤلاء قليلون للأسف الشديد في المجتمع.

زماننا هذا هو زمن المظاهر الكاذبة نجد الانسان في ابهى صوره لكنه من الداخل خاو تماما ونحن في زمن اختلط به الحابل بالنابل وأصبحنا نخاف الصدق في كافة المجالات

ان الاشياء البراقة والمغريات الجذابة في حياتنا تنمو بسرعة رهيبة فعلينا اخذ الحيطة والحذر من هذا البريق واللمعان فكثيرا من الناس تخدع ببريق حديثهم وزيف حضورهم حيث نمنحهم الود ولا نتوقع منهم الغدر مثل هؤلاء منتشرون بيننا بكثرة.

فطيبه الناس لا تقاس ببشاشة الوجه فهناك من يجيد تصنيع الطيبة وتصنيع الجمال ومن الخطأ الاعتماد عليه فقد يكون خلفه قبح شديد والسعادة لا تقاس بكثرة الضحك فكثيرا من الناس يلبسون قناع الابتسامة وتحت القناع حزن دفين وألم وانين

ان المشي وراء اهوائنا في كثير من الحالات نجد ها مغشوشة فعلينا ان لا نقيم الاخرين بالمظهر الخارجي او بما يمتلك من اموال او ثروات علينا ان ننظر الى الجوهر وليس الى المنظر الذي على الاغلب هو مصطنع من اجل الوصول الى غايات شخصيه لا اكثر ولا اقل

فليس كل ما يلمع ذهبا وليس كل جميل في الحقيقة هو جميل وليس كل قبيح في الحقيقة هو قبيح فكثيرا من الحالات يكون وراء الجمال قبح ووراء القبح جمال فالجمال الصادق ليس جمال المنظر الخارجي بل هو جمال العقل واللسان وما دون ذلك فهو زائف

بقلم بسام ابو ياسين زيمر

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة