علمي ولدك تحمل المسؤولية

تاريخ النشر: 23/07/14 | 12:30

ان تحمل المسؤولية لا يأتي من عبث او من الفطرة، وإنما هو سلوك تربوي وأسري علينا إكتسابه منذ الصغر، لنتمكن من مواجهة المشاكل في مراحل حياتنا المستقبلية.
يتساءل الأهل كيف أربي طفلي على تحمل المسؤولية؟ الجواب سهل وبسيط ويحتاج الى مبادرة سريعة، فالإعتماد على النفس عند الأطفال لا يولد معهم، وإنما هم بحاجة الى تعلمها من أفراد عائلتهم. لذا، تكمن القاعدة الأساسية بالإعتماد على طفلك حتى يتعلم لاحقا الإعتماد على نفسه.

درب الطفل طويلة ومليئة بالإكتسابات الإدراكية والمراحل التعلمية، لذلك عليكِ سيدتي أن توازي بين الإكتساب العاطفي والإكتساب السلوكي عند طفلك.
وعندها سيخوض الطفل التجارب ليتعلم من أخطائه فيكتشف بذلك عالمه ويصبح سيد نفسه. إذ يؤكد الخبراء أن هناك تباين في السلوك لدى الأطفال خاصة في سنواتهم الأولى، وهو أمر طبيعي ومتوقع. ففي مراحلهم الأولى يشعر الأطفال بالضياع بين رغبتهم بالاعتماد على أنفسهم وبين حاجتهم إلى المساعدة من الآخرين، فتصعب عليهم الموازنة بين الرغبتين. وهنا يأتي دور الأهل في تعزيز ثقة الطفل وحثه على تحمل المسؤولية والإعتماد على نفسه. ولكن كيف؟

خطوات لتعليم طفلك حسّ المسؤولية
عليك ان تعرفي أنه رغم تطور قدرات طفلك الإدراكية واكتسابه لمهارات جديدة ومتنوعة، وإدراكه أنه بات قادراً على القيام بالكثير من الأشياء بمفرده. ورغم شعوره أيضاً بالإثارة تجاه التحول والاستقلالية والاعتماد على نفسه، إلا أن الخوف لايزال يكبله ويحول دون تقدمه. لذلك نقدم لك بعض الخطوات التي عليكِ اتباعها لتعزيز المسؤولية لديه :

– افسحي له المجال ليقوم بالأشياء فيكون هو الفاعل وانت المشرفة عليه وليس العكس.
– إذا كنت أنت أصلاً لا تعتمدي عليه في شيء، فكيف إذن سيتسنى له تعلم الاعتماد على نفسه؟ لذا عليك الإعتماد عليه تدريجيا حتى يتمكن من تحمل المسؤولية لاحقا.
– عليكِ ان تظهري لطفلك ثقتك به، فعندما تثقين به فهو بالتالي سيثق بقدراته.
– شجعيه عند انجازه المهام الموكلة اليه، ورددي له دائما انك فخورة به.
– إياكِ أن تتدخلي عند تعثره في مهمته، فذلك سيحبطه ويشعره بالفشل.
– ضعي طفلك فى مواقف إتخاذ القرار، مثل اختيار ملابسه أو مواقف مفتعلة واجعليه يقرر كيف سيتصرف فيها.
– علمي طفلك تحمل المسؤولية بمواقف حياتيه يومية، لأن ذلك سيجعله يدرك ان الحياة رحلة من المسؤوليات والقرارات.
– حاولي أن تكوني قدوة حسنة لطفلك، لأنه يقتدي بك في جميع التصرفات.
– علمي طفلك تحمل المسؤولية بمواقف حياتية يومية، ما يجعله يدرك ان الحياة رحلة من المسؤوليات والقرارات.

الفطام النفسي
تدريب الطفل على تحمل المسؤولية ليس بالأمر السهل ولكنه ليس بالمستحيل. لذا ينصح الخبراء بتعليم الطفل على تحمل المسؤولية منذ صغره حتى يصبح شخصًا يعتمد على نفسه ويثق بقدراته وصحة إختياراته. وعليك أن تعرفي أن الإستقلالية والإحساس بالمسؤولية هما صفتان مكتسبتان عن طريق التدريب والممارسة.
وتبدأ الإستقلالية عند الأطفال بتقليد الكبار في ما يقومون به الى حين استلام زمام الأمور بأنفسهم، بحيث يتشجع الطفل على تحمل المسؤولية مهما كانت بسيطة ليشعر بقوة شخصيته وقراراته.
وتأتي القاعدة التربوية لتؤكد لكِ انه عليك ان تعتمدي عليه حتى تعلميه الإعتماد على نفسه. وهنا تأتي نظرية علم النفس التي تركز على ضرورة “الفطام النفسي” للأطفال، ليتمكنوا من تحمل المسؤولية دون تدخل الأهل.

فالمشكلة الأساسية التي تعترض طريق تعليم الأبناء الاعتماد على النفس هي أن الآباء أنفسهم هم الذين لا يستطيعون أن يفطموا أنفسهم عن التدخل في شؤون الأطفال. وقد يكون هذا التدخل بسبب حبهم لأبنائهم، أو بقصد حمايتهم، ولكن الواقع هو أنه يؤدي إلى إعاقة الطفل عن أداء دوره، وسلبه الفرصة التي تجعله يعتمد على نفسه.
ويبقى عليك يا سيدتي ان تكوني المحفز الأول لطفلك لتحمل المسؤولية، فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر، ومسؤوليتك ان تعلميه تحمل المسؤولية، فأنت تشكلين القدوة المثالية له. فكوني أنت المعلمة التي توجّهه ليعتمد على نفسه ويصبح سيد نفسه في كل ما يقوم به.

1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة