تساؤلات في ظل الحرب, دولتنا تخوض حرب ضد شعبنا

تاريخ النشر: 23/07/14 | 17:17

تجارب المجتمع العربي داخل إسرائيل مع الحروب تختلف نوعيا مع باقي مواطني الدولة, موقفنا, مشاركتنا وواقعنا يعدان من أصعب المواقف في ظل ضوضاء الحرب, القتل والكراهية. منذ اليوم الأول لخطف ومقتل المستوطنين الثلاث ظهر الاختلاف الحاد بين الأقلية والأغلبية في إسرائيل, ومن بعدها اشتد الفرق والتحرك بسبب اختطاف وحرق محمد أبو خضير حيا, وتأتي الحرب على غزة لتؤكد صعوبة الموقف الذي نعيشه!
في عهد التكنولوجيا وسهولة النشر والإعلان أصبح هناك مساحة اكبر للتعبير عن الرأي تحت نظرة أنها مساحة أمنه وشرعية. شبكات التواصل الاجتماعي جعلت من الحديث بين مواطني ألدوله تصريحات بدون نقاش, هتافات وتصريحات واخذ موقف حتى لو كان حاد وجارح للطرفين وهذا يشمل سياسيين, وزراء ونواب, مواطنين عاديين, رجال دين وموظفين, طلاب جامعات وممثلي اطر اجتماعية. جراء هذه المساحة أصبح للأقلية العربية في إسرائيل مكان للتعبير عن الغضب والاستياء وحتى إعلاء تصريحات ومواقف متطرفة بأعين الأغلبية لدرجة تصنيفها على أنها خيانة للدولة ومعادية لها. وغير مساحة شبكات التواصل الاجتماعي يوجد أيضا مساحة المظاهرات. وكذلك توجد مواقف عديدة عند الأغلبية التي تشعرنا بالعنصرية والكراهية
لا اعلم إن كانت التصريحات الواضحة للبعض هي موقف أم انجرار وراء مشاعر , لا اعلم إن كانت توجهاتنا وقت الحرب تبعدنا عن واقعنا أو أنها تكشف واقعنا, لا علم إذا كان هذا يسيء على استمرار حياتنا اليومية واختلاطنا بالأغلبية اليهودي أو انه يضيء ضوء احمر عند الحكومة ويقول لها يوجد شرخ في المجتمع الإسرائيلي.
سؤال المصير المشترك لمواطني الدولة العرب واليهود هو سؤال مركزي لا يفهم ضمنا مع مكانتنا السياسية وحق التعبير عن الرأي والهوية القومية, في وقت الحرب تحدث أيضا خسائر في الأرواح قرب المواطنين العرب, وفي نفس الوقت نحن عرب وننتمي للشعب الفلسطيني ويصعب علينا تقبل الظلم الموجود في غزة والضفة, بالإضافة إلى ذلك هناك الواقع الأقرب علينا وهو العنصرية والتحريض اتجاهنا داخل الدولة التي لا يخفيها شخص مثل وزير الخارجية ليبرمان ” المحرض القومي”. سؤال بعد هذا التطرف كله كيف ستكون استمرارية الحياة بعد الحرب؟ هذا المصير المشترك والنسيج الاجتماعي في إسرائيل الغير واضح كيف سوف يكون شكله؟ هل المواقف التي نتخذها ألان سوف تؤثر على علاقتنا مع الأغلبية والحكومات؟ هل فعللا توجد مساحة للأقلية حتى وان اختلفوا بالري مع الأغلبية؟ فإذا بعد الحرب, وبعد هدوء المشاعر كيف ستكون الحياة؟

فريج عيساوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة