الى أي مدى يجوز للأهل أن يتدخلوا في مستقبل الأبناء

تاريخ النشر: 21/07/14 | 14:35

لا شكّ في أ نّ ضيق مجالات العمل ينعكس سلباً على أمال الشّباب و بناء مستقبلهم.بالتالي كلّ تغيّير يطرأ على حياة الانسان يؤدّي حتماً الى تغييّر في الطّموح و تبديل في مستواه.
فالطّلاّب اليوم يتوّجهّون الى مختلف الاختصاصات غير مدركين مجالاته و فرص عمله بما يناسب قدراته .وهنا تطرح علامات الاستفهام عن المستقبل الذي ينتظرهم بعد عناء الدّراسة لمدّة سنوات. ومن أهمّ العوامل المؤثّرة في سلوكهم :علاقتهم بالأهل.فالأهل ينتظرون منهم تحقيق شيءما فيقحمونهم في دراسة أو مهنة معيّنة على رغم عدم ميلهم أو استعدادهم لها وبعيداً من حاجات سوق العمل.
أما النّتيجة فتكون شبّاناً غارقين في دوامة الحيرة والقلق,يبحثون من دون كلل أو ملل عن فرصة يثبتون أنفسهم من خلالها. لذلك تظهر بوضوح أهميّة التّوجيه التّربوي والمهني في حل ّهذه الأزمات بين الأهل والأولاد لتحقيق طموحات الطّفل ضمن اطار التّكامل الاجتماعي السّليم.

ما يحصل اليوم من تطوّر سريع؛ يدفع بالشّباب الى الصّراع والتّردّد ازاء هذا العالم المتجدّد ؛من دون أن يكون لهم المعين أو المساعد. فالتّوجّه الى اختصاصات معيّنة دون سواها أدّى الى تقلّص عدد من الموّظفين من مختلف القطاعات وزيادة بالتّالي مسؤوليات اَخرين وفي الحالتين يدفع المواطن الثّمن.فالحالة الأولى تؤدّي الى البطالة؛ فيما تؤدّي الثّانية الى شعور العامل بالضغط والغبن المادي و المعنوي. بالتّالي يؤثّر كلّ ذلك في سياق العمل و نتيجته.

اذاً ما هي مسؤوليّة التّوجيه؟
يجب أن تكون مسؤوليّة التّوجيه نتيجة تفاهم الجميع و نعني الفرد مع العائلة والمجتمع؛ في اطار يؤمّن طاقات الفرد في خدمة المجتمع وامكانات المجتمع في خدمة الفرد.

ما مسوؤليّة الأهل؟
على الأهل ان يضافروا جهودهم لكي لا يوصلوا طفلهم الى الهاوية وذلك من خلال اتّباع توجيهات معيّنة منها ان يمنحوه الحريّة التّامة في التّعبير عن مشاعره؛وأن يتناسوا مشكلاتهم الزوجيّة التي تجعل حياته و مشاعره مضطربة.عندئذٍ تتوحّد طاقاته ويطمئن ّالى وجوده فيستقطب مستقبله كلّ اهتماماته وتفكيره.كما على الأهل أن يوجّهواأبناءهم وفقاًَ لما يتلاءم مع ميولهم ورغباته.

ما دور المدرسة اذاً؟
دورها يكمل ما أعدّته العائلة وتحاول اصلاح ما أفسدته؛ومن جهّة ثانية تجعل الفرد يتوافق مع متطلّبات المجتمع الذّي نعيش فيه.
ولكي تقوم المدرسة بوظيفتها التربويّة؛عليها أن تؤمّن اختصاصيين في مختلف المجالات النّفسيّة –التّربويّة:عالم نفس ومساعد اجتماعي ومرشد أو موّجّه دراسي وتربوي.
بذلك يشكّلون فريقاً تربوياً يضع برنامج عمل يساعد في التّعرّف الى التّلميذ وميوله.ومن أجل ذلك يجب التّعاون بين البيت والمدرسة والتركيز على عمليّة التّوجيه منذ الصغر والتّعرّف عن كثب الى عالم العمل بطريقة واقعيّة.

4

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة