شوق الأرض دليل بقلم ب. فاروق مواسي

تاريخ النشر: 11/07/14 | 21:38

أهلي في الجرح الدامي النغَّار
– يا ويلي-
ذاك «السامي» يرقب كيف يتمُّ القصفُ
يعمُّ النَّزْفُ
ويُهمهِمُ مَسعورًا
مسلولاً في بسمتِه الشَّامتة الرَّعناءْ
وأنا أُحصي أوهام النَّفسِ
وأحلامَ الوقتِ
وأوقاتَ اللَّهِ المهدورةِ
في حسن دعاء أو سوء دعاء
( سيَّان)

أبحث عن وجهي المردودْ
فإذا وجهي مفقودْ
أبحث عن هذا المفقودِ المردودْ
فإذا هو يسكن في حزن مكشوف منكودْ
يرنو لامرأة – وطناً وفلسطيناً تدعى
ظلَّتْ تصبرْ
وتُصابرْ

ها هو يحلم بالمرأة واللَّذَّة والصُّورهْ
ويحسُّ بأنَّ فُحولهْ
تهدر في دمه تَيَّارًا ورجولهْ
لا أدري كيف يذرِّيها
أو كيف يجاريها ويداريها
لكني أدري أن نساء الأرض اجتمعتْ
كلٌّ تحمل حُسناً ويليق لها
تختال به أو يختال بها

هذي البهجةُ تدرك أنَّ النَّارَ
انطلقت تتوزَّعُ بِالْمَجَّانْ
فوق ثغور الأطفالْ
فوق الأبناء الأشجارْ
فوق مكانٍ وزمانْ
كنت، وكان الوجه المخزونْ
يركب في أبَّـهـتــه
يُعلن إذْ أعلن:
أن الأرض هي الأرضْ
والماء هو الماءْ
يسمع أو أسمعْ
صوتَ رصاصٍ أزَّ مدافِعَ دَوَّتْ
تتوزع بِالْمَجَّانْ
– عشوائيَّهْ –
يكفي أن تُوقِع أو تَقلع أو تؤذي
او تُنهى وتبيدْ
– هذا الكفر عنيدْ –

قلت لوجهي الآخر:
قد يركب ظهر الحكمة من شاءْ
ثُمَّةَ أثمار يقطفها
يلقيها كيما تأتي امرأة عاقر
وصفوا ثمرا تطعمها حتى تنجب
تلك المرأة
جاءت من أطياف السِّحر وآيات التكوين
نزلت من برج القهر الى كهف سجين
قالت:
كنت وحيدهْ
من ذا يبعث فِيَّ الخصب يوافيني
حتى أتذوَّقَ صفو عُسيَلتِه وألذّ
فأنا كنت ثماراً مرهْ
وفرائس
وقبورا أعرفها لا أعرفها

كنت أنا أمضي
والمطر النائح يُزجى مع ريحِ خُواءْ
يوميًّا تنساب الأنياب عليّ
وعلى جسدي المهتوكْ
هذا غلٌّ لم يُنْزع من أفئدة وفدتْ
من كلِّ الأرجاء غرابهْ
يقتادون الحقد ( أو الموت ) على
كلِّ سريرٍ ممقوتْ

قال الوجهُ الآخر :
كنت الشَّوق على أرضك ( بذرًا ، غرسًا وشجرْ )
ورقصتَ بكل الأعراس لتحيي معنى الخصبْ
بغناءٍ وحنينٍ وثمرْ

ها أنتْ
تعكف في محرابك تسَّاقَطُ مَجْنِيًّا
لا تقدر أن تقرأ في سفر خطايا الأعداءِ
إذا تبحثُ عن تأويلٍ في كل صباحْ
مع نشرةِ أخبارٍ فيها السُّمُّ وفيها الدَّمْ
فتزيدُ حوامضَ تُفرزها مَعِدَهْ
تبري جُدراناً، تكشفُ أسرارْ
أو تبعث في رأسك صوتَ دُوارْ

وتقومُ لِتَسْألْ
– في عقلٍ هذي المرَّهْ
لكنكَ سُرعانَ تَعودْ
ولذا فجنون وجنونْ ..
عُدْ أدراجَكْ !

أدعوك ، وأنت أنايْ
فتذكَّرْ

تذكُرُ إذْ كنت بسوق جِنينْ
وترى الطَّيَّارَ الْمُحْتَل
ينحو صوبك
كان قريباً من رأسكْ
وعلى مرأى من فوقكْ
يضحك أو يسخر منكْ
لا تدري
ماذا يضحكه في لحظة مَوْتْ ؟!!!

وعرفتْ،
هذا زمن أصبح لحظة نارْ
هذي الألوانْ / لا تعدو بضع ثوان
فليبدأ هذا التاريخ المجروح بجرح يحمل معنى

تأتي ثانيةٌ أولى تحمل طفلهْ
صرعوها ، ولأوَّلِ وهلهْ
تأتي ثانيةٌ ثانيةً تحمل وردا
فوق الورد تراتيلُ نَدًى ونجومْ
يتشظى الورد بفعل النار الهوجاءْ
تأتي ثانيةٌ أخرى تحمل عصفورًا
فيعود العصفور رماداً مذروراً
تأتي ثانيةٌ أخرى بعد الأخرى
تحمل شوقا – عبق الشوق يدل-
تطلق كل عيارات النار على الشوق وما أردَتْ
والشوق يسيل بكل سبيل
نهراً هدَّاراً يطغى، يُشفي كل غليلْ
يطفي الغُلَّهْ
يبقى سَفَراً وهو دليل
وهو دليل
وهو دلييييل.

ب. فاروق مواسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة