المئات في مهرجان يوم المرأة العالمي في الناصرة

تاريخ النشر: 10/03/12 | 22:33

بحضور لافت أحيا اتحاد المرأة التقدمي مساء الجمعة، يوم المرأة العالمي، شارك فيه المئات من النساء في مهرجان احتفالي حمل عنوان “حرية النساء من حرية أوطانها”، في مدينة الناصرة وذلك بإشراف وتنظيم اميمة مصالحة، مركزة اتحاد المرأة التقدمي.وكانت المشاركة النسائية الواسعة من مختلف المناطق والبلدات العربية بدءا من النقب جنوبا حتى ترشيحا شمالا، إلى جانب مشاركة العشرات من أعضاء وأصدقاء حزب التجمع. وقد تولت عرافة المهرجان الناشطة مي كتانة، وافتتح المهرجان بنشيد “موطني” بعد عرض كشفي قدمته فرقة الكشاف التابعة لتجمع الشباب النصراوي.

وفي كلمته في المهرجان، أكد أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي عوض عبد الفتاح على دور المرأة في الثورات العربية وفي مواجهة الاحتلال، كما لفت دور التجمع في لم شمل الحركة الوطنية في الداخل، في ظل حملة التحريض والملاحقة من قبل المؤسسة الإسرائيلية التي استهدفت قيادة الحزب وكوادره.  وأكد في سياق كلمته على مجموعة من القضايا والرسائل، كان أولها “إنّ غالبية أقطار العالم العربي تغلي كالمرجل؛ شعوب تحطّم قيودها، ونساءُ يهشّمن أسوار القبيلة ويتصدّرنَ الحشود الثوريّة، ويخضن كفاحًا عسيرًا في وجه الاستبداد والتخلف والتبعية”، مشيرا إلى أنه يبدو أن أمام المرأة والمجتمع عامة، مسيرة ثورية طويلة في مواجهة البنى الاجتماعية المتخلـّفة التي حالت دون تحقيق إنجازات تتساوى مع تضحياتها في هذه الثورات.

كما أشار إلى أن إسرائيل تواصل مشروعها الاستيطاني الاحتلالي في الأراضي المحتلة عام 67، وتسعى إلى الانقضاض النهائي على أمل إقامة دولة فلسطينية مستقلة هناك، مؤكدة بذلك أنها لا تريد حلا وسطا مع الشعب الفلسطيني. أمام ذلك فإن الحركة الوطنية الفلسطينية مطالبة بإعادة بناء نفسها ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وخوض الصراع ضد نظام الأبارتهايد الاستعماري وتفعيل المقاومة الشعبية لدحره وإلغائه من الوجود.

وفي حديثه عن الداخل الفلسطيني، قال عبد الفتاح إن المواطنين العرب في الجليل والمثلث والنقب يتحولون في نظر الدولة العبرية، الى عدوٍ وخطر أمني. ويتجلى ذلك في المخططات العادية والقوانين العنصرية السافرة التي تسنّها الكنيست دون رادع، وتتفنن أوساط في الدولة في كيفية إزالة هذا الخطر أو التقليل منه. ليس لديهم حل واضح بشأننا، ولكن ما نعرفه هو إجماعهم الواسع على كرهنا، وتمسكهم بيهودية الدولة، أي بأفضلية اليهودي على العربي.

وأكد في هذا السياق على أن “عرب الداخل لم يهاجروا الى فلسطين، هربًا من اضطهاد، أو من بؤس اقتصادي، إنما هم أصحاب الأرض، وأصحاب هذه الجبال والأودية والسهول الجميلة”. كما تناول حملة التحريض والملاحقة لقيادة وكوادر التجمع منذ أن قرر أبناء وبنات الحركة الوطنية في التسعينيات، لم شمل الحركة وتأسيس حزب التجمع، وخاصة بعد إقلاع هذا المشروع الوطني إلى الفضاء الواسع.

وأضاف أن ذروة هذه الحملة كانت في فبركة تهمة أمنية ضد قائد الحزب المفكر د. عزمي بشارة، مما دفعه الى اختيار المنفى. وحين اكتشفت الدولة العبرية، أن هذا الحزب واصل طريقه برأس مرفوعة، شاقًا طريقه بين أهله وشعبه، ولم يخضع للإرهاب، عادت المؤسسة لتجدّد الحملة بصورة أشدّ عبر تركيزها على النائبة حنين زعبي.

وأكد عبد الفتاح على أن اختيار الحزب الأخت حنين ضمن المواقع الثلاثة الأولى من قائمة الكنيست، لم يكن تعبيرًا عن ثقة الحزب بالمرأة وقدراتها فحسب، بل أيضًا تعبيرًا عن ثقة هذا الحزب بنفسه وبمشروعه وبقواعده وبشعبه الذي أعطى لهذا الحزب الفوز بالانتخابات الأخيرة. ولفت إلى أن التجمع أثبت بذلك أن حديثه عن مساواة المرأة وثقته بالمرأة الفلسطينية، ليس كلامًا كالأحزاب الأخرى التي رغم وجودها على الساحة عشرات السنين لم تكسر الطابو المفروض على المرأة، مستدركا أن عضوية الكنيست ليست ذروة المساواة، بل هي تعبير رمزي عن إيمان الحزب بأهمية وجود المرأة في الصفوف الأمامية، “هذه الصفوف التي أيضًا تضم قياديات عديدات نعتزّ بهنّ في اللجنة المركزية والمكتب السياسي. والامتحان الحقيقي أمام اتحاد المرأة وأمام التجمع هو الوصول إلى شرائح النساء الواسعة”. كما تطرق أمين عام التجمع إلى تظاهرة اليمين في الناصرة يوم غد الأحد، وقال “يوم الأحد القادم، لنا موعد مع الفاشيين، مع أعداء شعبنا، الذين أذنت لهم الشرطة الاسرائيلية القدوم الى الناصرة للاحتجاج ضد حنين وضد التجمع، ونحن نقول لهم أننا ننتظرهم، وسنحوّل هذا اليوم إلى يوم غضب ضد النظام العنصري القائم الذي هو حتمًا ساقط”.

وفي كلمتها أكدت النائبة حنين زعبي على دور المرأة العربية في الثورات العربية، لافتة إلى أن الانتخابات لم تعكس دور المرأة، ولكن الثورة لها قيم وتضع قوانين لعبة وتعيد بناء ثقافة. كما أكدت على أن الثقة بالنفس هي السلاح الذي نواجه به سياسات المؤسسة الإسرائيلية.

وبعد أن وجهت الشكر لجميع النساء على مشاركتهن في الاحتفال، أكدت على أن الكرامة والكبرياء هي قيم لا تحتاج الوعي السياسي وإنما الحس الغريزي الفطري الذي يقتضي استكماله باعتبار أننا “أصحاب حق وأصحاب البلاد الأصليين، ولدينا مشروع سياسي واضح أمام المؤسسة الإسرائيلية، وأيضا أمام مجتمعنا، فنحن نريد مساواة كاملة، بين اليهود والعرب وبين المرأة والرجل”.

وأكدت على أن يوم المرأة العالمي هو يوم تذكير بالنضال، وأن المرأة أمامها أشواط طويلة للحصول على حقوقها، مشيرة إلى أن المرأة العربية الفلسطينية تستحق أن تحتفل بدورها. وأشادت في هذا السياق بصمود المرأة في النقب واللد.

وأضافت أن المرأة في الثورات العربية كان لها دور مثل الرجل، ولكن نتائج الثورة، نتائج الانتخابات في تونس ومصر، لم تعكس دورها، إلا أن لها قيم وتفرض قوانين لعبة وتعيد بناء ثقافة، وإذا لم تحافظ الحركات التي وصلت إلى السلطة على قيمها، فإن الشعب سوف يحاسب والميادين موجودة. كما أكدت النائبة زعبي على أن المشروع الوطني يستند إلى قيم ما يستوجب الإيمان بعدالة نضالنا، وهذا هو السبب الوحيد في دعم شعوب العالم للشعب الفلسطيني.

وقالت أيضا إن حرية المرأة هي حرية الإنسان، ومشروع المرأة في نضالها من أجل حريتها يستند إلى حاضر وتاريخ، وبالنتيجة فـ”إننا عندما نحمل مشروع التحرر أمام إسرائيل، ومشروع تحرر الشعوب العربية من الاستبداد، فإننا نحمل أيضا مشروع نهضة مجتمعنا، حيث لا يستطيع المجتمع أن ينهض وهو يهمش 50% من المجتمع”. كما أشارت إلى أن المرأة هي مرآه المجتمع، وأن تطور المجتمع يقاس بالتعامل مع المرأة. ونوهت إلى أن الحلقة الأساس في مجتمعنا العربي في الداخل هي “حقوق المرأة في العمل وتعدد الزوجات وسن الزواج والعنف ضد المرأة، إضافة إلى القمع الأكبر من قبل المؤسسة الإسرائيلية”.

ولفتت إلى الاستطلاعات التي تعكس الآراء العنصرية للمجتمع الإسرائيلي ضد العرب. وأضافت أنه في مواجهة النضال الوطني الديمقراطي والمشروع السياسي الذي يحمله التجمع فإن إسرائيل تصل إلى أسفل درك العنصرية، بحيث باتت تعرف القيم العنصرية كجزء من حصانة المجتمع الإسرائيلي.

وفي ختام كلمتها أكدت النائبة زعبي على أن المحطة القريبة هي يوم الأحد في مواجهة اليمين الفاشي، وفي جعل العنصرية والعنصريين يدفعون الثمن. واختتمت بالقول “نوجه التحية للأسيرات، وللأسيرة المضربة عن الطعام هناء شلبي نقول: شدي عليك الجرح وانتصبي”. وضمن فقرات المهرجان، ألقى الشاعر علي مواسي قصيدة بعنوان “حبيشة القاهرية”، والتي أهداها للشابة المصرية الثائرة، التي قام الجنود بضربها، وسحلها، وتعريتها، وأثارت ضجة على مستوى العالم، وكذلك إلى كل نساء العالم، كما ألقت الفتاة علا طه قصيدة “حمدة” للشاعر السوري عمر الفرا.

وكان مسك الختام فقرة فنية غنائية مع جوقة “سراج” التي أتحفت الجمهور بالعديد من الأغاني الشعبية والوطنية المختلفة.

تعليق واحد

  1. الحريه التزام وليست كلام
    منالها بالجد لا بالأحلامً
    هي مطلب وحق يرام
    ليست فوضى  ولا اجرام
    هي فرض في دين الاسلام  
    أمهاتنا وبناتها واخواتنا كرام
    ما دمن على الدين لهن استقام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة